5 ديسمبر 2010 22:28
نختتم اليوم حديث الذكريات مع نجوم الزمن الجميل في الكرة اليمنية بمحافظة عدن الشهيرة التي انجبت أشهر اللاعبين، مع اسدال الستار على خليجي 20.
"الاتحاد" زارت أحد النجوم المتفردين ليس فقط في تاريخ كرة القدم اليمنية ولكن أيضاً في تاريخها الإعلامي الرياضي وهو جعفر مرشد مهاجم منتخب عدن ونادي التلال الأسبق والذي يتفرد بالعديد من الإنجازات وسر تفرده أنه كان الأول دائماً، كان أول معلق رياضي في الكرة اليمنية وأول من عمل في الصحافة الرياضية وهو يمارس كرة القدم وفي أوج عطاءه في الملاعب سواء مع المنتخب أو ناديه، وأول من أنشأ البرامج الرياضية في الإذاعة والتلفزيون اليمني، وأول من أسس صفحات الرياضة المحلية في الصحف اليمنية وأدخل الصورة في الصحف اليمنية، له تاريخ حافل مع الساحرة المستديرة ومنتخب اليمن وأيضاً في مجال الإعلام، ولكنه راح وتواري عن الأنظار ولم تتبق له سوى الذكريات حيث يعيش وحيداً ويشكو غدر الزمن وقساوة الأيام التي تمر عليه بصعوبة.
وظهرت علامات الحزن على جعفر مرشد وكانت المفاجأة أن الكهل الذي يجلس أمامنا وظننا أنه بلغ من العمر أرزله لم يتجاوز الـ 66 عاماً وقال: ضغوط الحياة وما أعانية من ضيق ذات اليد يجعل الهم ظاهراً علي بهذه الصورة.
وحاول مرشد طرح همومه قليلاً وتبادل حديث الذكريات معنا خاصة وأن الزيارة إلى بيته كانت بصحبة زملائه في الملاعب سعيد دعاله وعبدالجبار سلام ما كان له بالغ الأثر على رفع معنوياته وتحسين حالته النفسية التي بدت متدهورة نتيجة للمرض الذي أصابه وأدى لفقدانه النظر بعينه اليمني وبات لا يرى إلا 5 % فقط من عينه اليسرى ويخشى أن يخسرها هي الأخرى ولكنه لا يملك المال الكاف لإجراء عملية جراحية في الخارج وقال جعفر مرشد: لو أجريت العملية في مصر سأتكلف، ولكني لا أملك ما يكفي لذلك، معاشي 22 ألف ريال يمني وهو ما يوازي 300 درهم شهرياً، ولا أزال اساعد أولادي بسبب ظروفنا المعيشية الصعبة.
وأضاف: أعطيت كرة القدم الكثير، كنت ألعب بدون مقابل حباً في المنتخب وفريقي، وأفنيت عمري في الإعلام الرياضي مقابل ملاليم إن صح التعبير، ولم ينس مرشد أن يحمد الله على حالة وما وصل إليه مشيراً إلى أنه لا يشكو همه سوى لله.
وخاض مرشد مشوارا حافلا ولعب في فترة الجيل الذهبي للكرة اليمنية ومنتخب عدن الذي صال وجال في زمن علي محسن المريسي ودعاله وناصر الماس وغيرهم من النجوم، وقال: لعبت بصفوف المنتخب لـ 10 سنوات من أوائل الستينات حتى أوائل السبعينات، وكنت ألعب في مركز المهاجم مع نادي الأحرار الذي تحول لنادي التلال فيما بعد، واعتزلت أواخر السبعينيات.
خسرنا من الإسماعيلي وفزنا على منتخبي أسوان والفيوم
عدن (الاتحاد) - يتذكر جعفر مرشد تاريخ الجولات التي قام بها مع منتخب اليمن والذي كان يشكل تحت اسم منتخب عدن وأبرزها رحلة مصر والتي تمت في نوفمبر عام 64، ووقتها زار المنتخب النادي الإسماعيلي الذي كان زار عدن قبلها بأشهر ولعب مباراة ودية مع منتخبها وعن الزيارة لمصر.
وقال جعفر مرشد: خضنا خمس مباريات أولها مع فريق الاسماعيلي وخسرنا صفر - 5 والثانية مع منتخب محافظة دمنهور وخسرنا أيضاً صفر - 2 والثالثة مع منتخب الطيران وخسرناها ، بينما جاءت الرابعة ضد منتخب أسوان وتمكنا أخيراً من الفوز على فريق مصري 6 - 4، وأحرزت هدفين من ضربة جزاء.
وأضاف: بعدها اكتسبنا الثقة ولعبنا مباراة خامسة أمام منتخب الفيوم وتمكنا من الفوز بأربعة أهداف نظيفة وكان عيداً كبيراً بالنسبة للمنتخب.
ويتذكر جعفر مرشد عدد من نجوم الجيل الذي رافقه في رحلته إلى مصر، وقال: كان معنا لاعبون موهبون حقاً وقد شغلوا الصحافة الرياضية المصرية وكنت أتحدث نيابة عن الفريق كوني أجيد الكتابة والتحرير في الصحف .
الكرة أيام زمان أفضل من الآن
مكاوي الأحق بلاعب القرن
عدن (الاتحاد) - أكد جعفر مرشد أنه قبل اعتزال الكرة عمل في مجال الصحافة الرياضية، وقال: كنت أول معلق رياضي ومؤسس البرامج الرياضية في الإذاعة والتلفزيون وأحرر الصفحات الرياضية في جريدة عدن ومراسل إذاعة لندن في عدن وهي كلها أمور أثرت حياتي كثيراً.
وأضاف أنه لم يتقاض أجراً على اللعب للنادي أو المنتخب مثله مثل بقية لاعبي جيله حيث كان حب البلد وعشق الكرة يجري في دم هذا الجيل وقال: كان اللعب مجاناً والحب والعشق للكرة والفانلة هو السبب حتى عندما انتقلت من نادي الحسيني إلى نادي الاحرار فكان الانتقال بدون مقابل، وكنت أحصل على راتبي من الصحافة وليس من الكرة، كما كنت أول من أدخل الصورة الرياضية إلى الصحف وكنت أحضر الكليشات الخاصة بالصورة من الهند ومصر.
وأشار مرشد إلى أن الكرة اليمنية قديما كانت أفضل بكثير منها حالياً وقال: منتخب الكرة زمان كان أفضل من الآن وكان اللاعب لا ينتظر مقابل بل يلعب لإشباع هوايته الكروية.
وعن أزمة لاعـب القـرن في اليمن رشح لها 4 لاعبين هم سعيد دعاله وأبوبكر الماس وعلي الصيني والمريسـي قال: لا يستحق أي من هؤلاء هذا اللقب، ترشيحي يذهب لمصلحة لاعب قديم أسمه محفـوظ مكاوي رشح مرشد وهذا اللاعــب كان يلعــب بمهارة تفوق الوصف وكان يراهن الجميع بأنه سيأخذ الكرة من وســط الملعب وينطلق بها لمراوغة الفرقة المنافسة بالكامل ويسجل هدفا وكان يفعل بالفعل.
ورأى مرشد أن النهوض بالكرة اليمنية لن يتم إلا بالاهتمام بالأندية وضخ الأموال في البنية التحتية فضلاً عن الاهتمام بتوفير المدربين المميزين لقواعد الناشئين.
وقال " في السابق كان هناك المنتخب الأول ومنتخب للرديف أما الأن فالحال أختلف وأصبحنا غير قادرين على تجميع ولو منتخب رديف فقط.
«الحالة النفسية» وراء التدخين بشراهة
عدن (الاتحاد) - كشف جعفر مرشد عن اضطراره للتدخين بشراهة منذ أن أصبح قعيداً في المنزل بسبب الضغوط النفسيـة التي يتعرض لها من جراء أحواله المعيشية الصعبة وقال: الحالة النفسية السيئة تدفعي للمـزيد من التـدخين حيث لا يكفي الراتب لنصف الشهر وأعول أولادي وأنا ما أزال في سن الـ 65 ولكن هموم الحياة تجعلني أبدو وكأن في سن الـ 80.
هواية جمع أغاني نادرة لأحمد قاسم
عدن (الاتحاد) - أعترف جعفر مرشد بنجاحه في جمع أكبر عدد من الأغاني النادرة من التراث اليمني لفنانين تألقوا وأبدعوا ولم يتذكرهم أحد، ولفت إلى أنه أصبح لديه موهبة جمع التسجيلات والأغاني النادرة لصديقه الفنان الراحل أحمد قاسم أحد كبار الفنانين في التاريخ الفني لليمن والذي سبق له التمثيل والغناء في الأفلام المصرية في فترة ازدهار السينما المصرية في الخمسينات والستينات.
وقال: تفرد أحمد قاسم بالتمثيل في السينما المصرية كان وقتها حدثاً ضخماً لأي فنان عربي أن يشارك في الفن المصري، وخاض تجربة دخول بوابة السينما من خلال الفيلم «حبي في القاهرة» مع النجمة المصرية «زيزي البدراوي» والفنانين محمود المليجي وعبدالمنعم إبراهيم وتوفيق الدقن، وكان ذلك عام 1966.
وأضاف: غنى أحمد قاسم أغنيات شهيرة مثل يا عيباه ومش عيب عليك وغيرها من الأغاني النادرة وتمكنت من جمعها كلها عندي في مكتبة خاصة بالأعمال النادرة لقدامي الفنانين والمشاهير.
إنجليزي في حضور الملكة إليزابيث بعدن
عدن (الاتحاد) - يتذكر جعفر مرشد أن الملكة اليزابيث تعاملت معه كإنجليزي خلال حضورها مباراة في عدن خلال مشاركته مع منتخب عدن أمام منتخب الجيش الإنجليزي وذلك بسبب لون بشرته.
وقال: لم تصدق الملكة اليزابيث أنني يمني وظنت أني أحد جنود الجيش البريطاني وانضممت لمنتخب عدن وقد شاهدت الملكة مباراة ودية مع منتخب الجيش الإنجليزي وأبدت اعجابها بمستوى اللاعبين كما أثنى قائد الجيش وقتها على مستوانا كثيراً.
وأوضح مرشد أنه كان يجيد التسديد بقوة بإتجاه المرمى وقال: كنت متخصصا في تسديد ضربات الجزاء والكرات الثابتة من أمام المنطقة ومعظـم أهدافي مع المنتخــب اليمني أو نادي الأحرار سجلتهـا من الكرات الثابتة أو ضربات الجزاء أو التسديد من خارج الـ 18.
المصدر: عدن