جمعة النعيمي (أبوظبي)
أكد اللواء الدكتور جاسم محمد المرزوقي، قائد عام الدفاع المدني، أهمية الارتقاء بمنظومة العمل في قطاع الدفاع المدني تحقيقاً لاستراتيجية وزارة الداخلية الرامية إلى اتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بخفض أعداد الحرائق والوفيات الناجمة عنها، من خلال توظيف كافة الإمكانات والتقنيات الحديثة التوظيف الأمثل، وتأهيل العنصر البشري على أسس علمية وفق أفضل الممارسات العالمية، إلى جانب سرعة الاستجابة والجاهزية في مواجهة الحوادث، وتعزيز وتوحيد الجهود بين كافة إدارات الدفاع المدني الإقليمية لمواجهة المخاطر والتحديات.
وأشار في حوار مع «الاتحاد»، إلى أن قطاع الدفاع المدني بالدولة تمكن من تحقيق الريادة العالمية في معدلات الحرائق والوفيات الناجمة عنها للخمس سنوات الماضية، وفقاً للتقارير التي تصدر في بداية شهر مارس من كل عام عن منظمة CTIF العالمية.
وتحدث عن ريادة الدفاع المدني الإماراتي، وآليات رفع درجة الوعي الوقائي بين أفراد المجتمع، وطرق تطبيق المعايير العالمية للوقاية والسلامة في مختلف المواقع، كما تطرق إلى التوجه الاستراتيجي لقطاع الدفاع المدني لدعم رؤية الإمارات 2071، والخطط والبرامج الداعمة لتنمية مهارات منتسبي الدفاع المدني بالدولة، والمشاريع التطويرية لاستشراف مستقبل الدفاع المدني.
مؤشرات استراتيجية
وقال قائد عام الدفاع المدني: «إن النتائج الإيجابية التي حققها الدفاع المدني في مسرع (صفر _ 3) الخاص بخفض معدل الوفيات الناتجة عن حوادث الحريق في إمارات الدولة في تحدي الـ 100 يوم ضمن المؤشرات الاستراتيجية للقطاع، وتحقيق صفر وفيات من الحريق خلال تلك الفترة تحقق نتيجة التوجيهات والمتابعة، إلى جانب تكاتف إدارات الدفاع المدني على مستوى الدولة كافة في متابعة برنامج العمل اليومي للمراكز، ومواصلة المسح الميداني لمناطق اختصاص كل مركز، والوقوف على مكامن الخطورة، ووضع الخطط التشغيلية المناسبة، وكذلك القيام بحملات التفتيش على المنشآت والمباني للتأكد من توفر الاشتراطات الوقائية بمناطق اختصاص المراكز، فضلاً عن تكامل الجهود والتنسيق والعمل بروح الفريق الواحد لتحقيق النتائج المرجوة للحد من الحرائق وحماية الأرواح والممتلكات والمكتسبات الوطنية.
خريطة عمل
وأوضح اللواء المرزوقي أن الدفاع المدني يعمل على تكوين توجه استراتيجي لدعم الخطط التنموية طويلة الأمد لدعم رؤية الإمارات 2071 من خلال دراسة أفضل السبل لمشاركة قطاع الدفاع المدني في أكبر منظومة عمل وطنية شاملة، ووضع خريطة العمل المرتبطة بها، مشيراً إلى أن رؤية الإمارات 2071 تمتد لخمسة عقود تتضمن خريطة عمل طويلة الأمد واضحة المعالم لمسيرة قطاع الدفاع المدني يتم تنفيذها على مدار السنوات القادمة، مع متابعة ومناقشة ما تم إنجازه من خريطة العمل سنوياً وفقاً للمتغيرات والنتائج المنجزة.
وبين أن أسباب وفيات الحرائق تقع في الغالب نتيجة للاختناق بالغازات السامة، وأهمها غاز أول أكسيد الكربون والذي يطلق عليه القاتل الصامت، حيث يعد السبب الرئيسي لمعظم الوفيات، إلى جانب السلوك الخاطئ المتبع في الإبلاغ عن الحوادث، وكذلك السلوك الخاطئ من قبل البعض في تنفيذ الإخلاء وقت وقوع الحدث.
ولفت إلى أن معظم الوفيات تقع في فئة المباني القديمة وسكن العمال والمستودعات بما تحتويه تلك المنشآت من تمديدات لأسلاك كهربائية متهالكة أو غير مطابقة للمواصفات القياسية، وكذلك أجهزة كهربائية رديئة أو أجهزة لا تخضع للصيانة الدورية للتأكد من صلاحيتها للعمل، خاصة أجهزة التكييف، والسخانات، والدفايات، ومراوح الشفط، مشيراً إلى أن الوفيات الناتجة عن حرائق المباني والمنشآت يقع ما نسبته 71% منها خلال ساعات النوم ليلاً بسبب الاختناق من الغازات السامة الصادرة عن الحريق مع عدم وجود وسيلة الإنذار المناسبة، الأمر الذي يؤكد أهمية الاشتراك بمشروع «حصنتك» لحماية المنازل، والذي يهدف لتعزيز الأمن والسلامة في دولة الإمارات، وضمان سرعة الاستجابة والإدارة الناجحة للحالات الطارئة، وتوفير أعلى المعايير في مجال الكشف عن الحرائق ومكافحتها، بالإضافة إلى دقة أداء عمليات الإخلاء والإنقاذ والمكافحة.
الأنظمة الذكية
وأشار قائد عام الدفاع المدني إلى أهمية توظيف الأنظمة الذكية لتطوير قدرات وإمكانيات جهاز الدفاع المدني ورفع مستوى الأداء في المراكز، وتوحيد الإجراءات والأنظمة للتعامل مع الحوادث، وبناء قدرات استباقية تواكب حركة التطور المتسارعة التي تشهدها الدولة، وتحسين آليات العمل بوضع الخطط والبرامج الداعمة لتنمية القدرات، والاستفادة من أفضل الممارسات المحلية والإقليمية والعالمية، والعمل على تطوير مشاريع استشراف المستقبل مع قياس وتحليل ومتابعة النتائج عبر مجموعة من الإحصاءات التي يمكن من خلالها التنبؤ بالتوقعات المستقبلية لعمل الدفاع المدني، استناداً إلى معارف وخبرات وآراء خبراء الدفاع المدني محلياً وإقليمياً وعالمياً، بما يعزز من مكانة الدفاع المدني الإماراتي، ويتواكب مع تحقيق رؤى القيادة الرشيدة، ويتكامل مع الأهداف الاستراتيجية لوزارة الداخلية بأن تكون دولة الإمارات إحدى أكثر دول العالم أمناً وسلامة.
خدمات عصرية
وأكد حرص القيادة العامة للدفاع المدني على تقديم خدمات عصرية تسهم في إسعاد المتعاملين، وتوفير الوقت والجهد وإنجاز المعاملات بسهولة ويسر، من خلال تطبيق أفضل المعايير المعتمدة ضمن سياسة الجودة وفق رؤية وزارة الداخلية الرامية إلى تقديم المستوى الراقي من الخدمات لتحقيق رضا المتعاملين، وتهيئة مناخ إيجابي يعزز من علاقة الدفاع المدني مع أفراد المجتمع تحقيقاً للأهداف السامية التي تسعى القيادة الرشيدة إلى تحقيقها من أجل توفير حياة أفضل للمواطنين والمقيمين، مشيراً إلى أن الدفاع المدني حقق نسبة 100% لمؤشرات استخدام بعض خدماته الذكية من قبل المتعاملين، ما يؤكد ريادته في خدمة المجتمع بتقنيات متطورة وسهلة بعد أن جعل من شعار «خدماتنا بين يديك ورضاؤكم هدفنا» واقعاً ملموساً.
تواصل اجتماعي
عن أهمية مواقع التواصل الاجتماعي في نشر ثقافة الوقاية والسلامة بين أفراد المجتمع، أكد قائد عام الدفاع أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت ضرورة ملحة ولا يمكن أن تكتمل منظومة أي مؤسسة تسعى إلى تقديم أفضل الخدمات من دون هذه القنوات التفاعلية، ومن هذا المنطلق تعمل القيادة العامة للدفاع المدني من خلال حسابات وزارة الداخلية عبر وسائل التواصل الاجتماعي «تويتر وإنستغرام وفيسبوك» لتكون وسيلة سريعة لنشر الأخبار والتوعية، والتعريف بأنشطة الدفاع المدني والإجراءات الواجب اتباعها لتطبيق اشتراطات الوقاية والسلامة في المنشآت، ونشر الإرشادات والنصائح التوعوية التي توفر على الجمهور عناء البحث عنها لساعات وتمنحه المعلومات الصحيحة بدقة وسهولة ويسر.