السبت 14 ديسمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

"أم غافة".. كبار المواطنين في ظل شجرة الذكريات

"أم غافة".. كبار المواطنين في ظل شجرة الذكريات
8 فبراير 2019 02:40

عمر الحلاوي(العين)

تنتصب شجرة الغاف المعمرة منذ عشرات السنين في منطقة «أم غافة» والتي سميت المنطقة التي تقع على بعد 30 كيلومتراً شرقاً من مدينة العين باسمها، وتعتبر أكثر الأشجار المقاومة للتلوث حيث كانت الشجرة الوحيدة بالقرب من بئر يشرب السكان منه حسب علي مفتاح النيادي من كبار المواطنين في المنطقة.
وأشار النيادي إلى أن «أم غافة» تعود تسميتها لوجود شجر غاف بالقرب من بئر يشرب منها المواطنون مازالت موجودة، وكانت الشجرة معمرة من سنوات طويلة وفقاً لما ذكره الآباء والأجداد ولا يعلمون يقيناً تاريخها وحينما طاحت قبل سنوات نبتت مرة أخرى لوحدها في المكان نفسه.
ولفت إلى أن المواطنين في «أم غافة» يزرعون أشجار الغاف في منازلهم، إذ يمتلك معظمهم شجر الغاف حالياً، حيث إن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كان يوصي بها، لذلك تجد الشجرة اهتماما كبيرا من المواطنين، وأكد النيادي أن شجرة الغاف تعد رمزاً وطنياً لما لها من ارتباط متوارث يمتد من جيل الآباء والأجداد، وباتت تمثل نسبة واسعة من أشجار مدينة العين وضواحيها.
وأضاف أن الشجرة تتميز بظلها الجيد وترطيبها للجو، حيث يجلس تحت ظلها السكان يتسامرون ويتناقشون في شؤونهم ويتواصل مع بعضهم البعض ويعرفون شؤون بعضهم من خلال الجلوس تحت ظل شجرة الغاف.
وأوضح النيادي، أن شجرة الغاف تعتبر غذاءً للمواشي عندما تقطع الأغصان والأوراق حيث يتم قطعها في موسم معين قبل أن تثمر، كما تتميز بنقاء الجو حولها، ولها استعمالات عديدة قديماً، حيث تستخدم في صناعة الأدوية والمنتجات التجميلية وحتى الغذاء.
ومن جانبه، اعتبر عبد الله سرحان المقبالي أن شجرة الغاف إرث قديم وهي من أكثر الأشجار البرية التي تتحمل درجات الحرارة والجفاف الشديد وتنمو بكثرة في الدولة وقادرة على التأقلم والنمو في بيئتها المحيطة وقليلة الاستهلاك المائي، كما تتحمل تقلبات الجو والرياح وصالحة للزراعة في التربة المحلية وتعمق جذورها لمسافات كبيرة لذلك تعمر طويلاً وتكون ثابتة لا تتأثر بالرياح.
وقال: إن شجرة الغاف، خيرها عظيم على الإنسان والحيوان وحتى التربة والبيئة كما كان لها دور كبير في حياة الآباء والأجداد وتسهم في منع الزحف الصحراوي ومكافحة التصحر ويستظل بها الجميع في فصل الصيف عند ارتفاع درجات الحرارة، موضحاً أن الشجرة تضفي منظرا جماليا على المكان وتثبت الكثبان الرملية من الزحف.
وعبر سيف مفتاح النيادي عن سعادته بتسمية منطقة «أم غافة» على شجرة مهمة في حياة وتاريخ دولة الإمارات وتعتبر مرتكزا اجتماعيا وبيئيا وترتبط بحياتهم بشكل كبير فهي مكان مجلسهم وظلهم، وكانت تعتبر الوسيلة الوحيدة آنذاك لتنقية الأجواء والبيئة وتشكل اهتماما كبيرا للبدو، وقال: لطالما لعبت الغاف دورًا كبيرًا في حياة الإماراتيين، فهي كانت مصدرا لا ينضب من الغذاء للإنسان والحيوان على حد السواء، كما أنها كانت خير معين لهم حين ترتفع درجات الحرارة فيجلسون في ظلها.
من جهته، قال حمد بن عامر النيادي: إن العلاقة بين شجرة الغاف وحياة الأجداد وثيقة ولها مكانة مميزة في قلوب الجميع وكانت تلعب دوراً عظيماً في نمط وأسلوب الحياة، فعندها كانت تنصب مخيمات الإبل والجمال، ويستخدم خشبها لبناء المنازل وحظائر الماشية وغيرها، وكانت تمثل حطباً في الشتاء، فهي تمتلك قدرة على مقاومة العوامل المناخية وحاجتها القليلة للماء، ويمكن زراعتها في الصحراء وتثبت الرمال والكثبان المتحركة وهي أفضل مصدات للرياح وأصبحت مؤخراً تستخدم لزينة الشوارع والطرقات والمتنزهات، ولا تحتاج لجهد كبير لرعايتها فهي تنمو بقليل من الماء وفي بيئات عديدة، وتغطي مساحات واسعة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©