السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

شخصيات دينية لـ "الاتحاد": "صندوق زايد للتعايش" ترجمة سريعة لأقوال ونهج الإمارات

شخصيات دينية لـ "الاتحاد": "صندوق زايد للتعايش" ترجمة سريعة لأقوال ونهج الإمارات
8 فبراير 2019 02:39

سامي عبد الرؤوف (دبي) إبراهيم سليم (أبوظبي)

أكدت قيادات وشخصيات دينية، أن أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بإنشاء صندوق زايد للتعايش، يدعم الجهود الرامية إلى تعزيز ثقافة التعايش السلمي والتآخي الإنساني بين الأفراد والشعوب.
وقالت هذه الشخصيات، في تصريحات خاصة لـ «الاتحاد»: «ما حدث خلال مؤتمر الأخوة الإنسانية، جعلنا نعزز ثقتنا بوجود مسؤولين في العالم يمثلون العين الساهرة على السلام، والنظر لاحتياجات العالم من الخير».
وأضافوا: «يعد صاحب السمو محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مثالاً حياً على هذه العين الساهرة، وشخصية عالمية تقود الإمارات والعالم لما هو أفضل».
وأشاروا، إلى أن الصندوق يرسخ مكانة دولة الإمارات، دولة راعية للتسامح وقبول الآخر، واحترام المجتمع الإنساني على اختلاف أطيافه ومشاربه.
ولفتوا، إلى أن اهتمام مبادرات صندوق زايد للتعايش، بالتعليم، يحدث تأثير حقيقي وعميق ليس فقط على الأجيال الحالية، بل على أجيال المستقبل، مشددين على أهمية دعم الصندوق، جهود تطوير المناهج التعليمية لتعزيز قيم الأخوة الإنسانية، وغرسها في نفوس الطلبة والناشئة، وترسيخها في فترة مبكرة من حياة أولادنا ودراستهم بديلاً عن خطاب الإقصاء والانغلاق مما سيكون له تأثير كبير على المدى الطويل لأجيال قادمة.
وشددوا على أن إشاعة ثقافة السلام واحترام الأديان وحقوق الإنسان والتعايش بشكل سلمي هي مسؤولية تستوجب من الجميع العمل الجاد كونها العنصر الرئيس الذي ترتكز عليه المجتمعات والشعوب في تحقيق تنميتها واستدامتها، فمن دون التسامح والتعايش السلمي لا نماء ولا تطور.

امتداد للريادة
في البداية، أكد الدكتور حمد الشيخ أحمد الشيباني العضو المنتدب للمعهد الدولي للتسامح التابع لمؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، أن المبادرات المهمة التي تطلقها القيادة الرشيدة الواحدة تلو الأخرى لتعزيز الحوار بين الثقافات ونشر قيم التسامح والتعايش بين أتباع الأديان والثقافات، تؤكد الجهود الجبارة التي تبذل من أجل توطيد أسس السلم والأمن الدوليين.
وذكر الشيباني، أن صندوق زايد للتعايش، سيؤثر بشكل كبير وإيجابي على مستوى العالم، في نشر قيم الاحترام والتسامح بين أتباع الأديان في إطار التعاون المشترك الإنساني، مشدداً على ضرورة تكثيف الجهود الدولية، ما سيسهم في إرساء قيم التسامح، ويصب في خدمة العالم، وجعله أكثر أمناً واستقراراً.
وأفاد العضو المنتدب للمعهد الدولي للتسامح بدبي، بأن دولة الإمارات، بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وإخوانه أصحاب السمو الشيوخ حكام الإمارات يعملون على الدوام لتبني قيم الأخوة الإنسانية والتسامح والتعايش بين جميع الديانات واتباع نهج الاعتدال ونبذ التعصب والتشدد، وتعظيم قيم الدين الإسلامي الحنيف التي تدعو إلى نشر المحبة والسلام.

الصندوق والتعليم
وقال الدكتور هشام يوسف، رئيس مركز الكنيسة الإنجيلية بجبل علي بدبي: «أعتقد أن صندوق زايد للتعايش، يجسد ما قاله قداسة البابا فرنسيس خلال زيارته الأولى من نوعها لبابا الكنيسة الكاثوليكية لدولة الإمارات العربية المتحدة، بأن الدولة تسعى لأن تكون نموذجاً للتسامح والتعايش السلمي، وتضرب مثالاً حقيقياً يحتذى لكل دول العالم، وهذا الصندوق لخّص بأمانة نهج الدولة، وما نراه، ونمارسه على أرضها الغالية».
وأضاف: «تأتي مبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لتحول ذلك إلى واقع عملي ملموس سيكون له أثر عميق ليس في دولة الإمارات الحبيبة فحسب، بل في العالم العربي والغربي على حد السواء، وتعكس تلك المبادرات قناعات وممارسات الدولة على أرضها، وما آمن به، ونادى به وعلمه ومارسه المغفور له، الشيخ زايد، طيب الله ثراه».
وأكد يوسف، أنه تزداد أهمية المبادرات لما تلمسه من جوانب ذات تأثير حقيقي وعميق ليس فقط على الأجيال الحالية، بل على أجيال المستقبل، فالمبادرة الخاصة بدعم جهود تطوير المناهج التعليمية لتعزيز قيم الأخوة الإنسانية وغرسها في نفوس الطلبة والناشئة تهدف إلى غرس هذه المبادئ، وترسيخها في فترة مبكرة من حياة أولادنا ودراستهم بديلاً عن خطاب الإقصاء والانغلاق مما سيكون له تأثير كبير على المدى الطويل لأجيال قادمة.
وأشار يوسف، إلى دور دولة الإمارات في تشجيع المبادرات التي تدعو لنبذ العنف والتعصب كدعوة عالمية يحتاج العالم لها وسط الصراعات والخلافات المنتشرة في جميع أنحاء العالم بسبب الاختلاف والتنوع الذي تحول إلى سبب للصراع بدلاً من أن يكون محفزاً وداعماً لفهم الاختلاف وقبوله والتعامل معه.
وقال يوسف: «لا أجد في النهاية سوى أن نشكر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد على مبادرته السامية، وندعمها بكل إمكانياتنا وطاقاتنا، ونصلي من أجل دولة الإمارات وقياداتها واستمرار دورها الرائد في نشر دعوات التسامح والحب والحوار والقبول».

مهام واختصاصات
أفاد خليفة الشاعر السويدي أمين عام جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للتسامح بالإنابة، مدير إدارة التسامح في المعهد الدولي للتسامح التابع لمؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، أن قرار تأسيس «صندوق زايد العالمي للتعايش» يأتي في سياق الجهود الطيبة التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة، قيادةً وشعباً في مد جسور التفاهم وتأكيد القيم الإنسانية المشتركة التي تلتقي حولها مختلف الأديان والحضارات.
وأشار إلى أن دولة الإمارات تسعى دائماً لنشر القيم والفضيلة والدعوة إلى التعايش السلمي، وتبذل جهوداً استثنائية في هذا الإطار، منوهاً برؤيتها الحكيمة والثاقبة الرامية إلى ترسيخ ثقافة السلم وقبول الآخر.
وذكر أن إشاعة ثقافة السلام واحترام الأديان وحقوق الإنسان والتعايش بشكل سلمي هي مسؤولية تستوجب من الجميع العمل الجاد كونها العنصر الرئيس الذي ترتكز عليه المجتمعات والشعوب في تحقيق تنميتها واستدامتها، فمن دون التسامح والتعايش السلمي لا نماء ولا تطور».
وشدد السويدي على أن التطورات الخطيرة التي تعصف بأكثر من دولة على مستوى العالم تدفعنا للعمل من أجل تكريس ثقافة الحوار والتعايش، ونبذ التعصب وإقصاء الآخر.

ترجمة سريعة
قال الأب طانيوس جعجع، خادم الجالية العربية والفرنسية في كنيسية القديسة مريم بدبي والقديس فرنسيس بجبل علي: «صندوق زايد للتعايش، هو ترجمة لأقوال الإمارات وقادتها، هو إجراء سريع، ولذلك لا نتفاجأ بما أمر به صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان».
وأضاف: «ما حدث خلال مؤتمر الأخوة الإنسانية، جعلنا نعزز ثقتنا بوجود مسؤولين في العالم يمثلون العين الساهرة على السلام، والنظر لاحتياجات العالم من الخير».
وعن أسباب اهتمام صندوق زايد للتعايش بالتعليم، أكد جعجع، أن صناعة السلام تحتاج إلى تربية وعدالة، ومن هنا يأتي الاهتمام بالصندوق بالتعليم، حيث سيعمل الصندوق على دعم مبادرات التربية والتعليم المعتدل، حتى لا ينفر الأطفال والشباب من قبول الآخر.
وأكد جعجع، أن الإمارات بهذا الصندوق الفريد، تبدي استعدادها لخدمة الإنسانية والتعايش البشري، واصفاً صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بأنه «شخصية عربية ترتقي لتكون شخصية تاريخية» تساهم في قيادة الإمارات والعالم إلى ما هو أفضل.

قيمة إنسانية
قال عابدين العوضي، مدير عام جمعية بيت الخير: «التعايش والتسامح واحترام مختلف الأديان والأعراق قيم موجودة في مجتمع الإمارات والدليل وجود أكثر من 200 جنسية تعيش بسلام ومساواة ضمن القوانين التي تحكم الجميع».
وأضاف: «ونحن كمسلمين لدينا حقوق وعلينا واجبات تجاه بعضنا بعضاً، وهناك حقوق ضمنها الإسلام لغير المسلمين، مثل التسامح، والعفو عنهم، واحترامهم والتعاون معهم على البر والإحسان، والنقاش معهم بالتي هي أحسن، وعدم سب معتقداتهم».
وأكد العوضي، أن هذه القيم الإنسانية لابد من غرسها بين أبنائنا، بدءاً من الأسرة، ثم المدرسة من خلال المناهج والبرامج والمبادرات المجتمعية التي تشجع على ذلك، منوها بأن مبادرة صندوق زايد العالمي للتعايش التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ستدعم ذلك على المستوى العالمي وترسخ تلك القيم بين الشعوب.
ورحب الدكتور رضا محمود أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف، بالمبادرة، وقال يأتي :«صندوق زايد العالمي للتعايش» في إطار الجهود المباركة التي تقوم بها دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادتها الرشيدة من أجل نشر التسامح وثقافة التعايش بين مختلف الشعوب والثقافات والحضارات، وأرى أنه خطوة عملية عظيمة لنقل مبادئ «وثيقة الأخوة الإنسانية» من مجرد الكتابة على السطور إلى الترجمة على أرض الواقع».
وأضاف:«أرى أن هذه المبادرة ستسهم بشكل كبير في دفع الكُتاب والمفكرين والمثقفين للتأمل في بنود «وثيقة الأخوة الإنسانية» وتدعيمها، ووضع الآليات الرئيسة لتفعيلها، كما ستشجع هذه المبادرة مؤسسات البحث العلمي لتطوير مناهجها التعليمية لتعزيز قيم الأخوة الإنسانية وغرسها في نفوس الطلبة والناشئة، وعقد الندوات التثقيفية والمؤتمرات العلمية التي تتناول الوثيقة من جميع جوانبها، كما أنها ستحفز الباحثين وطلاب الدراسات العليا لعمل البحوث العلمية والأكاديمية حول الوثيقة وبنودها، وكل ذلك سيسهم بشكل كبير ومباشر في نجاح هذه الوثيقة وتعزيز ثقافة التعايش السلمي والتآخي الإنساني بين الأفراد والشعوب».
وقال العلاّمة السيد علي الأمين، عضو مجلس حكماء المسلمين: « لقاء أبوظبي للأخوة الإنسانية ما زالت أصداؤه تتردد في أنحاء العالم، وصار بوثيقة الأخوة الإنسانية الصادرة عنه، حديث المجالس العلمية والمنتديات الفكرية والثقافية، وقد أعطى العلماء وأهل الفكر والإصلاح مزيداً من العزم على الاستمرار والمضي في مسيرة الحوار والدعوة إلى التعايش الإنساني بسلام واحترام، وأعطى الأمل للشعوب في نشر ثقافة التسامح والانفتاح ونبذ خطاب التطرف الديني والتعصب العرقي».
وقال:« وما قام به صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان من إنشاء صندوق زايد العالمي للتعايش خطوة رائدة تقرن الأقوال بالأعمال على طريق تحقيق الغايات والأهداف لهذا اللقاء التاريخي المبارك الذي أسس مدرسة حاضرة للأجيال في السعي نحو قيم الحرّية والحق والعدل والتعايش السلمي بين الدول والأمم والشعوب».
ومن جانبه، أكد خليفة الظاهري، المدير التنفيذي لمركز الموطأ، أن مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بإنشاء صندوق زايد للتعايش العالمي من المبادرات السباقة التي تميز دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة التي تتبنى منهج التسامح والتعايش، وقال إن الصندوق يمثل رسالة دعم لكل دعاة السلام في العالم ، ودعم أيضاً للباحثين والعاملين في مجال السلام وترسيخ قيم التعايش والتسامح التي دعت إليها كافة الشرائع السماوية، وعلى رأسها الشريعة الإسلامية. قال تعالى: «خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين..».
وقال إن مبادرة سموه تؤكد أن ما تعيشه الإمارات من تعايش وسلم وأمن هو الطريق الوحيد لتجنب الانزلاق في مهاوي التطرف والحروب فبدون سلام بين الناس ينعدم الأمن والسلام، وتتقوض كل محاولات التنمية.
وأضاف: «إننا نفخر بمبادرات سموه، وهي امتداد لما رسخه الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في أبنائه، وامتداد لجهود الإمارات وقيادتها الرشيدة في السعي نحو سلام عالمي يجتمع فيه البشر على الحب والمودة والرحمة»، مؤكداً أن لقاء الأخوة، وما نتج عنه من أفكار ومبادرات هو حدث تاريخي ستجني ثماره الأجيال الحالية والأجيال القادمة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©