5 ديسمبر 2010 20:17
خطوة نوعية وإضافة لكل الجهود التي تبذل لإبراز دور الإنسان في الإمارات تجاه بيئته، تلك هي المبادرة التي تحسب لأسرة جائزة الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم لإبداعات الطفولة، والتي انطلقت من خلال الملتقى الأول لغرس الثقافة البيئية، حيث من المهم أن توجه تلك الثقافة إلى الناشئة، في وقت أصبح فيه دور المدرسة أقل مما يجب بسبب كل تلك الضغوط التي تقع على كاهل الإدارة والمعلم والطالب في سبيل إنهاء المنهج بأسلوب يشبه اللهاث، حيث المهام والواجبات والمشاريع كثيرة واليوم طويل.
لذا هي خطوة مهمة لتنمية الوعي ولكن ليس عن طريق المعلم والمدرسة، وليس من خلال المنهج وحده تنمو القيم البيئية، خاصة إذا ما كان وضع الطالب في غاية الصعوبة اليوم بسبب المهام والمشاريع سواء الواجبات أو الاختبارات الكثيرة، وإنما عن طريق برامج جاذبة ومن خلال الأنشطة اللاصفية، وإلا ستكون تلك الثقافة بالنسبة للطلبة والطالبات مجرد مادة وحشو ثقيل، يضاف لبقية ما يجب على الطالب حفظه وفهمه للحصول على الشهادات، ولذلك المطلوب مشاركات فعلية ودعم من المؤسسات الأخرى التربوية.
ونحن نتمنى النجاح للملتقى الذي انطلق الخميس الماضي في جمعية نهضة المرأة في دبي، ونتمنى أن يكون لكل جهة لها علاقة بالبيئة مشاركة حقيقية لتحقيق التثقيف البيئي، وأن لا يقتصر ذلك على الطلبة والطالبات في المدارس الحكومية، وإنما يشمل قطاع المدارس الخاصة ومختلف الجنسيات التي تترك خلفها الكثير من الآثار السلبية، والضارة لجهلها بمعنى النظافة البيئية وصحة البيئة وحجم الإنفاق على المشاريع البيئة، لأن الآلاف منهم يجهلون القراءة والكتابة، والآلاف الباقية يجهلون اللغتين العربية والإنجليزية.
كما أننا بحاجة لحملات ودروس ونشاطات لا تتوقف ثم تأتي في المواسم البيئية فقط، ونحن بحاجة لجهات تقدم الدعم لمثل هذه الملتقيات كي تستمر، ولكي تنفذ برامجها من خلال الحصص التي يتم التبرع بها، من الجهات المستفيدة من خلال الاستثمارات الكبيرة والكثيرة في الدولة.
ولاشك أن غرس الثقافة البيئية في نفوس الصغار منذ السنوات الأولى من العمر، ينمي بداخلهم الاهتمام بالبيئة، ويزرع في نفوسهم حماية المناخ الذي يعيشون فيه، حتى يشب هؤلاء وهم في بؤرة المسؤولية عن وجود بيئة خالية من التلوث.
المحررة