11 سبتمبر 2011 12:28
أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي رفض الدول العربية أي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية السورية، والاتفاق مع الرئيس بشار الأسد خلال لقائهما أمس في دمشق على سلسلة إجراءات لحقن الدماء، وتسريع الإصلاحات، سيتم طرحها على اجتماع وزراء الخارجية العرب في دورته العادية الـ136 في القاهرة، بعد غدٍ الثلاثاء، بينما دعا الأسد من جانبه إلى عدم الانسياق وراء حملات التضليل والتحريض ضد سوريا.
وقال الأمين العام للجامعة في مؤتمر صحفي مقتضب في مطار القاهرة بعد عودته من دمشق “التقيت الأسد وطرحت عليه نتائج اجتماعات مجلس الجامعة الذي رأى ضرورة اتخاذ إجراءات تكفل الخروج من الأزمة الحالية، وحقن دماء الشعب السوري، وتحقيق أهدافه التي يسعى لها في الإصلاح، ودرء المخاطر التي يتعرض لها، كما أكدت ضرورة الإسراع في خطوات الإصلاح، من خلال برنامج زمني محدد لرؤية نتائج حقيقية على الأرض”.
وأضاف “أكدت للرئيس السوري أهمية الإسراع بعملية الإصلاح بما يحقق طموح الشعب، وأطلعني على سلسة إجراءات ومراسيم اتخذتها الحكومة. كما ركزت على أهمية الحوار الوطني المفتوح بين مختلف الأطياف مهما كانت اتجاهاتها، وضرورة أن تنضم إليه كل الاتجاهات على أساس المصالحة الوطنية الشاملة، وأكدت استعداد الجامعة لأداء دور في ذلك وفق الآلية التي سيتم التوصل إليها”، مشيراً إلى أن هناك خطوات للإصلاح تم الاتفاق على عناصرها، وستقدم في تقرير مفصل حول نتائج الزيارة إلى اجتماع وزراء الخارجية العرب بعد غد الثلاثاء.
وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” نقلت عن العربي رفض الجامعة العربية لأي تدخل أجنبي في سوريا، وحرصها والدول العربية على أمنها واستقرارها، ورفض كل أشكال التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية، ورغبتها في مساعدتها لتجاوز هذه المرحلة التي تمر بها. وشدد على أن الجامعة العربية لن تكون أبدا ممراً لاتخاذ قرار ضد أي دولة عربية. وأشارت الوكالة إلى أنه تم الاتفاق على عدد من الخطوات العملية لتسريع عملية الإصلاح في سوريا.
ونقلت “سانا” عن الأسد تأكيده على ضرورة عدم الانسياق وراء حملات التضليل الإعلامي والتحريض التي تستهدف سوريا، معتبراً “أن ما يجري من تزوير للحقائق، محاولة لتشويه صورة سوريا وزعزعة الأمن والاستقرار فيها”.
وكانت “سانا” ذكرت في وقت سابق أن الأسد استقبل الأمين العام للجامعة العربية بدون إعطاء المزيد من التفاصيل. لكن لم يعرف ما إذا كان العربي حمل معه إلى الأسد المبادرة العربية التي قالت مصادر دبلوماسية إنها تطالب بضرورة وقف العنف وإجراء إصلاحات فورية.
وكانت زيارة العربي مقررة الأربعاء الماضي إلا أن سوريا طلبت مساء الثلاثاء تأجيلها لأسباب قالت إنها “موضوعية” أبلغ بها الأمين العام للجامعة، المقرر أن يقدم تقريراً إلى وزراء الخارجية العرب في دورتهم العادية الـ 136، بعد غدٍ، يطلعهم فيها على نتائج مهمته.
وكلف المجلس الوزاري للجامعة العربية، العربي نهاية أغسطس الماضي بزيارة دمشق كي يعرض على الأسد مبادرة لتسوية الأزمة، قالت مصادر إنها تتضمن 13 بنداً، وتشكل “إعلان مبادئ”، يؤكد التزام السلطات بالانتقال إلى نظام حكم تعددي، والتعجيل بالإصلاحات عبر إجراء انتخابات رئاسية مفتوحة للمرشحين كافة الذين تنطبق عليهم شروط الترشيح في 2014.
وهذه هي الزيارة الثانية للعربي إلى دمشق، منذ اندلاع موجة الاحتجاجات غير المسبوقة ضد النظام السوري، ومنذ تسلمه مهامه في الثالث من يوليو، خلفاً للأمين العام السابق للجامعة عمرو موسى.
المصدر: دمشق، القاهرة