متحف «الشارقة» للخط مركز إشعاع لنشر جماليات الحرف العربي

متحف الشارقة للخط يعد الوحيد من نوعه المختص بالخط العربي في العالم، ومن خلال موقعه في إمارة الشارقة إحدى العواصم الثقافية المهمة في الوطن العربي، يسعى إلى تنمية وزرع حس فن الخط لدى أهالي وزوار الشارقة، من خلال الترويج لفنون الخط العربي على المستوى المحلي والعربي والدولي. كما يعد المتحف المنشأة الوحيدة التي تقدم على مدار العام، رحلة استكشافية في رواق المتحف، لمشاهدة نتاج يعود لمئات السنين من التراث العربي المرئي في شكل نصوص خطية وحروفيات رائعة. محمد الحلواجي (الشارقة) - تتجلى في متحف الشارقة للخط إبداعات الفنانين والخطاطين الإماراتيين والعرب والتعريف بفن الخطاطين المعروفين عالميا، حيث يعرض المتحف الأعمال الفنية المحملة بالمعاني من الوطن العربي دقة تركيبة هذا الضرب من الفنون النابض بالحياة وجذوره التاريخية والإسلامية، وصولا إلى أعمال الخطوط العربية المخطوطة على القماش والخشب والورق والخزف وغيرها من الخامات الفنية الجديدة، التي تثري تجربة زوار المتحف وبخاصة طلبة المدارس والأجانب المقبلين على دراسة فن الخط، من خلال الورش الفنية العديدة المتخصصة التي ينظمها المتحف على مدار السنة على يد أمهر وأفضل الخطاطين المحترفين، بالإضافة لتنظيم المتحف للمحاضرات التثقيفية واستقبال طلبة وطالبات المدارس والمجموعات والأفواج السياحية، كما يحتفل المتحف سنويا باليوم العالمي للغة العربية، إيمانا من المتحف بأن اللغة العربية تعد من أهم وسائل الاتصال الاجتماعي، وباعتبارها الهوية التي ترمز للأمة العربية والتي من خلالها يتسنى نشر الثقافة والحضارة العربية، وتحفيز اهتمام الجمهور باللغة العربية لغة القرآن الكريم، حيث يسعى متحف الشارقة للخط من خلال فعالياته للعمل على إبراز تاريخ وأهمية الخط العربي وارتباطه الوثيق باللغة العربية باعتبارها صورة للخط العربي الجميل. حب اللغة العربية بثينة الرصاصي أمين متحف الشارقة قالت إن فن الخط العربي جزء مهم من تراث الثقافة العربية والإسلامية، حيث تمتد جذوره في أعماق تاريخ الأمتين العربية والإسلامية، ويحتفي متحف الشارقة للخط باللغة العربية باعتبارها فنا راقيا يصوره الخطاطون على لوحاتهم، ويخطون بها أروع وأبلغ الكلمات التي تسهم في الحفاظ على الثقافة والحضارة العربية من الاندثار، إضافة إلى الحفاظ على الهوية الوطنية من التحريف الناجم عن العولمة، كما يهدف المتحف إلى غرس وترسيخ حب اللغة العربية في نفوس مختلف الأجيال، وتحفيزهم على القراءة والتحدث باللغة العربية الأم. مسابقات وأضافت الرصاصي حول أنشطة متحف الشارقة للخط الأخير: نظم المتحف مسابقة مهمة خلال صيف الفنون بالشارقة، وهي مسابقة«علم طلابك فن الخط»، من خلال المعرض المتجول الذي تم إطلاقه في عام 2007، واستمر حتى دورته التي أقيمت مؤخراً، وهو معرض يضم عشرين نموذجا لأعمال فنية من مقتنيات المتحف للخطاطين من مختلف دول العالم العربي والإسلامي، أمثال الخطاطين الأتراك حسن جلبي وحامد الآمدي، ومن مصر البورسعيدي، ومن العراق هاشم البغدادي وعباس البغدادي وغيرهم، حيث ينطلق هذا المعرض الى المدارس لمدة أسبوع ليشاهد الطلبة والطالبات أعمال كبار الخطاطين، ثم يقدم المتحف ورشة للخط بالتعاون مع الخطاط لإعطائهم شرحا وافيا عن أنواع الخطوط المختلفة مثل، النسخ والرقعة والديواني، وغيرها من الخطوط، كما يشرح الخطاط للطلبة الأدوات التي تستخدم في فن كتابة الخط العربي، وهي القصبة والورق والحبر، التي تكون جميعها من المواد الطبيعية. وتضيف الرصاصي: في الدورة الثانية للمعرض المتجول تم تحقيق نتائج باهرة في المدارس، حيث ازداد اهتمام المعلمين والطلاب بالخط العربي بمسابقة «علم طلابك فن الخط»،التي حرص متحف الشارقة للخط على إطلاقها لتكون بمثابة حلقة وصل بيننا وبين أبنائنا الطلاب، حيث يقوم المعلم الذي يرى موهبة في طلابه بإرسال الأعمال للمتحف، ومن ثم يتم تكريم الفائزين والمشاركين، حتى يكون ذلك حافزا للطلبة لصق مواهبهم وتشجيعهم على الاستمرار. وعن الدورة الخامسة لمسابقة «علم طلابك فن الخط»، التي نظمها المتحف مؤخراً، أشارت إلى أنها نجحت في استقطاب 400 مشارك ومشاركة من طلبة مختلف المدارس، وتم على ضوء ذلك تشكيل لجنة تكونت من خطاط إلى جانب أمين متحف الخط، ومرشد تعليمي ومنسق فعاليات، بالإضافة إلى ثلاثة أفراد من المهتمين، حيث قامت اللجنة باختيار ثلاثة فائزين، كما قدمت ثلاث جوائز تشجيعية لطلبة مرحلتي الإعدادية والثانوية، وثلاث جوائز لطلبة المرحلة التأسيسية، بهدف إعطاء الجميع فرصة للمشاركة والتألق، وإشراك طلبة المراحل التأسيسية مع من هم اكبر سنا. تحسين الخط الخطاط تاج السر حسن قال عن أهمية ورش الخط التي ينظمها متحف الشارقة إن فن الخط العربي من الفنون الجميلة، وهو يمتلك شعبيته جمهوره في مجتمعنا، بشكل أكبر وأوسع من الفنون الأخرى، فمن منا لا يرغب في تحسين خطه عندما يشاهد الخط الجميل؟، مضيفا: في ورش الخط العربي تزداد معرفة الجمهور بمفردات هذا الفن وهيئاته، فهو جمهور يكتب ويقرأ حروف الأبجدية العربية، وهذه المعرفة الأولية تجعل منه شريكاً أصيلاً في تذوق الخط وتلقيه وربما ممارسته بعد ذلك، والخط مثل الفنون الأخرى، يُعلّم ويمارس في مؤسسات خاصة به، أكاديمية أو ثقافية، وفترة الصيف والعطلات تكون سانحة طيبة لهذا التفاعل المجتمعي بين هذه المؤسسات والجمهور، والخط يكون هنا وسيطا جيدا في تعزيز قيم المجتمع المشتركة بكون مركزيته في الفنون الإسلامية. ويتابع الخطاط تاج السر: بخروج الفنون للجمهور من خلال هذه الورش المتنوعة والخط من بينها، تتأكد أهمية الفنون وضرورتها باستمرار في تجديد أصالة السياق الإنساني والاجتماعي في موقف التلقي كما يقول المفكر والناقد إيهاب حبيب حسن في شرحه للطبيعة الجديدة، والتي يسميها انفتاح العلاقة القديمة الحديثة بين المرسل والنص والمتلقي، وخروج العمل الفني من الأبنية المغلقة، واتساعه للإضافات التأويلية للمتلقي، وعليه فإن الورش الفنية ليست فقط لإشغال الفراغ عند الطلبة، ولكن لأهداف أكبر هي التواصل مع المجتمع. تفوق الفائزة الأولى بمسابقة علم طلابك فن الخط الطالبة شما المنصوري قالت، أنا طالبة من مدرسة جلفار للتعليم الثانوي في رأس الخيمة، وقد اشتركت في المسابقة مؤخرا في هذا الصيف بفضل تشجيع مدرساتي، اللواتي لعبن دورا كبيرا في توجيه اهتمام الطالبات لفن الخط العربي، وقد كانت ورشة المسابقة ممتعة جداً حيث وجدت فيها روح التحدي والصبر، وقد جعلتني الورشة اطلع على عدد كبير من لوحات الخط العربي وأذهلتني الخطوط التي تحمل لمسة إبداعية مشرقة، وقد فوجئت بفوزي بالمركز الأول، لأن كان اهتمامي كان منصبا على المشاركة فقط، لكن الفوز شجعني على الحرص بالمشاركة في العام القادم، وأتمنى أن تستمر مختلف مراكز ومؤسسات الدولة في دعم مثل الأنشطة الفنية وبخاصة التي فن الخط العربي الذي يعد كنزا محفوظا للأجيال المقبلة. رسالة هادفة قالت بثينة الرصاصي أمين متحف الشارقة إن المتحف يحمل رسالة تهدف إلى تنمية عنصر الانتماء لحب اللغة العربية، مشيدة بدور جهود فريق العمل، عبر تنظيمه للعديد من الفعاليات المهمة على مدار العام، والتي من شأنها خدمة طلبة المدارس بالأساس، وتنظيم المعارض والدورات التي تعمل على توسيع قاعدة المشاركين في فعاليات وأنشطة الخط العربي.