صنعاء تحذر «القوى المتهالكة» من افتعال الأزمات

حذرت وزارة الدفاع اليمنية، أمس من وصفتها بـ»القوى القديمة المتهالكة» من التمرد على الشعب ومحاولة إعاقة عملية انتقال السلطة في اليمن. وذكرت صحيفة «26 سبتمبر»، الناطقة باسم الجيش اليمني، والمقربة جداً من القصر الرئاسي، إن «عجلة التغيير تحركت إلى الأمام، ولن يوقفها أحد من القوى القديمة المتهالكة التي أكل عليها الدهر وشرب»، محذرة هذه القوى، التي لم تكشف عن هوياتها، من محاولة إعادة سيناريو الأزمة السياسية ومسلسل الاغتيالات «للهامات والقامات الوطنية»، الذي شهدته البلاد قبل الحرب الأهلية التي اندلعت في صيف عام 1994. وأضافت الصحيفة: «نقول لتلك القوى، إن مطلع التسعينيات ليس كمطلع العقد الثاني للقرن الحادي والعشرين، وعليهم أن يدركوا أن الشعب قد خرج مارداً من قمقم أكاذيبكم وأضاليلكم وإرهابكم وظلمكم وجبروتكم»، مؤكدة أن اليمن بقيادة الرئيس الانتقالي، عبدربه منصور هادي «ومعه الشعب اليمني والأشقاء والأصدقاء إقليمياً ودولياً يمضي اليوم قدماً صوب استكمال، وإنجاز بنود المرحلة الثانية من المبادرة الخليجية المزمنة». ودعت الصحيفة العسكرية «من يحاولون التمرد على خيارات الشعب والإجماع الدولي، ويسعون إلى خلط الأوراق وقلب الطاولة على رؤوس الجميع عملاً بمبدئهم المعروف علي وعلى أعدائي» إلى «أن يعوا ويفهموا أن التاريخ لن يعود إلى الوراء»، وأن «مرحلة إبقاء الوطن معتقلاً بأزماتهم المفتعلة وحروبهم العبثية ونشر الفوضى واستهداف الشخصيات الوطنية بأعمال الاغتيالات والتصفيات هي أعمال حمقاء ورعناء مكشوفة ومفضوحة»، وأن اليمنيين يعرفون «أطرافها ومن يقف ورائها». وقالت إن «ذاكرة الشعوب تختزن ولا تنسى»، متوعدة هذه القوى بـ»فتح الملفات القديمة والجديدة التي يظن أصحابها أنها قد طويت». وأكدت أن اليمن «يمضي بثبات نحو التقدم» بالرغم من «ما حصل ويحصل من محاولات بائسة لإعاقة مسارات التحولات في هذا البلد». ويتهم معارضو الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، الأخير بمحاولة افتعال الأزمات في البلاد، وإفشال جهود حكومة «الوفاق الوطني»، المكلفة بتسيير شؤون البلد خلال المرحلة الانتقالية التي تستمر حتى مطلع 2014. وذكرت وسائل إعلام يمنية رسمية، أمس أن مستشار الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون اليمن، والمبعوث الدولي إلى هذا البلد، جمال بن عمر، سيصل إلى العاصمة صنعاء، الأربعاء المقبل، في زيارة له هي الثالثة عشرة منذ أبريل 2011. وأوضحت أن زيارة بن عمر تهدف إلى «الإشراف على سير تنفيذ بنود المبادرة الخليجية وقراراي مجلس الأمن الدولي (2014 و2051) بشأن اليمن»، الصادرين في أكتوبر ويونيو الماضيين. كما سيقوم ابن عمر بتقييم مدى الالتزام بالتسوية السياسية، ويرصد التحديات والمعوقات التي تواجه عملية التحول السياسي القائمة في اليمن، حسب المصادر السابقة. وسيصل المبعوث الدولي إلى اليمن قادما من المملكة العربية السعودية، حيث سيشارك في اجتماع مؤتمر المانحين لليمن في الرياض، يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين. وستتضمن زيارة بن عمر القادمة لليمن افتتاح مكتب خاص له في العاصمة صنعاء. إلى ذلك، علمت «الاتحاد» من مصادر بالرئاسة اليمنية، أن الرئيس عبدربه منصور هادي أوقف أمين عام رئاسة الجمهورية، عبدالهادي الهمداني، على خلفية اتهامات للأخير، المحسوب على صالح، بالتورط في قضايا فساد مالي وإداري. وذكرت المصادر أن هادي أمر بإغلاق مكتب الهمداني، ومنعه من دخول مقر الأمانة العامة لرئاسة الجمهورية، في القصر الجمهوري، وسط صنعاء. وكان الرئيس اليمني السابق عين الهمداني، أميناً عاماً لرئاسة الجمهورية، في ديسمبر الماضي، وهو ما اعتبره سياسيون، «مخالفة» من قبل صالح لاتفاق «المبادرة الخليجية». وفي مارس الماضي، تظاهر العشرات من العاملين بالرئاسة اليمنية للمطالبة بإقالة الهداني، الذي اتهموه بالتورط في «قضايا فساد» وارتكاب مخالفات قانونية، و»إقصاء» مسؤولين في الرئاسة «لأسباب حزبية وشخصية»، حسب بيان صحفي أصدروه في حينه.