باتشوكا يرفع شعار «الثالثة رابحة» في أبوظبي 2010

بمشاركته المونديالية الثالثة تمكن باتشوكا المكسيكي من معادلة الرقم القياسي لأكثر أندية العالم ظهوراً في بطولة كأس العالم للأندية منذ انطلاقتها، فقد كان الأهلي المصري ينفرد بالرقم وهو المشاركة في 3 نسخ، ليتمكن بطل أميركا الشمالية والوسطي والكاريبي من التأهل هو الآخر إلى نهائيات البطولة للمرة الثالثة، وكانت مشاركته الأولى في نسخة عام 2007 وخرج بلا بصمة حقيقية، ولكنه عاد أكثر قوة في بطولة 2008 ليحقق نتائج جيدة خاصة بعد الفوز على الأهلي المصري 4 – 2 قبل أن يخسر فرصة تاريخية بالحصول على المركز الثالث مكتفياً بالمركز الرابع. وهذه المرة يرفع الفريق المكسيكي العريق الذي تأسس عام 1901 شعار "الثالثة رابحة" وقد عبر نجوم الفريق عن أملهم في تحويل هذا الشعار إلى واقع ملموس في أرض الملعب، وعلى رأس هؤلاء النجوم الحارس المخضرم كاليرو، ونجم الفريق إدجار بينيتيز. ? تاريخ وحاضر بعد أن قضى نادي باتشوكا المكسيكي الجزء الأكبر من تاريخه العريق الذي يمتد إلى أكثر من قرن من الزمان في دوري الدرجة الثانية، تحول النادي في القرن الحادي والعشرين إلى أحد أكثر الأندية نجاحاً في بلاده وفي اتحاد أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي "الكونكاكاف"، وليس أدل على ذلك من كونه سيشارك هذا العام في كأس العالم للأندية للمرة الثالثة في تاريخه، حتى وإن لم يتمكن من تحقيق أحلامه في مشاركتيه السابقتين. وفي أول ظهور له على الساحة العالمية الكبرى تلقى مفاجأة غير متوقعة في لقائه مع النجم الساحلي التونسي في ربع النهائي، بينما حصل على المركز الرابع في المشاركة الثانية بعد أن خسر أمام ليجا يونيفرسيتاريا الإكوادوري وأمام جامبا أوساكا الياباني. ووفقاً لما ذكره تقرير لموقع الفيفا، يستبشر كثير من المكسيكيين بقول "الثالثة ثابتة"، ولذلك يشعر مشجعو باتشوكا بالتفاؤل آملين أن يستفيد فريقهم من خبراته السابقة ويتمكن من دخول التاريخ باعتباره أول فريق من أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي يصل إلى نهائي بطولة العالم. ويبدو أن الوقت مناسب لذلك، حيث يضم الفريق الآن مجموعة متوازنة من المواهب التي ترعرعت في مدرسة ناشئيه واللاعبين الأجانب رفيعي المستوى، ولن يكون من المبالغة أن نقول إن هذه هي أفضل مجموعة مثلت باتشوكا في كأس العالم للأندية، وإن الحلم المكسيكي لم يعد بعيد المنال، وقد اكتسب الفريق الملقب بـ "توزوس" دعماً جماهيرياً كبيراً في السنوات الأخيرة، خاصة أنه حصل على لقب الدوري المكسيكي 5 مرات في الأعوام الأخيرة، ونال لقب دوري أبطال الكونكاكاف 4 مرات. وسيكون على باتشوكا عبور الحاجز الأفريقي في مباراته الأولى المصيرية ضد مازيمبي الكونغولي، ويشير التصنيف الأخير للاتحاد الدولي لتاريخ وإحصائيات كرة القدم إلى أن باتشوكا يحتل المرتبة 173 على المستوى العالمي، فيما يحل منافسه الأفريقي مازيمبي في المركز الـ 30، ووفقاً لهذا التصنيف تبدو حظوظ ممثل القارة السمراء أقوى بكثير، ولكن الواقع يقول إن باتشوكا أقوى من مازيمبي وخاصة في الشق المهاري والهجومي، مع الاعتراف بأن قوة مازيمبي تكمن في الانسجام بين نجومه، والقوة البدنية والاندفاع البدنبي وهي سمات لازالت تلازم الأداء الإفريقي، وإن كانت الجوانب المهارية، والانضباط التكتيكي أصبحا من المزايا التي أضيفت إلى رصيد القوة الأفريقية . الطريق إلى أبوظبي نجح باتشوكا في التأهل إلى دوري أبطال الكونكاكاف في نسخته الماضية بفضل حيازته لقب بطل الدوري المكسيكي، ثم نجح في الظفر باللقب القاري بعد أن تفوق على مواطنه كروز أزول في مواجهة درامية حسمها بهدف جاء في الدقيقة الأخيرة من مباراة العودة التي جرت على أرضه في ملعب هيدالجو، وبذلك النصر ظفر النادي برابع لقب إقليمي في تاريخه. وإجمالاً، لعب باتشوكا 12 مباراة، فاز في 8 منها، وتعادل في اثنتين، وخسر اثنتين، وسجل 22 هدفاً ودخل مرماه 9 أهداف فقط، وفي نهاية المشوار أصبح بطلاً لمنطقة أميركا الوسطى والشمالية والكاريبي. ويعتبر ميجيل كاليرو أحد الرموز البارزة في صفوف باتشوكا، فمنذ وصول هذا الحارس الكولومبي إلى النادي في عام 2000، لم يتوقف عن دفع عجلة الفريق إلى الأمام مع رفاقه لتتوالى النجاحات والإنجازات طوال العقد الماضي. ولم تكن المهمة سهلة أمام كاليرو، فخلال السنوات الأخيرة عانى العديد من المشكلات الصحية التي هددت بإبعاده عن الملاعب، ولكنه مع ذلك، وعلى بعد أشهر قليلة من اليوم الذي سيتم فيه عامه الأربعين، يستعد للخروج في رحلة البحث عن اللقب الوحيد الذي لم يحصل عليه حتى الآن في مسيرته العامرة. وعلق كاليرو على المشاركة المونديالية قائلاً :”آمل أن تسنح لنا الفرصة لنلعب ونترك بصمة في البطولة وأن نتمكن من اتخاذ تلك الخطوة الباقية. سوف نحاول أن نحسن صورتنا وأداءنا عن المرتين السابقتين اللتين شاركنا فيهما في اليابان، والشيء الوحيد الذي أفكر فيه والذي أريده في هذه اللحظة هو الفوز بكأس العالم للأندية. وأضاف :”في كرة القدم حالياً تقاربت المسافات كثيراً، ولكني أعتقد أنه يجب دفن الماضي والتفكير في الحاضر. لدينا فرصة لتغيير الأوضاع والوصول إلى المجد. إن كرة القدم والحياة تقدمان لنا تلك الفرصة.الوضع المثالي هو الوصول إلى المباراة النهائية، ولكننا نعرف أن ذلك سيكون صعباً، لأن كل الفرق تستعد من أجل الفوز، والشيء الوحيد الذي ينبغي أن نفكر فيه هو المباراة الأولى أمام مازيمبي، واللعب فيها جيداً، والفوز بها”. مارتينيز: تجاوزنا مرحلة المشاركة المشرفة دبي (الاتحاد)- يقول خيسوس مارتينيز رئيس نادي باتشوكا إن الآلاف من جماهير النادي يشعرون بالفخر لأن فريقهم أصبح يعادل رقماً قياسياً عالمياً حيث يشارك في مونديال الأندية 3 مرات، كما أشار رئيس النادي المكسيكي إلى أن فريقه ذهب إلى أبوظبي بطموح المنافسة على اللقب، بعد أن تجاوز مرحلة المشاركة المشرفة. وعلق الأرجنتيني بابلو ماريني المدير الفني للفريق على طموحات الفريق المكسيكي قائلاً: “أحمل على عاتقي مهمة مواصلة الفوز، هذا هو عملي وهذا هو هدفي. أريد الوصول بأفضل جاهزية ممكنة إلى بطولة كأس العالم هذه التي تحمل أهمية كبرى بالنسبة للنادي”. وكان ماريني قد تولى مهمة تدريب باتشوكا في أغسطس 2010. ويتجلى في كلماته هذه طموح فريق يحلم بتوطيد مكانته بين أندية العالم، ويعرف أن فرصة تحقيق ذلك ضاعت منه مرتين من قبل.