2 سبتمبر 2012
جدد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان امس مطالبته بإقامة مناطق عازلة وآمنة للاجئين السوريين داخل سوريا، وإن كان استبعد اقامة مثل هذه المناطق من دون قرار حظر جوي صادر عن مجلس الامن الدولي. في وقت أطلقت فيه الحكومة الاردنية نداء إغاثة عاجلا لمساعدتها على تحمل تكاليف اللاجئين السوريين، وقال وزير التخطيط والتعاون الدولي جعفر حسان “ان بلاده ستكون بحاجة لـ700 مليون دولار لاستضافة نحو ربع مليون سوري بين لاجئ ومقيم مستقبلا”.
ونقلت وسائل إعلام تركية عن اردوغان قوله خلال مقابلة تلفزيونية “إن على مجلس الأمن أن يتجاوز خلافاته في المسألة السورية ويصدق على قرار بفرض منطقة حظر طيران”، لافتا الى انه من غير الممكن اقامة منطقة آمنة للاجئين دون الإعلان عن منطقة حظر جوي أولا وإلا ستكون المخاطر كبيرة.
وقال “ان تركيا تقف الى جانب الشعب السوري، وليس الى جانب النظام الوحشي للرئيس بشار الاسد الذي اصبح بمثابة “الميت سياسيا”، وأنه يحتفظ ببقائه في السلطة عن طريق الحرب فقط. واضاف “الاسد في الوقت الحالي لا يعمل في سوريا كسياسي وانما كعنصر وكعامل للحرب”.
وذكرت تقارير تركية أن أنقرة تعتزم عرض خطة إنشاء منطقة آمنة للاجئين على الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الحالي، وذلك في حال عدم الموافقة عليها داخل مجلس الأمن، وانها ستحاول ايضا خلال الاسابيع المقبلة الضغط على روسيا وإيران اللتين تعارضان هذه الخطة بشدة.
من جهته، قال وزير التخطيط والتعاون الدولي الاردني امس ان بلاده ستكون بحاجة الى 700 مليون دولار، لاستضافة نحو ربع مليون سوري بين لاجئ ومقيم مستقبلا، داعيا الدول المانحة والمجتمع الدولي الى مساعدة المملكة في تحمل هذه الاعباء. واضاف في مؤتمر صحفي “انه حتى يتمكن الأردن من الاستمرار في استضافة الاخوة السوريين ضمن هذه الظروف الصعبة والامكانيات المحدودة، خاصة مع التزايد الكبير في اعداد القادمين والاحتمالات باستمرار ذلك على المدى القريب، يصل حجم التكاليف إلى 700 مليون دولار لاستضافة اكثر من 240 الف مقيم ولاجئ في مخيم الزعتري وخارجه”.
واضاف حسان “انه من الصعب توقع المستجدات والمتغيرات اليومية ولكن علينا ان نكون مستعدين لكل الاحتمالات”. واوضح “ان عدد السوريين الذين دخلوا الاردن وبقوا فيه يبلغ حوالي 177 الفا منهم ما لا يقل عن 140 ألفا يقيمون في المدن والقرى الاردنية”. واشار الى ان عدد السوريين في مخيم الزعتري زاد على 26 الف لاجئ منذ افتتاحه قبل اقل من خمسة اسابيع، في حين بلغ عدد المسجلين في مفوضية اللاجئين حاليا اكثر من 60 الف لاجئ أي 30% من مجمل السوريين الموجودين في الاردن”.
واكد حسان “ان طاقة الاردن الاستيعابية تجاوزت حدها، ولا يمكن للحكومة الاستمرار في تحمل هذه التكاليف دون دعم الجهات الدولية المختلفة”، ?وشدد على أهمية الحصول على الدعم وبصورة عاجلة لمواكبة التسارع داخل المخيمات، بحيث هناك اكثر من 5 آلاف طفل بحاجة للتسجيل في المدارس، وهناك 73 ألف طفل ينتظرون التسجيل”
واكد وزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية سميح المعايطة “ان الاردن ضحية من ضحايا الازمة السورية في كثير من المجالات خاصة المجال الاقتصادي”. واأضاف “نحن لسنا دولة عظمى للقيام بالواجب الكبير تجاه اللاجئين السوريين الذين تدفقوا الى المملكة خلال الفترة الاخيرة بصورة كبيرة تجاوزت كل توقعات الدولة وفاقت كل الامكانات المعدة لغايات استقبالهم”. واوضح ان هناك عبئا كبيرا يزداد على مدار الساعة وعلى مدار الدقيقة بسبب الزيادة في تدفق اللاجئين. وخلص “نحن في الاردن واضحون، حدودنا مفتوحة للاشقاء لكن على العالم ان يفتح جيوبه وامكاناته ويقدمها للمساعدة في هذا المجال”.
واكدت مفوضية اللاجئين التابعة للامم المتحدة ان الاردن بحاجة الى دعم في الوقت الحالي، داعية المجتمع الدولي والدول الاقليمية لدعم الاردن، بما تستطيع، وقالت “من المحتمل ان نكون بحاجة لمخيمات أخرى شبيهة بالزعتري مستقبلا”. واكدت مصادر اردنية ان المخيم يأوي حاليا 25518 لاجئا، وانه على ضوء بعض العقبات والمشاكل التي واجهت اللاجئين ولاعتبارات انسانية وبيئية تم خفض القدرة الاستيعابية للمخيم الى 80 الف لاجئ”. واضافت انه سيتم تأمين 120 الف طعم للحصبة و140 طعما للشلل و240 حبة فيتامين لساكني المخيم. وأكدت انه سيتم تحسين الخدمات
وفي 12 سبتمبر سيكون بإمكان اللاجئين اعداد الطعام لانفسهم داخل المخيم من خلال مطابخ مشتركة حيث سيتم تأمين المواد الاساسية لهم”. وأضافت “يتم حاليا تقديم 40 الف وجبة طعام و600 الف لتر ماء يوميا في مخيم الزعتري، ويوجد في المخيم 421 مرفقا صحيا وبناء على طلب اللاجئين تم تغيير بعض الحمامات الى حمامات عربية لاراحتهم”.
وقالت مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى بالوكالة إليزابيث جونز ان الولايات المتحدة قدمت 100 مليون دولار مساعدات مباشرة للأردن، ليتمكن من استيعاب التدفق المتزايد للاجئين السوريين. واعتبرت خلال لقاء لها في عمان “أن تدفق السوريين شكل عبئا وضغطا كبيرين على الموارد المحدودة للأردن”،
وأشارت إلى ان “هذا الدعم سيسهم ايضا في مساعدة الحكومة الاردنية على تحسين الاحتياجات الصحية والتعليمية، فضلا عن مساعدتها في التعامل مع الارتفاع المطرد في اسعار الطاقة وفاتورة الدعم المقدم لعدد من السلع الاساسية”.
المصدر: عمان، أنقرة