11 سبتمبر 2011 01:01
الكاتب والمخرج علي جمال، مهجوس بالمسرح بوصفه قضية أساسية في حياته، هو العامل في هذا الفضاء تحديداً، كما في حياتنا نحن المتلقين، وحياة المجتمع عموماً. هذا الهاجس يبدو في انهماكه الشديد بالعمل المسرحي، تأليفا وإخراجا وغير ذلك مما يتعلق بالعرض، حتى إنه يهتم بالتفاصيل الصغيرة فيه، فتراه يتدخل لتصميم الديكور واسينوغرافيا بصورة عامة.
علي جمال سيكون مشغولا خلال الأيام في التحضير لعرض مسرحية «الرهان»، وهي من تأليفه وإخراجه، وإنتاج فرقة حتا للثقافة والفنون والتراث، وتقديمها في أكثر من مشاركة محلية وعربية. محليا ستشارك المسرحية ضمن عروض الموسم المسرحي الذي يقام في الفترة بين التاسع عشر والتاسع والعشرين من سبتمبر الجاري، كما ستشارك المسرحية عربيا في «مهرجان المسرح الأردني» الذي يقام في العاصمة الأردنية عمان في نوفمبر القادم. وإلى ذلك فهو يقوم بالتحضير لعمل جديد للمشاركة في الدورة القادمة من مهرجان «أيام الشارقة المسرحية».
مسرحية «الرهان» كانت حازت عددا من جوائز مهرجان «أيام الشارقة المسرحية» في دورته الأخيرة، فقد حصلت على جائز أفضل إخراج وجائزة أفضل إضاءة، وحاز الممثل القدير محمود أبو العباس جائزة أفضل مسرحي متميز (من غير أبناء الدولة)، وفاز محمد إسماعيل بجائزة الممثل الأول مناصفة مع مروان عبدالله.
تحضيرات «الرهان»
في حديثه مع «الاتحاد» يبدأ علي جمال بالقول إنه في ما يتعلق بالتحضير لعرض «الرهان» ضمن عروض «الموسم» سيجري تعديلا على مشهد واحد من المسرحية، وهو أمر لا يتطلب منه الكثير من الوقت أو الجهد. وهو راض عن العمل عموما ولا يرى ضرورة لكثير من التغيير. ويضيف إن «الموسم المسرحي هو فرصة لإعادة هذا العرض الذي لم يعرض سوى في مهرجان أيام الشارقة، ولذلك هنالك ضرورة لعرضه في هذه المناسبة على مسارح الإمارات عموما، كما نأمل أن نجد فرصة لعرضه بعد الموسم في عروض جماهيرية. وهنا ثمة مشكلة تتعلق بفريق العمل والقدرة على مواصلة العرض خارج المهرجانات، فالعمل يمكن أن يكون ضمن الأعمال المحسوبة في المسرح النخبوي، ولا بد من دعم من قبل الجهات المسؤولة لمتابعة العروض جماهيريا، حيث الأمر يتعلق بشباك التذاكر وما يعنيه مما يتطلبه الجمهور».
العمل الجديد
ويلفت الفنان إلى أنه مشغول الآن بعمل جديد يود الانتهاء منه ليشارك به في مهرجان «أيام الشارقة» المقبل، ويعتقد أنه سيكون عملا مختلفا شكلا ومضمونا تقريبا عما قدمه، ولكن ضمن رؤيته المعروفة. ورفض على جمال التطرق إلى الحديث بالتفصيل عن العمل الجديد المختلف، لكنه قدم ملامح تتعلق بموضوعه وتقنيات الاشتغال فيه، وقال «الواقع العربي، وما ينطوي عليه من تحولات، سيشكل بؤرةَ النص كالجنين وروحَه. وسوف يكون هناك عمل مشغول بلغة مسرحية جديدة، لغة تمزج الفنتازيا والكوميديا والتراجيديا، وبطقوس جديدة، لتقديم رؤية فنية بأبعاد عربية وإنسانية للحوادث التي نراها. وهذه محاولة جديدة في محاولاتي للعمل ضمن البعد العالمي، وعدم الاكتفاء بالبعد المحلي. والنص الجديد سيكون بلغة فصيحة يمكن الوصول بها إلى المشاهد العربي في كل مكان.
اللغة العربية
اللغة العربية الفصيحة، والقضايا العربية، مسألتان يتمسك بهما علي جمال في عمله، معتقدا أنهما وسيلة كي يتواصل المسرح المحلي بالمسرح العربي، ويقول «أعتقد أن واحدا من أسباب الحضور الضعيف للمسرح الإماراتي في المشهد المسرحي العربي، يتعلق بموضوع اللغة والهموم، فالإغراق في تناول الهم المحلي، وفي استخدام اللهجة المحلية، يسهم في خلق عزلة لمسرحنا، والحل هو في الخروج من هذه المحلية الضيقة، حتى عندما نتناول قضايا محلية يجب أن يتم ذلك بلغة راقية قادرة على الوصول إلى العالم. ولكن هناك مشكلة تتعلق بشبه غياب للنص المقنع، كما أن هنا غيابا للممثل الذي يستطيع أداء دوره باللغة الفصيحة، ويتحول إلى الأداء الرديء وغير التلقائي، حيث الغالبية تميل للأداء بالعامية، وإذا انتقل إلى الفصيحة فهو لا يجيد مخارج الحروف مثلا، وهذه مشكلة تفقده القدرة على التواصل مع جمهوره العربي».
المسرح الإماراتي في الخارج
وردا على سؤال حول الحضور المسرحي الإماراتي في الخارج، يقول علي جمال «لقد حقق المسرح الإماراتي حضورا جيدا في الخارج، وخصوصا في مهرجانات المسرح الخليجي، وحازت الأعمال المسرحية الإماراتية جوائز مهمة في هذا الإطار. أما على مستوى المهرجانات العربية، فما يزال الحضور أقل أهمية، وذلك يعتمد على مستوى الأعمال المقدمة، فهناك أعمال قليلة استطاعت المشاركة بقوة ولفتت الانتباه على المستوى العربي. وهذا هو وضع المسرح العربي عموما وليس الإماراتي فقط».
التقنية في المسرح الإماراتي
وتناول الحديث شؤون التقنيات في المسرح الإماراتي، فقال جمال «إن هناك مشكلة كبيرة في هذا الجانب، وذلك يتعلق بمسألة مهمة تتعلق بغياب الاحتراف عن العمل المسرحي عمومان وشيوع الاجتهادات الفردية على مستوى المقترحات الفنية، الأمر الذي يجعل العناصر الفنية تكاد تكون مفتقدة، ولأن العمل لا يستوي بدون توازن وتناغم العناصر كلها، فإن الكثير من الأعمال تفشل. فنحن في المسرح الإماراتي نكاد نفتقد تقريبا إلى العاملين في التقنيات المرتبطة بالإضاءة والصوت والديكور.
المصدر: دبي