السبت 12 يوليو 2025 أبوظبي الإمارات 32 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإنسان يجب ألا يقف عند حدود تمني سعادة الدنيا وجنة الآخرة

الإنسان يجب ألا يقف عند حدود تمني سعادة الدنيا وجنة الآخرة
31 أغسطس 2012
الجنَّة أُمنية كل مسلم، ولكي يحقق الإنسان أمنيته يجب عليه أن يسير على الطريق الموصلة إلى الجنة، حتى يصل إليها بسلام إن شاء الله، فالجنة فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، وثمن الجنة غال ونفيس كما جاء في الحديث الشريف«ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة»أخرجه الترمذي، ومما لا شكَّ فيه أن كل إنسان في هذه الحياة الدنيا يتمنى السعادة ويرجو تحقيقها، ويعمل ما وسعه الجهد لبلوغها، لكن منهم من يقف عند حدود التمني فقط، ويريد أن يكون سعيداً دون أن يقوم بواجبه، ودون أن يبذل جهده، وعند قراءتنا للقرآن الكريم نجد أن الله سبحانه وتعالى يرشدنا إلي طريق الفوز بالجنة فيقول سبحانه وتعالى «وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى، فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى»، سورة النازعات، الآية 40 -41، يقول صاحب كتاب صفوة التفاسير«وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ” أي وأما من خاف عظمة ربه وجلاله، وخاف مقامه بين يدي ربه يوم الحساب، لعلمه ويقينه بالمبدأ والمعاد “وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى»، أي وزجر نفسه عن المعاصي والمحارم، وكفَّها عن الشهوات التي تودي بها إلى المعاطب «فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى” أي فإن منزله ومصيره هي الجنة دار النعيم، ليس له منزل غيرها«، (صفوة التفاسير للصابوني 3/516)، ونحن هنا في هذا المقال نذكر بعض الأعمال التي توصلنا إلى الجنة إن شاء الله ومنها: الإيمان بالله والعمل الصالح جعل الله سبحانه وتعالى الإيمان المقترن بالعمل الصالح طريقاً إلى الجنة، وسبباً للفوز برحمته ورضوانه، كما في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً)، “سورة الكهف، الآية 107”، وجاء في الحديث الشريف عَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: “لَيْسَ الإِيمَانُ بِالتَّمَنِّي وَلا بِالتَّحَلِّي، وَلَكِنْ مَا وَقَرَ فِي الْقَلْبِ وَصَدَّقَهُ الْعَمَلُ”، (أخرجه الدارقطني). العبادات وأعمال الخير إنَّ الالتزام بالعبادات من صلاة وزكاة وصيام وحج وغير ذلك، وكذلك الإيمان بالرسل الكرام جميعاً - عليهم الصلاة والسلام -، والإنفاق في سبيل الله وفي أبواب الخير المتعددة، سبيل إلى دخول الجنة إن شاء الله، كما في قوله تعالى: (لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ)، “سورة المائدة، الآية 12”، كما وجاء في الحديث الشريف عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: “إذا صلَّت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها، دخلت جنة ربها”، (أخرجه ابن حبان). طاعة الله ورسوله إنَّ طاعة الله ورسوله، والسير على هدي كتاب ربنا سبحانه وتعالى، واتباع سنة نبينا محمد- صلى الله عليه وسلم - من الطرق الموصلة إلى الجنَّة إن شاء الله، كما في قوله تعالى: (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا) “سورة الفتح، الآية 17”، كما وجاء في الحديث الشريف عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: “كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قالوا يا رسول الله: ومن يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى”، (أخرجه البخاري). التوبة جميل أن يعود الإنسان إلى رشده، وأن يعود إلى محراب الطاعة، وأن يقلع عن المعاصي، ويندم على ما فات، ويعقد العزم على عدم العودة إليها، ويرد المظالم لأصحابها، ويتوب توبة صادقة، عندئذ يستحق ذلك الإنسان الجنَّة إن شاء الله، كما في قوله تعالى: (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا * إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئًا* جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا)، “سورة مريم، الآيات 59 - 61”. عيادة المريض عيادة المريض حق من حقوق المسلم على أخيه المسلم، كما جاء في الحديث الشريف: عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: “من عاد مريضاً ناداه منادٍ من السماء: طبت وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلاً”، (أخرجه الترمذي)، وجاء أيضاً عن ثوبان - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: “إَّن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خُرفَة الجنة حتى يرجع، قيل: يا رسول الله، وما خرفة الجنة؟ قال: جَنَاها”، (أخرجه مسلم). الإكثار من النوافل المحافظة على النوافل من أعظم أسباب قرب العبد إلى ربه تبارك وتعالى، فينال بذلك مقاماً عظمياً، كما جاء في الحديث: عن ربيعة بن مالك الأسلمي - رضي الله عنه - قال: “قال لي النبي- صلى الله عليه وسلم-: “سل” فقلتُ: أسألك مرافقتك في الجنة، فقال: “أَوَ غيرَ ذلك؟” قلتُ: هُوَ ذاك، قال: فَأَعِنّى على نفسك بكثرة السجود”، (أخرجه مسلم)، وعن أم حبيبة أم المؤمنين - رضي الله عنها - قالت: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: “من صلَّى اثنتيْ عشرة ركعة في يومه وليلته بُنِىَ له بهنّ بيتٌ في الجنة”، (أخرجه مسلم). التحلي بالأخلاق الفاضلة: من المعلوم أن ديننا الإسلامي الحنيف يحث على مكارم الأخلاق، كالصدق وحفظ الجوارح وحسن الخلق وأداء الأمانات، فقد جاء في الحديث الشريف أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: “إنّ الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة”، (أخرجه الترمذي)، وقال أيضاً: “إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحداً، من أحصاها دخل الجنة”، (أخرجه البخاري). ومن الأخلاق الفاضلة أيضاً ? إفشاء السلام وإطعام الطعام وصلة الأرحام والصلاة بالليل والناس نيام: كما جاء في قوله - صلى الله عليه وسلم-: “يا أيها الناس: أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام”، (أخرجه ابن ماجه). ? كفالة الأيتام: كما جاء في الحديث الشريف عن سهل بن سعد - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: “أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وقال بإصبعيه السبابة والوسطى”، (أخرجه البخاري). ? الحج المبرور: لقوله - صلى الله عليه وسلم-: “الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة”، (أخرجه أحمد). ? الوفاء بالعهد وأداء الأمانة وحفظ الجوارح كما جاء في الحديث الشريف عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: “اضمنوا لي ستاً من أنفسكم أضمن لكم الجنة، اصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم”، (أخرجه ابن خزيمه). في نهاية مقالنا هذا نردد الحديث الشريف الذي رواه شداد بن أوس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: “سيد الاستغفار أن يقول العبد: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، من قالها في النهار موقناً بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقنٌ بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة”. الدكتور يوسف جمعة سلامة خطيـب المسـجد الأقصـى المبـارك www.yousefsalama.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض