11 سبتمبر 2011 22:55
مضت أيام الشهر الفضيل سريعاً، ومعها انتهت على ـ غفلة ـ أيام العطلة الصيفية، وكأن الأمر مفاجأة أن نكتشف أنه لم يعد سوى بضعة أيام معدودة ونستقبل العام الدراسي. ومع أيام الدراسة تهل كثير من الهموم والمسؤوليات والضغوط والحسابات، فليس هناك أهم عند الآباء والأمهات من حاجات الأبناء ودراستهم ومستقبلهم. ومع عودة الدراسة تنبري شكاوى الأسر من صعوبة تأقلم الأبناء، خاصة الصغار مع المناخ الدراسي بنظامه والتزاماته، والعبء النفسي الذي يواجهونه مع أطفالهم في مثل هذا الوقت من كل عام.
فإن لم يكن متاحاً من الوقت ما يكفي لتهيئة الأبناء للعام الدراسي الجديد، فبقليل من الحزم والتنظيم الخالي من المشاكل أو الصراخ أو لغة التهديد والوعيد، يمكن للأسرة أن تضع الأمور في نصابها بشكل سريع بعيداً عن الزوابع الأسرية أو الخلافات.
من الأهمية أن يدرك الوالدان أن الطفل الذي يتأهب لدخول المدرسة للمرة الأولى، أو الذي ينتقل إلى صف أو مرحلة تالية، يتعرض لموقف انتقالي يسبب له ضغوطاً نفسية من نوع خاص لدخوله على مرحلة جديدة غير معتاد عليها، ويفترض أن يمر بمرحلة تحضير جيد وتهيئة نفسية مناسبة لليوم الأول قبل المدرسة بمدة كافية حتى يستقبل عملية الانتقال إلى النظام المدرسي دون خوف أو تردد أو صدمات تؤثر سلبياً في ثقته بنفسه أو بالروتين الذي اعتاد عليه، وهذه التهيئة يمكن أن تتم في الفترة القصيرة المتبقية من خلال التحدث مع الأبناء في لغة هادئة متزنة وحازمة، «فلكل وقت آذان»، وكل وقت وله واجباته ومسؤولياته، إن وقت اللهو واللعب والإجازة وفوضى استهلاك الوقت قد أوشكت على الانتهاء، ويتعين على جميع أفراد الأسرة أن ينخرطوا من الآن في برنامج جديد، ومواعيد مبكرة وثابتة للنوم وللطعام في المنزل، قبل بدء المدرسة بأسابيع، ليشعر الطفل أن الاندماج بالجو المدرسي وبالقواعد المدرسية ليس قهراً بحد ذاته، إنما استمرارية للنظام المنزلي، وأن يدرك أن «الساعة البيولوجية» للجسم تحتاج «إعادة ضبط»، حتى تتزن كل الأمور من الآن.
لا سهر، ولا تأخر خارج البيت، ولا مزيد من الوقت مع الأصدقاء، ولا وقت مفتوحاً أمام أجهزة التلفاز أو الكمبيوتر أو غيرها، بل هناك وقت معلوم للنوم، والاستيقاظ المبكر، وعلى الأبناء إعادة تسريع «ريتم» يومهم، فالنهوض من السرير نصف ساعة قبل الموعد المحدد مثلاً يكفي كي يتمكن الابن من تناول فطوره بهدوء ودون تسرع أو قلق، وعليه أن يلتزم بمواعيد إفطاره، ولا يسمح له بتأجيل ذلك كما كان يحدث خلال الإجازة مثلاً، وعليه أن يعتاد الروتين اليومي، وعليه أيضاً أن يبدأ بالاستمتاع بشراء الأدوات المدرسية، والإحساس بأهمية وقيمة الوقت والتخطيط.
إن الحوار الإيجابي، كفيل بتحقيق المزيد من الثقة في النفس وفي إمكانية بلوغ الأهداف التي نتمناها مشرفة، ومشرقة لكل أبنائنا الأعزاء، وكل عام وأنتم بخير.
المحرر | khourshied.harfoush@admedia.ae