تعد المخرجة فدوى مواهب أصغر مخرجة فيديو كليب وإعلانات في مصر، حيث أخرجت أول أعمالها وهي في الثامنة عشرة من عمرها، ورغم نشأتها في بيئة فنية، إلا أنها اعتمدت على نفسها تماماً.
وقالت فدوى إنها تعلمت التصوير وهي في الرابعة عشرة، لأن والدها المخرج السوري أبو المواهب كان يصطحبها معه أثناء تصويره حفلات المطربين، ثم تعلمت المونتاج في السادسة عشرة، وأخرجت أول فيديو كليب لها «حاجات علمتهالك» لتامر حسني، أثناء دراستها الجامعية، وكان عمرها 18 عاماً، وبعد ذلك أخرجت أغنية «ده ماله ده» التي حصلت عنها على جائزة أحسن إخراج من مهرجان الأغنية العربية العام 2004.
«ليلة»
وأشارت إلى أنها أخرجت بعد ذلك لإياد البيروتي أغنية «ليلة» ثم اتجهت لإخراج الإعلانات والأفلام التسجيلية، وزادت ثقة المطربين فيها وبدأوا يطلبونها لتصوير حفلاتهم وعمل مونتاج لها، وأخرجت أغنيات لريكو منها «شبرا» ولسعد الصغير، ولمحمد حماقي «مقدرش أنساك»، وحمادة هلال «آخر حاجة»، ولإيما «لا كده عاجبينه» وللسوريين خلدون ووضاح شبلي، وقامت بمونتاج البروموهات والإعلانات الخاصة بفيلم «عمر وسلمى» والأغاني داخل الفيلم، وفعلت الشيء نفسه في فيلمي «أيظن» و«شيكمارا» مع مي عز الدين.
وعما إذا كانت علاقة والدها بالوسط الفني سهلت عليها بدايتها الفنية، تقول: لا علاقة لوالدي بعملي، ورغم أنه مخرج حفلات وصاحب شركة «مواهب» للتصوير التي كونها قبل نحو 30 عاماً، وتتخصص في تصوير حفلات المطربين والأفراح والأفلام التسجيلية، وهو على علاقة صداقة قوية مع جميع فناني مصر ومنهم عمرو دياب وإيهاب توفيق وهشام عباس، إلا إنني لم أخرج فيديو كليب لأي من هؤلاء، وبدأت بالشباب حتى لا يقول أحد إنني دخلت المجال بالواسطة، ولم يحدث أن ساعدني في أي شيء، وكان فقط يريد أن يرى إلى أين يذهب رأسي؟ وفوجئ بمستواي في أول كليب أخرجته لشيماء سعيد «زيي زيك».
وأرجعت سبب دراستها للمونتاج من دون غيره إلى أنه يمنح المخرج قدرة على فهم أشياء يمكن أن تقع منه، وينمي حواسا كثيرة لديه، خصوصاً فيما يتعلق بالجرافيك.
منافسة
ولا ترى فدوى أنها في منافسة مع أحد، وتقول: أنا أول مخرجة في مصر في الفيديو كليب والإعلانات، ورغم قيام ساندرا نشأت وإيناس الدغيدي وكاملة أبو ذكري بنفس العمل، إلا أن تركيزهن منصب على السينما على العكس مني.
وبررت عدم إخراجها أفلاما روائية طويلة بقولها «للأسف المسألة لم تعد تقتصر على فكر المخرج وحده أو تحمله جميع الأشياء الفنية، حيث توجد ضغوط شديدة من المنتجين ومديري التصوير والممثلين الذين يتدخلون حالياً في كل شيء، ورغم أنه عرض على مؤخراً إخراج فيلم طويل، إلا أنني لن ادخل هذا المجال إلا إذا شعرت أن أحداً اختارني ليعتمد عليَّ اعتمادا كلياً.
وتوقفت أمام الصعوبات التي تواجهها، وقالت: بدايتي في العمل في سن صغيرة، كان يجعل الآخرين ينظرون لي على أنني طفلة، وهو ما كان يجعلني أحاول إثبات أن المسألة بالخبرة والذوق، وهذا كان تحدياً كبيراً لي، ووجودي كامرأة مخرجة في هذه السن، ويعمل تحت إدارتي نحو 120 رجلًا ما بين مدير تصوير وإضاءة وموديلز وغيرهم تتراوح أعمارهم بين 30 و50 سنة، كان يتطلب حزماً شديداً من دون عصبية أو تغيير مزاجي حتى لا يؤثر ذلك على العمل، إلى جانب أن المواعيد الفنية كلها ليلية في الوقت الذي كنت اذهب فيه للدراسة صباحاً، وكنت أتغلب على كل ذلك بالتحضير الجيد الذي اعتبره أهم مرحلة في العمل الفني.
وأكدت فدوى على وجود أدوات وعوامل كثيرة وراء نجاح أو فشل كليب ما «يمكن أن تكون فكرة الكليب رائعة والإضاءة رديئة أو الموسيقى أو صوت المطرب ليس جيداً».
وجهة نظر
وتتمنى العمل مع الجميع بقولها: العنصر النسائي يلجأ لي، لأنني كسيدة لي وجهة نظر أكثر من الرجل، وأعرف النقاط الحلوة في الأنثى، وأخرجت أشياء من تامر حسني لم يكن يتوقعها، وشيماء سعيد كانت رائعة معي أمام الكاميرا، ومي عز الدين محترفة بكل المقاييس.
وتعترف بأن شهرة الكليبات ليست كشهرة الأفلام، «لكن عملها ممتع أكثر، وفيلم واحد يمكن أن يشهرني عالمياً، لأنني أحب أن أقدم فيلماً ذا قيمة بعد دراسته بصورة جيدة، مثل مسرحيات عادل أمام التي تبقى لعقود طويلة، وأنا لم أدخل المجال من أجل شهرة أو مال، ولكن كحب استطلاع داخل المهنة نفسها.
وعن سبب سيطرة الاستسهال على سوق الفيديو كليب، قالت: أرفض العري تماماً وأعمالي ليس فيها أي شيء من ذلك.
وتوضح فدوى أن الوسط الفني يتعامل معها على أنها مصرية، «لأنني ولدت في مصر وإقامتي كلها فيها، ووالدي سوري وأمي مصرية، وأنا حاصلة على الجنسية المصرية منذ فترة طويلة، وكان الجميع يعتقد أن «مواهب» لقب، وليس اسمي الحقيقي، فاسمي فدوي أبو المواهب، ولكنني اكتفيت بلقب «مواهب».