4 ديسمبر 2010 20:53
في مواجهة نادرة من نوعها في الإمبراطوريات الإعلامية الغربية، تحولت الخلافات داخل مجموعة “دومونت شوبيرج” (DuMont Schauberg ) الألمانية إلى قصة بالغة الإثارة والاهتمام من قبل الرأي العام وخاصة بعدما أطلقت عليها تشبيهات تاريخية. وبدأت الخلافات، التي أخذت تمس سمعة المجموعة النافذة، على خلفية استخدام نجل صاحب المجموعة أسماء مستعارة من أجل توجيه انتقادات لوالده في وسائل إعلام مختلفة.
الخلافات التي دبت داخل مجموعة “دومونت شوبيرج” الألمانية تطرح العديد من التساؤلات حول مستقبل هذه المجموعة التي تتخذ من مقاطعة كولونيا مقرا لها والتي تمتد جذور تأسيسها إلى القرن السابع عشر وتعتبر ثالث أكبر وأوسع مجموعة نشر وإعلام في ألمانيا.
بطريرك المجموعة
تملك “دومونت شوبيرج”(MDS) العديد من الصحف والمطبوعات الدورية، وهي تملك أيضا خارج ألمانيا، صحيفة هآرتس الإسرائيلية اليومية، إلى جانب الصحف الوطنية مثل “فرانكفورتر روندشاو” و”برلينر تسايتونج”. وتقدر عائداتها السنوية بنحو 707 ملايين يورو فيما يبلغ عدد موظفيها أكثر من 4000 شخص.
وبدأ الفرد نيفن دومونت الملقب ببطريرك مجموعة دومونت شوبيرج الإعلامية والبالغ من العمر 83 عاما مواجهة واحدة من أصعب معاركه التي نشأت عن قيام ابنه ووريثه قسطنطين بدعوته إلى الاستقالة من رئاسة المجموعة.
وبحسب صحيفة لوجارديان البريطانية فإن الابن قسطنطين (41 سنة) قد أقيل من موقعه كناشر لعدد من أبرز صحف المجموعة بعد اتهامات له بأنه أساء إلى سمعة الشركة عندما دعا والده إلى إفساح الطريق إلى رئيس “أصغر سنا واستنارة” في إشارة إلى نفسه.
وجاءت الإقالة بعد تصريحات أدلى بها صحفي يدعى ستيفان نيجيميير؛ قال فيها إن قسطنطين استخدم عشرات الأسماء المستعارة لوضع تعليقات في مدونته (نيجيميير) لانتقاد رئاسة والده للمجموعة. ونفى قسطنطين هذه الادعاءات زاعما أن أشخاصا آخرين قد استخدموا حسابه على البريد الإلكتروني. إلا أنه لم يتوان علنا عن اتهام والده بنهج تراجع النشر قائلا إنه رجل مريض ولديه قصور وعدم اهتمام بالعصر الرقمي ويمثل خطرا يهدد بتدمير مجموعة MDS.
سمعة على المحك
وضع الخلاف سمعة الشركة على المحك كما تطور إلى مطالبة قسطنطين بحصته من الإمبراطورية التي تملكها عائلتان تقدر ثروتهما المشتركة بحوالي 650 مليون يورو. وأفردت وسائل الإعلام الألمانية مساحات واسعة لهذه القصة وقد شبهها البعض برواية “بودينبروكز” التي كتبها المؤلف توماس مين في عام 1901 وهي أشبه بملحمة تتناول في ألف صفحة انهيار عائلة ثرية ناشطة في حقل التجارة. وكتبت مجلة “دي دبليو دي ال” بأن المعركة في قلب أقدم سلالة تجارية في كولونيا كانت بدأت نشاطها كطابعة لكتب الصلاة في العام 1620 تعتبر “مثيرة مثل صابون يومي” في إشارة إلى الاهتمام الواسع بتتبع أخبار الخلاف بين الوالد وابنه.
ولم يعرف الابن قسطنطين الذي كان يعمل ناشرا لصحف “كولنر ستادانزيجر” و”اكسبرس” و”ميتلدوتشيه زيتونج” بأنه أقيل من عمله في المجموعة إلا في وقت مبكر من الأسبوع الأخير من شهر نوفمبر الفائت لدى قراءته خبر الإقالة على موقع المجموعة. وبطريقة لافتة قام باختيار صحيفة التابلويد “بيلد” التابعة لشركة “اكسل سبرينجر” المنافسة لمجموعة والده للاحتجاج على ذلك والتعبير عن شكواه حيث وجه لوالده دعوة إلى “الجلوس في مقعد خلفي” أو إلى “تسديد حصتي، بحيث أستطيع إنشاء شركتي الإعلامية الخاصة”. وقدرت الصحافة الاقتصادية حصة قسطنطين بما قيمته عشرة ملايين يورو تقريبا.
ضربة معاكسة
بدورها، قامت المجموعة بتوجيه ضربة معاكسة للرد على ادعاءات الابن من خلال تصريحات مصادر مجهولة اتهمت فيها قسطنطين بأنه “غير كفء”. كما بعث دومونت الأب إلى الموظفين في المجموعة بمذكرة نفى فيها مزاعم ابنه بأنه مريض وقال: “سيكون عليكم بعد البقاء معي لزمن طويل آخر”.
ومع ذلك فإن التحقيقات التي نشرتها وسائل الإعلام الألمانية خلصت إلى أن قسطنطين هو المرشح الوحيد لخلافة والده الذي كان فقد ابنه الآخر ماركوس في 1995، بينما قالت ابنته إيزابيل التي تدير شركة للمعارض الفنية أن ليس لديها اهتمام بمصالح المجموعة.
المصدر: أبوظبي