5 ديسمبر 2010 22:59
تستعد الكاتبة والروائية أسماء الزرعوني لإصدار روايتها الثانية التي ستحمل عنواناً فيه من الغرابة الشيء الكثير، وهو “شارع المحاكم”.
وتتناول في الرواية جانباً من الحياة الاجتماعية التي كانت سائدة خلال فترة نهاية الستينيات، محاولة أن تصور بنية المجتمع الإماراتي التي كانت ملتصقة بتقاليدها الراسخة عبر أصوات أربع فتيات في أعمار متقاربة، يحاولن سرد حكايات “شارع المحاكم” أحد شوارع إمارة الشارقة.
وفي لقاء مع “لاتحاد” قالت الزرعوني إنها جرَّبت في رواية “شارع المحاكم” أن تغير النمط الروائي الذي كتبت فيه روايتها الأولى “الجسد الراحل”، والتي اضطلع في بطولتها الرجل وهو “عيسى المزلاي” بينما نجد في شارع المحاكم أن السرد قد قامت به مجموعة من الفتيات عبر أصوات داخلية وأخرى خارجية وتوقفات وصفية وبنى سردية جديدة وحوارات مونولوجية وديالوجية تتحرك في الرواية.
وتحكي “شارع المحاكم” قصصاً حدثت في هذا الشارع وظلت في ذاكرة الساردة الأولى “سلوى” التي حاولت في ليلة زواج ابنتها وتذكرها حبيبها “سيف” في زمن الحاضر، أن تستعيد ما جرى من أحداث في شارع المحاكم إبان نهاية الستينيات.
وتقول أسماء الزرعوني “تقودنا تذكرات “سلوى” إلى الزمن الماضي وهي عبر هذا النمط الاسترجاعي تكشف عن عوالم غريبة وذات عمق موروثي وتاريخي حدثت في هذا الشارع منذ أكثر من 40 عاماً”.
وأضافت الزرعوني “من الصعب الحديث عن نهاية الرواية لأن ذلك يفقدها متعتها أولا وثانيا لأنها تحكي قصصاً متداخلة ومبنية بحبكة سردية مختلفة، وقد قسّمت إلى أجزاء حمل كل جزء اسم شخصية من شخصياتها، وأعتقد أن هذه الأحداث قد بنيت بشكل فني حاولت أن آتي بالجديد فيه”.
وقالت “لقد حاولت في هذه الرواية أن أبث اللغة الشعرية والنفسية التي توهّجت في ذوات الشخصيات وبخاصة أن إحدي الشخصيات كانت قد تفتّحت على عوالم الشعر والكتابة وكل ذلك يأتي ضمن نظام استرجاعي يبث عبر الساردة “سلوى”.
وأكدت الزرعوني أنها حاولت أن تخرج بهذه الرواية بقضايا عميقة كانت مهمة في مجتمعنا والتي لا تزال بعضها موجودة بشكل مؤثر”.
وشددت أسماء الزرعوني على أن أهداف الكتابة لديها وبخاصة الجانب المتوخي منه هو التعبير عن تركيبة المجتمع وكشف ملامح مكوناته من خلال الإبداع بوصفه الوسيلة الأكثر قرباً للناس.
ونوهت الزرعوني إلى أن هناك تطابقاً بين بنية الواقع الاجتماعي وبنية الرواية لديها وهذا من الضرورة أن يسجل تاريخياً وبخاصة أن الرواية الإماراتية تشكل الآن بحثاً عن الموروث ضمن تداخلات الحاضر الحداثي.
من جانب آخر وفي خضم افتتاح ملتقى الإمارات للإبداع الخليجي في دورته الأولى والذي تشرف عليه الروائية والقاصة أسماء الزرعوني كونها نائبة رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات ورئيسة اللجنة المنظمة للملتقى الذي انطلق أمس وتستمر فعالياته حتى الأربعاء المقبل، تنشغل بتنظيم وتنفيذ محاور الملتقى الذي تدور في أغلبها حول الحراك الثقافي في دول الخليج، ضمن نشاطات تحاول تسجيل الملامح الثقافية للشعر والقصة في كل دولة خليجية. وتتنوع أماكن عروضه من الشارقة إلى خورفكان إلى رأس الخيمة ودبي.
وقالت الزرعوني لقد تم دعم ملتقى الإمارات الأول من قبل المركز الثقافي الإعلامي للشيخ سلطان بن زايد ممثل صاحب السمو رئيس الدولة في أبوظبي ومركز جماعة الماجد في دبي.
وأكدت الزرعوني على أهمية رصد التحولات الثقافية في منطقة الخليج العربي كونها منطقة تشهد حراكاً ثقافياً مهماً وإبداعاً متميزاً. وقالت أن هذا الملتقى لا يحتفي بالشعر فقط بل يقدم القصة والرواية والتجارب التي وصل إليها الكتاب في منطقة الخليج العربية وطروحاتهم الجديدة ومديات هذه الأفكار وأساليبها والجديد فيها.