أعلنت السلطات السورية ضمنيا أمس رفضها بيان وزراء الخارجية العرب الذي طالب بوقف العمليات العسكرية فورا وانسحاب الجيش من المدن، واعتبرته “عملا عدائيا غير بناء في التعامل مع الأزمة”. وشنت قواتها الأمنية حملة مداهمات واسعة في منطقة جبل الزاوية قرب الحدود التركية، وسط تحدث ناشطين عن سقوط 8 قتلى على الأقل بينهم طفل إضافة الى مقتل 3 من “الشبيحة” (الميليشيا الموالية للنظام). ودعا الناشطون إلى التظاهر اليوم الخميس تحت عنوان “خميس تجديد العهد” لإحياء ذكرى مرور 6 أشهر على انطلاق الثورة ضد نظام الرئيس بشار الأسد.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) “إن سوريا تحفظت على البيان الذي صدر عن مجلس جامعة الدول العربية في ختام أعمال دورته الـ 136 واعتبرته عملا عدائيا وغير بناء في التعامل مع الأزمة، وأن لبنان شاركها في التحفظ ايضا على البيان”.
وقال يوسف أحمد مندوب سوريا الدائم لدى الجامعة العربية وسفيرها في القاهرة “ان بلاده ترفض البيان الوزاري العربي جملة وتفصيلا وتعتبره عملا عدائيا وغير بناء ومحاولة لإفشال مهمة الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي”.
وصعدت قوات الامن السورية امس عملياتها العسكرية حيث شنت حملات واسعة النطاق في عدد من قرى جبل الزاوية قرب الحدود التركية شمال غرب سوريا استخدمت فيها الرشاشات الثقيلة في قصف بعض المنازل والاراضي الزراعية والاحراج.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان “ان الجيش قصف بشكا عشوائي بالمدافع الرشاشة نحو 10 قرى وبلدة على الأقل بينها ابلين وبليون ومرعيان واحسم والرامي”. لافتا الى ان القوات الامنية المدعومة بعشرات الدبابات قطعت الطرقات وأقامت حواجز أمنية وأجرت عمليات اعتقال.
وقرية ابلين هي مسقط رأس المقدم حسين هرموش وهو الضابط الاول في الجيش السوري الذي اعلن انشقاقه في مطلع يونيو احتجاجا على قمع حركة الاحتجاج الشعبية. وتمكن هرموش من مغادرة سوريا وهو الآن يقود ما وصفه بـ”كتيبة الضباط الآحرار” التي يعتقد أنها تشمل عشرات الضباط المنشقين.
وقال المعارض عمر إدلبي أنه تم قطع خطوط الهاتف في بلدتي جبل الزاوية وكفر نبل بمحافظة إدلب القريبة من الحدود مع تركيا بالتزامن مع قيام قوات الأمن بعمليات تمشيط للمنازل. وأوضح أن أصوات انفجارات سمعت بعد دخول قوات الأمن إلى المنطقة. وأضاف أن قوات الأمن السورية داهمت أيضا مخيما للاجئين في بلدة خربة الجوز القريبة من الحدود وألقت القبض على العشرات وحرقت مركباتهم.
وقال ناشط محلي “سقط قتلى وجرحى لكن لا توجد وسيلة حتى الآن لتأكيد الأعداد لأن الاتصال صعب”. وقال آخرون إن ما لا يقل عن 26 من أهالي القرى قتلوا على أيدي القوات في الساعات الـ72 الماضية في سهل الغاب.
وتحدث ناشطون حقوقيون عن سقوط 8 قتلى برصاص قوات الأمن بينهم 4 في محافظة أدلب وطفل في قرية قريبة من جسر الشغور على الحدود مع تركيا واثنان في حماة وواحد في حمص.
أفاد المرصد أن عائلة شاب اعتقل بعد أصابته برصاص الأمن خلال العمليات العسكرية والامنية في منطقة البساتين غرب حي بابا عمرو في حمص السبت الماضي تسلمت جثمانه”.
وأضاف أن قوات الجيش والامن نفذت حملة مداهمات واعتقالات في قرية البرج بمنطقة الحولة قرب حماة، وذلك رثر مقتل ثلاثة من الشبيحة برصاص مجهولين فجرا قرب القرية”. وقال “ان مدنيا قتل بحي باب السباع في حمص برصاص قوات الامن خلال مداهمة منزله”.
وذكر نشطاء أن 5 أشخاص أصيبوا بجروح عندما قامت قوات من الشرطة والجيش بإطلاق النار والقذائف على منازل في تل دهب في حمص ما أسفر أيضا عن تضرر عدد من المنازل بشكل كبير. وأضافوا أن قوات الأمن مدعومة بالجيش ومدرعاته ودباباته وآلياته قامت بضرب طوق امني حول حي باب السباع أيضا وشنت حملة اعتقالات طالت كثيرين.
واوضح المرصد ان قوات امنية نفذت ايضا حملة مداهمات واعتقالات في مدينة الزبداني غرب دمشق والتي كانت شهدت تظاهرات ضخمة ضد النظام ودخلها الجيش الثلاثاء بحسب ناشطين. واوقف 15 شخصا في الزبداني أمس، إضافة إلى 34 شخصا الثلاثاء.
وأكد نشطاء أن قوات الأمن هاجمت الليلة قبل الماضية مجلس عزاء الناشط غياث مطر في بلدة داريا بريف دمشق بعد مغادرة سفراء الولايات المتحدة وفرنسا والدنمارك واليابان الذين كانوا قدموا إلى المجلس لتقديم العزاء. وأوضح هؤلاء “أن قوات الأمن قامت بإطلاق الأعيرة النارية في الهواء وأطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق المعزين.
اما رسميا، فاكتفت وكالة الانباء السورية “سانا” بالاعلان عن مقتل سائق حافلة بالرصاص في حماة (وسط) نتيجة كمين نفذته ما وصفته بـ”مجموعات ارهابية مسلحة”. كما اشارت الى مقتل 5 عسكريين وعنصر امني برصاص هذه المجموعات.
الى ذلك، دعا الناشطون على صفحة “الثورة السورية” على موقع “فيسبوك” إلى الخروج في تظاهرات حاشدة اليوم تحت عنوان “خميس تجديد العهد” بمناسبة مرور ستة أشهر على بداية الاحتجاجات. وكتب على الصفحة “ها نحن اليوم وبعد مضي أكثر من ستة أشهر على ولادة ثورتنا المباركة نزداد يوما تلو الآخر ثقة بقرب النصر ودنو الفرج لأننا صنعنا المستحيل الأول وكان 15 مارس”.