الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خبراء من 160 دولة يرسمون ملامح المدن المستدامة

خبراء من 160 دولة يرسمون ملامح المدن المستدامة
10 فبراير 2020 02:54

 

هالة الخياط وأحمد عبدالعزيز (أبوظبي)

تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، افتتح سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، أمس، «المنتدى الحضري العالمي العاشر» في أبوظبي تحت شعار «مدن الفرص: ربط الثقافة والابتكار».
وتستمر الفعاليات حتى 13 فبراير الجاري، بحضور مشاركين وخبراء ومسؤولين من 160 دولة في مجال المدن ووزراء وكبار المسؤولين لمناقشة التحديات أمام تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وقال الرئيس الأفغاني أشرف غني في افتتاح المنتدى: «إن المنتدى دعوة أساسية لثقافة المشاركة التي تجسدها دولة الإمارات العربية المتحدة، ويجسدها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لنواجه تحديات التطور الحضاري في إطار الاضطرابات والتغيرات العالمية التي تتطلب حساً أساسياً للعمل».
وأضاف الرئيس الأفغاني: «هناك نحو تسعة مليارات شخص سوف يعيشون في المدن، وذلك بحلول عام 2050، وفق دراسة تقوم على 500 مدينة، الأمر الذي يخبرنا بأن حجم المهمة لا يسمح لنا بالتخاذل».
وأكد فرانك بانيماراما رئيس وزراء فيجي ضرورة السعي نحو استخدام الطاقة المتجددة، كالطاقة الشمسية والهوائية، ما يسمح بالاستثمار في وسائل النقل النظيفة دون إصدار أي انبعاثات مضرة بالبيئة، وأيضاً إنارة الشوارع وزراعة الأشجار وبناء المدارس المحابية للبيئة، كما يجب أن نحرص على نقاء الهواء، والحد من التدهور البيئي، وألا نفرط في الاستخدام، وأن نتبع مسار الاستدامة، موضحاً أن جمهورية فيجي تلتزم بتخفيف انبعاث الكربون بحلول 2050، داعياً المجتمع الدولي بالانضمام إلى صفوف فيجي، وصولاً إلى أثر كربوني يعادل الصفر في 2050، فالمستقبل مترابط، ويجب التحرك لبناء المدن المستدامة، وبناء مجتمعات آمنة ومستقرة في عالم نظيف من انبعاثات الكربون.

شكراً للإمارات
وجه أنطونيو جوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة الشكر لإمارة أبوظبي لاستضافتها المنتدى الذي يعقد للمرة الأولى في المنطقة العربية، عبر كلمة متلفزة، وقال إن التحضر هو واحد من الاتجاهات الكبيرة في عصرنا، وتوجيهه جيداً سيساعدنا على مواجهة التحديات العالمية مثل تغير المناخ، مشيراً إلى أن المدن تعاني عدم المساواة في الطبقات المعيشية، حيث في عام 2018، كان واحد من كل أربعة من سكان المدن يعيش في ظروف تشبه الأحياء الفقيرة، في حين أن نصف سكان المدن فقط كانوا يتمتعون بسهولة الوصول إلى وسائل النقل العام.
وقال: «تعتمد الأمم المتحدة على القادة المحليين والوطنيين والشركات والمجتمع المدني والشركاء الآخرين للمساعدة في توفير حلول للتهديدات العالمية، بما في ذلك حالة الطوارئ المناخية، أشجعكم جميعاً على الالتزام بإجراءات طموحة لتنفيذ جدول الأعمال الحضري الجديد، فلنكن معاً، لنجعل التوسع الحضري المستدام حقيقة واقعة ولنحرص على عدم ترك أي شخص أو مكان في الخلف».
إلى ذلك، أكدت ميمونة محمد شريف المديرة التنفيذية لـ«موئل الأمم المتحدة»، أن المنتدى الحضري العالمي يعقد لأول مرة في الشرق الأوسط، ما يعد شهادة قوية على نجاح استراتيجية أبوظبي في تنفيذ الاستدامة الحضرية، حيث شهدت المدينة تحولاً هائلاً نحو التحضر في وقت قصير نسبياً، موضحة أن المنتدى خلال فعالياته المستمرة حتى يوم الخميس سيوفر دراسة مفصلة حول آثار التحضر في العصر الحديث على المجتمعات والمدن والاقتصادات وتغير المناخ والسياسات.
وقالت شريف: «إن المنتدى في دورته العاشرة مليء بالجلسات الحوارية التي تتناول ستة محاور مفصلية في تاريخ المدن والتحضر، وسيركز على الابتكار وفي الوقت نفسه الحفاظ على ثقافات الدول، بالاستناد إلى خبراء المسؤولين والفنيين والمهندسين لتحقيق مدن قائمة على معايير الاستدامة».
وثمنت جهود العاصمة أبوظبي وجاهزيتها العالية لتنظيم المنتدى واستضافتها هذا الحدث الكبير، حيث يجمع المنتدى نخبة كبيرة من المتحدثين البارزين، وقادة الفكر العالميين، والمستثمرين، والخبراء وعدداً كبيراً من مسؤولي الحكومات، والعديد من الشخصيات الرائدة والمؤثرة في مجال التنمية الحضرية المستدامة؛ بهدف الالتقاء ومناقشة كيفية تشكيل مستقبل حضري أفضل للجميع، وهو ما يؤكد أن المنتدى سيكون حافلاً بالنفع والفائدة لكل المشاركين.

المنتدى والمستقبل
وقال معالي فلاح الأحبابي رئيس دائرة البلديات والنقل: «إنها فرصة رائعة لأن تجتمع الخبرات والعقول في مجال الاستدامة في المنتدى الحضري من 160 دولة لتناول القضايا المهمة المرتبطة بالتطور الحضري»، مشيراً إلى أن «ما يزيد على 17 ألف مشارك سجلوا في الفعالية و450 متحدثاً و144 عارضاً يسهمون في تقوية القدرات، وتوحيدها من أجل خلق أجيال أفضل لمستقبل عالمنا».
وأضاف معاليه أن المنتدى يعد بداية لعقد خطة العمل بوجود كل إنسان في كل مكان لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة ولتسريع الحلول لأكبر التحديات أمام العالم في السنوات العشر المقبلة، مشيراً إلى أن عنوان المنتدى «فرص المدن: ربط الثقافة والابتكار».
وأشار إلى أن المنتدى فرصة لإعادة التركيز على أولوياتنا وتبادل المعرفة عن التطوير المستدام للمدن، لا سيما كيفية بناء هذه المدن والتخطيط لها وإداراتها، لافتاً إلى أن العالم يواجه تحولاً نموذجياً لمناهج النمو المستدام والحوار العالمي المرتبط بالثقافة والابتكار.

جلسات وحلقات نقاش
وشهد اليوم الأول من المنتدى عدداً من الجلسات والحلقات النقاشية تحدث خلالها الخبراء في موضوعات سلطت الضوء على البنى التحتية للمدن وسبل بنائها بشكل مستدام، ما ينعكس إيجاباً على المجتمعات وتطورها، إضافة إلى ورش العمل التي ناقشت أهمية وجود الفنون والجماليات في الشوارع والأماكن المفتوحة ودور الفنون التشكيلية في إضافة لمسات جمالية على معالم المدن في مختلف أنحاء العالم.
وتناول مشاركون في حلقة نقاشية بعنوان «ربط إمكانية العيش والاستدامة»، موضوع طبيعة المدن، مؤكدين أن الفنون تسهم في جعل المجتمعات أكثر تفاعلاً، من خلال نقل الأعمال الفنية إلى البيئة. وتحدث راسموس استورب، فنان من الدنمارك، عن أنه في كوبنهاجن -على سبيل المثال- أغرقت المياه مناطق عديدة من المدينة في 2011، وقال إن التطوير والتواصل والعناية وتنفيذ المشروعات ومشاركة الفائدة من أهم مقومات تطوير المدن، مضيفاً أن المستقبل يبنى على الاستدامة التي تؤدي إلى تطوير المجتمعات.

تجميل المدن
وقالت باربرا رومير «إن دور الفنون لم يقتصر على تجميل المدن، بل وصل أيضاً إلى تجسيد حالات تغير المناخ مثل ارتفاع منسوب البحار، علاوة على أن وجود مسارات للمشاة يحمل لمحة فنية ومؤهلة وآمنة تضيف إلى السكان فوائد عدة، وذلك يشجع المجتمع على نشر هذه الثقافة». وأضافت أن «مبادرة لأجل أبوظبي» من الخطوات الرائعة، وحضر فنانون من نيويورك لتنفيذ أعمال فنية في شوارع أبوظبي، مشيرة إلى اللمسات الجمالية. كما ناقش الخبراء سبل العيش في جميع أنحاء العالم وعلاقتها بالاستدامة، كما استعرضوا الموضوعات التي تدعم ذلك، وكذلك الدروس المستفادة في مبادرة لأجل أبوظبي، قبل أن تختتم بمحادثة مفتوحة مع الجمهور.

رصف الطرق بإطارات معاد تدويرها
كشف المهندس صالح الجفري مهندس رئيسي في قطاع البنية التحتية في بلدية أبوظبي عن مشروع تجريبي لاستخدام الإطارات المطاطية المستعملة المعاد تدويرها في رصف الطرق، عبر خلطها مع إسفلت رصف الطرق، بما يعزز عناصر الاستدامة، ويحافظ على البيئة، ويخفض تكاليف صيانة الشوارع.
وبين الجفري أن المشروع في مرحلته التجريبية في خط الشاحنات العين- أبوظبي، والمرحلة التجريبية ستنتهي بعد ستة أشهر، يليها تعميم المشروع على مناطق أخرى تكون بحاجة للصيانة في الطرق الجديدة. وأوضح أن مخرجات مشروع استخدام مخلفات الإطارات واستخدامها بشكل سليم سيساهم في تخفيض الأثر المالي والبيئي، كما أن العمر الافتراضي للشارع سيزيد الضعف، ما معناه توفير تكاليف الصيانة بنسبة 50%، وتقليل الضوضاء بنسبة 13% في الشوارع الرئيسية، كما يقلل الانزلاقات التي تحدث خلال تساقط الأمطار أو خلال تشكل الضباب.

حديقة الريم بمعايير مستدامة
كشف سالم الجنيبي نائب رئيس برنامج أبوظبي «غداً 21» عن أن المشاريع التي ستنفذ في جزيرة أبوظبي ضمن مبادرة «لأجل أبوظبي» شارف البعض منها على الانتهاء، حيث سيتم افتتاح حديقة الريم في جزيرة الريم بمعايير عالمية خلال أبريل المقبل، فيما سيبدأ سكان الجزيرة بملاحظة التغيير في المناطق السكنية خلال النصف الثاني من العام الجاري، وسيبدؤون بالاستمتاع بمشاريع «غداً 21» التي ستنفذ على مستوى صغير في منطقة البطين، معسكر آل نهيان، وشارع المطار. وسيتم تعميمها على كافة جزيرة أبوظبي خلال العام الحالي، وستنفذ في البر الرئيسي ومنطقة الظفرة والعين خلال العامين الحالي والمقبل.
وأوضح الجنيبي أن المشاريع ستتضمن مسارات للدراجات الهوائية، والمرحلة التجريبية لملطفات الطقس والتي ستساعد في تأهيل المناطق المفتوحة، كالحدائق والمناطق المحيطة بالمساجد والمساحات في الأحياء السكنية.

سوق شعبي صديق للبيئة نهاية العام
تباشر شركة القدرة القابضة أعمال البناء والتشييد لـ«السوق الشعبي» في أبوظبي مقابل جامع الشيخ زايد الكبير، ومن المتوقع أن تنتهي منه بنهاية العام الجاري، ليوفر بيئة تراثية أصيلة وفق أفضل معايير البناء الصديقة للبيئة، ويضم خدمات ترفيهية وتسويقية عدة.
وأفاد ممثلو الشركة في المعرض المصاحب للمنتدى الحضري العالمي، بأن السوق الشعبي يقع في مساحة حوالي 298 ألف متر مربع، على أن تكون مساحة البناء فيه 227 ألف متر مربع، ويضم 400 محل تجاري ومطاعم ذات طابع عالمي، فضلاً عن المطاعم الشعبية. وأضافوا أن السوق يضم المباني على طابقين فقط، تنفيذاً لمعايير المباني الصديقة للبيئة، كما أن نسبة الإنجاز بلغت 50% ومن المتوقع تسليمه في نهاية 2020، مشيرين إلى أن السوق يضم بلازا «منطقة مفتوحة» ذات طابع إماراتي مميز، حيث وجود نافورات المياه وممشى وشاطئ مطل على فندق شنغريلا. ويتصل السوق الشعبي بجامع الشيخ زايد الكبير بنفق مشاة تحت الأرض، كما يضم شاطئاً مفتوحاً ومرسى لمشروع التاكسي البحري من الواجهة البحرية، ومسرحاً مفتوحاً على الواجهة المائية للأنشطة والحفلات والفعاليات، حيث إن المشروع مستوحى من «المخور» أو المعروف بالتطريز الموجود على العبايات النسائية. ويضم السوق محال تراثية مثل السجاد والبهارات والمشغولات اليدوية، كما أن هناك مواقف تحت الأرض تتسع لـ1800 مركبة و20 موقفاً لشحن السيارات الكهربائية، و33 موقفاً مخصصة لأصحاب الهمم، و73 موقفاً سطحياً، و40 مكاناً للدراجات الهوائية.

آلية آمنة لنقل الأشجار والنخيل
عرضت شركة جروف عدداً من الحلول التي تسهم في نقل الأشجار وزيادة المساحات الخضراء عن طريق شاحنة تحمل آلية خصصت لاقتلاع الأشجار والنخيل والحفاظ على جذورهما مع الحفاظ عليها في إطار صون البيئة.
وقالت هبة رفيق مديرة العمليات بشركة جروف: «إننا بدأنا العمل في الإمارات منذ عام تقريباً نوفر آليات مخصصة لنقل الأشجار القديمة والكبيرة التي يصعب التعامل معها في حالات توسعة الشوارع أو البناء ونقلها بشكل آمن بغية الحفاظ على الأشجار والنخيل واستمرار وجودها في مناطق جديدة للاستفادة من الفوائد البيئية التي تقدمها الأشجار والمسطحات الخضراء».
وأضافت «إن الآلية يمكنها أن تنقل مختلف أحجام الأشجار والنخيل، وتصل إلى طول 15 متراً وعرض مترين للشجرة أو النخلة دون إحداث تلفيات، وذلك من خلال أسلوب مدروس للتعامل مع الأشجار المعمرة والقديمة»، مشيرة إلى أن الشركة تقدم حلول التصميمات والمساحات الخضراء وتنفيذها بأدوات مختلفة من الخشب والحديد بما يناسب البيئة المحيطة. وأشارت إلى أن الشركة تتعامل مع البلديات والجهات الحكومية المعنية بنقل الأشجار، وكذلك الأفراد والشركات الخاصة.

اتفاقية تعاون بين 3 جهات حكومية بأبوظبي
أبرمت كل من دائرة البلديات والنقل، ودائرة المالية، ودائرة الإسناد الحكومي في أبوظبي، اتفاقية تعاون بهدف إطلاق منصة «مرسال» وتوقيع العقود الإلكترونية على المنصة الوطنية «UAE HUB»، وذلك على هامش فعاليات المنتدى، وقع الاتفاقية معالي فلاح الأحبابي رئيس دائرة البلديات والنقل، ومعالي جاسم بوعتابه الزعابي رئيس دائرة المالية، ومعالي علي بن قناص الكتبي رئيس دائرة الإسناد الحكومي. وتعمل الاتفاقية على إطلاق المنصة الوطنية «UAE HUB» لتفعيل الخدمات الحكومية عليها، وتفعيل خدمة توقيع العقود الإلكترونية، وتفعيل خدمة المراسلات «مرسال»، وتفعيل أي خدمات أخرى تخدم الجهات الحكومية. وتتيح الاتفاقية إعداد خطة عمل ذات أهداف واضحة ورصد الأداء في عملية دعم الشراكة بما يحقق المنفعة المتبادلة ويعزز فرص التحسين والتطوير في مجال العمليات الإدارية.

الأميرة لمياء آل سعود سفيرة النوايا الحسنة
وقع الاختيار على سمو الأميرة لمياء بنت ماجد آل سعود سفيرة للنوايا الحسنة لموئل الأمم المتحدة، عن الدول العربية، خلال فعاليات المنتدى الحضري العالمي العاشر المنعقد في أبوظبي.
وأثنت ميمونة محمد شريف المديرة التنفيذية لـ«موئل الأمم المتحدة» على جهود الأميرة لمياء في العمل التطوعي، مشيرة إلى أن سموها سفيرة النوايا الحسنة الأولى في المنطقة العربية للموئل.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©