رشا طبيلة (أبوظبي)
أكد مشاركون ومسؤولون في فعاليات الاجتماع الثالث لفريق عمل «الوقود النظيف» والتابع للمنظمة الدولية للطيران المدني «الإيكاو» الذي تستضيفه أبوظبي، ويعقد لأول مرة خارج مونتريال بكندا، الدور الريادي والرئيس للإمارات في دعم الوقود النظيف والمستدام في قطاع الطيران المدني.
وشدد هؤلاء على دور الإمارات الرائد في جميع الفرق المعنية بالبيئة ووقود الطيران المستدام منذ 10 سنوات، من خلال وضع الحلول وعرض تجاربها وأحدث التقنيات في هذا المجال والخروج بتوصيات لخدمة الأهداف العالمية الموضوعة في مجال الطاقة النظيفة بقطاع الطيران المدني.
التطور التكنولوجي
وقال معالي المهندس سلطان المنصوري، وزير الاقتصاد رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني: «إن قطاع الطيران المدني من أكبر القطاعات الاقتصادية المهمة في دولة الإمارات، ويلعب دوراً حيوياً في صناعة مستقبل الطيران على مستوى العالم، كما أنه لاعب حيوي في جميع القرارات المستقبلية التي تشكل مستقبل الطيران ونموه، وتأتي هذه الاستضافة المهمة لتؤكد دعمنا للمنظمة، وحرصنا على إيصال رسالة عالمية للعالم بأن الوقود المستدام النظيف هو من أولويات دولة الإمارات والمنطقة، بمختلف مصادره، وأن التطور التكنولوجي والفني مهم لتحقيق هذه المنظومة الاقتصادية».
ومن جانبه، أكد معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة، أن صناعة الطيران عالمياً، وفي الإمارات هي عمود اقتصادي مهم، وقد لعبت الإمارات دوراً مهماً في التأكيد على تبني الأهداف والاستراتيجيات البيئية في قطاع الطيران، ويؤكد ذلك حصول الخطة الوطنية لدولة الإمارات للتقليل من الانبعاثات العالمية الصادرة من الطائرات على تقييم مرتفع من مجمل الدول التي سلمت خططها للمنظمة الدولة للطيران المدني الآيكاو في عام 2019.
ويشمل الاجتماع عدداً من ورش العمل والأنشطة المصاحبة التي يقدمها متخصصون من مختلف الدول في القطاع النفطي وقطاع الطيران متمثلاً في شركات الطيران والمصنعين والمنظمات الدولية، كما حضر الافتتاح ممثلو من شركة أدنوك والطيران المدني.
وتدعم الهيئة العامة للطيران المدني عمل لجنة حماية البيئة الآيكاو وأهدافها الاستراتيجية التي تتركز حول الضوضاء ونوعية الهواء المحلي وتغير المناخ، لكونها عضواً رئيساً وفعالاً في اللجنة المعنية بحماية البيئة التابعة لمجلس الآيكاو، والذي تنبثق منها 10 فرق فنية رئيسة من مختلف المجالات، ومنها فريق وقود الطيران المستدام.
وتم تأسيس فريق عمل الوقود النظيف المستدام خلال عام 2019 بقرار صادر من المنظمة الدولية للطيران المدني كبديل لفريق عمل الوقود البديل، ويترأس الفريق خلال الفترة الحالية خبراء من كل من الولايات المتحدة وإسبانيا ويضم 60 خبيراً.
ارتفاع التكلفة
وأكد عمر بن غالب، نائب مدير عام الهيئة العامة للطيران المدني في تصريحات صحفية على هامش الاجتماعات أمس «تتم مناقشة التجارب وأوراق العمل التي تم طرحها في (الإيكاو) فيما يخص الطاقة المتجددة في قطاع الطيران المدني». وبين أن الهدف من هذا الاجتماع هو توعية قطاع الطيران العالمي بالتوجه للطاقة النظيفة من خلال عرض تجارب وأبحاث متعلقة بهذا الموضوع كما فعلت الاتحاد للطيران التي بدأت منذ سنوات اجراء تجارب على الوقود النظيف. وقال «دولة الإمارات تتبع هذا التوجه، حيث إنها أحدثت نقلة نوعية في قطاع الطيران المدني، ومن الرواد في التجارب المتعلقة بالطاقة النظيفة وتحقيق التغيير الذي يسعى إليه العالم في هذا القطاع». وقال «نحن نسعى لتحقيق الأهداف الموضوعة من الإيكاو».
وأشار إلى أن من أبرز تحديات الطاقة النظيفة ارتفاع التكلفة، ولكن مع زيادة الاستثمار في تبني أحدث التقنيات والأبحاث، فإن التكاليف تشهد انخفاضاً للفترة المقبلة.
«الإيكاو» و«آيرينا»
افتتح الاجتماع، بورشة مشتركة بين كل من فريق الوقود النظيف والوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا»، وتأتي هذه المبادرة التي تستضيفها الهيئة العامة للطيران المدني التي عقدت فعالياتها في مقر الوكالة لتؤكد حرص الهيئة على دعم المنظمة في إرساء العلاقات بين مختلف الجهات المعنية بقطاع الوقود النظيف المستدام والتعريف بجهود «الإيكاو» في هذا المجال، ومن أهم نتائج الاجتماع هو البدء في وضع مبادرات مشتركة بين فريق «الآيكاو» و«إيرينا» لتوحيد الجهود والاستفادة من الخبرات الموجودة في المنظمتين، وتبادل الدراسات والمشاريع التي تخدم توجهات المستقبل في صناعة الوقود المستدام لقطاع الطيران.
كفاءة الطاقة
أكدت الدكتورة نوال خليفة الحوسني، المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى «إيرينا»، أن الإمارات تستهدف تحقيق زيادة 40% في كفاءة الطاقة بحلول عام 2050 وبنمو سنوي بمعدل 6% في الطلب على الطاقة المتجددة، إلى جانب التقليل بنسبة 70% من انبعاثات الكربون الناجمة عن عملية توليد الطاقة بحلول 2050.
وقالت الحوسني في تصريحات صحفية على هامش اجتماع «الإيكاو»، إن اهتمام القيادة الرشيدة بالتنمية المستدامة وتنمية القطاع الاقتصادي، يُترجم اليوم بالتطور الحاصل اليوم في مجال الاستدامة في جميع القطاعات، بما فيها قطاع الطاقة والقطاعات الاقتصادية، لا سيما الطيران.
وأضافت: «قطاع الطيران واحد من أبرز القطاعات التي تهتم بها الدولة، وتسعى لزيادة دوره في التنويع الاقتصادي، وبالتالي يتم العمل على تحقيق نمو مستدام للقطاع وزيادة كفاءة استخدام الطاقة فيه، وذلك من خلال الجهود التي تقوم بها الدولة عالمياً، فوجود اجتماعات (الإيكاو) التي تخرج لأول مرة من مونتريال بكندا لتُقام في أبوظبي، يعتبر اعترافاً دولياً بالدور النشط لدولة الإمارات في هذا المجال».
وأوضحت «تقدم الإمارات تجارب وبحوثاً مستمرة في مجال استخدام الوقود العضوي وزيادة كفاءة استهلاك الوقود في الطائرات مثل تجربة الاتحاد للطيران، بالتعاون مع بوينج ومصدر وغيرها من التجارب، فالإمارات سباقة في تبني حلول الاستدامة والطاقة المتجددة». وفيما يتعلق بأسعار وتكاليف الطاقة المتجددة، أكدت الحوسني «نرى انخفاضاً في أسعار قطاع الطاقة المتجددة نتيجة الاستثمار في التقنيات الحديثة والتجارب والبحوث والدراسات، مثل ما يحصل في الإمارات، حيث لدينا تجارب في تحويل النفايات إلى وقود ولدينا أيضا استثمارات مصدر في البحوث والتجارب».
«أدنوك» و«أرامكو»
استضافت الهيئة العامة للطيران المدني على هامش اجتماع فريق وقود الطيران المستدام، اجتماعاً تنسيقياً آخر بين ممثلي كل من شركتي «أدنوك» و«أرامكو»، بهدف توحيد الجهود بين الشركتين مستقبلاً، وتبادل الخبرات العلمية والفنية، للعمل على المشاركة في دعم فريق الوقود النظيف المستدام لقطاع الطيران والسياسات المستقبلية من خلال الهيئة العامة للطيران المدني. وأكد سيف السويدي، مدير عام الهيئة العامة للطيران المدني «حرصنا منذ سنوات على الوجود الفعال في جميع المناقشات العالمية والفنية المعنية بالمحافظة على البيئة في قطاع الطيران، من خلال المساهمة في الكثير من فرق العمل الحيوية، ومنها فريق النظام العالمي للانبعاثات، وفريق الخطة الوطنية، وفريق الطاقة المستدامة، وغيرها من الفرق».
الطيران المدني: زيادة عدد الرحلات خلال إكسبو
أكد عمر بن غالب نائب مدير عام الهيئة العامة للطيران المدني أنه يتم التنسيق والعمل مع الناقلات الوطنية وشركات الطيران الدولية، لزيادة عدد الرحلات بين الدول الرئيسة والمشاركة في إكسبو 2020 دبي والتي من المتوقع أن تشهد طلبا كبيرا مثل الهند والسعودية والصين ومصر وغيرها من الدول.
وقال ابن غالب في تصريحات صحفية أمس: إنه تمت مخاطبة الناقلات بذلك في الوقت الراهن، مضيفا أن الناقلات الوطنية جزء من منظومة فريق إكسبو ونقوم كهيئة بدعمهم في مجال زيادة الرحلات والاستعداد لذلك.
وتوقع أن تشهد الحركة الجوية وحركة المسافرين نموا ملحوظا خلال النصف الثاني من العام الجاري حيث تبدأ الوفود بالاستعداد قبل انطلاق الحدث بأشهر ما يسهم في زيادة تدفق المسافرين إلى الدولة.
وشدد على أن البنية التحتية للدولة والمجال الجوي جاهزين لهذا الحدث الضخم حيث سيسهم في تنشيط حركة الطيران والمسافرين إلى جميع مطارات الدولة، حيث تخدم الناقلات الوطنية سواء التجارية والاقتصادية شبكة ضخمة من الوجهات حول العالم.