سيد الحجار (أبوظبي)
أكد عدد من المرشحين النهائيين لدورة عام 2019 من جائزة زايد للاستدامة، أهمية الجائزة في دعم المنظمات والشركات المهتمة بنشر حلول الطاقة المتجددة في التوسع عالمياً، ورسم ملامح مستقبل أفضل للأجيال القادمة، ومساعدة المجتمعات التي تواجه تحديات وصعوبات في مجال المياه والطاقة.
وقال هؤلاء لـ«الاتحاد»، إن الجائزة تسهم في تفعيل مشاركة الشباب بشأن قضايا المياه والمشاركة في اقتراح الحلول بحيث تصبح إدارة المياه المستدامة معياراً قياسياً في المدارس والمنازل وأماكن العمل، مؤكدين أهمية جائزة زايد للاستدامة وأسبوع أبوظبي للاستدامة كفرصة كبيرة لاستقطاب الاهتمام العالمي والوصول إلى القادة وصنّاع القرار.
واجتمعت لجنة تحكيم جائزة زايد للاستدامة مؤخراً لاختيار عشرة فائزين لدورتها لعام 2019 ضمن فئاتها الخمس، وذلك من بين 31 مرشحاً نهائياً، حيث سيتم الإعلان عن الفائزين العشرة خلال حفل توزيع الجوائز السنوي الذي يقام في 14 يناير 2019 ضمن فعاليات «أسبوع أبوظبي للاستدامة».
وتسلمت جائزة زايد للاستدامة أكثر من 2100 طلب مشاركة من 130 دولة، محققةً نمواً قياسياً بنسبة 78% مقارنة بالعام الماضي، وذلك بعد إغلاق باب طلبات المشاركة في دورة عام 2019. وتسلمت الجائزة 1202 طلب في فئات الغذاء والمياه والصحة التي تمت إضافتها اعتباراً من الدورة الحالية، في حين تلقت 603 طلبات في فئة الطاقة، و295 طلباً في فئة المدارس الثانوية العالمية.
استدامة المياه
وقال فرانسوا جاكوين، مؤسس شركة 1001 فاونتينز، المرشحة للفوز بجائزة زايد للاستدامة إن «1001 فاونتينز» هي مؤسسة فرنسية تأسست عام 2004 بهدف تحسين صحة سكان المجتمعات ذات الدخل المنخفض من خلال توفير وسائل مستدامة للحصول على مياه الشرب الآمنة. وأضاف: تتعاون «1001 فاونتينز» حالياً مع 100 شريك ممثل لها يعملون وفق هذا النهج، ويتوزعون بواقع 75 شخصاً في كمبوديا و15 في مدغشقر و10 في فرنسا، ويركز مشروعنا بالأساس على توفير حلول للمشكلة الملحّة المتمثلة في توفير فرص الوصول المستدام لمياه الشرب الآمنة للسكان في المجتمعات ذات الدخل المنخفض.
وتابع: قررت «1001 فاونتينز» خوض غمار هذا التحدي بقناعةٍ راسخة تؤكد أن مفتاح الحل هو الاستدامة، إذ تكشّف لنا خلال بعثاتنا الاستكشافية وجود العديد من الآبار المهجورة والمحطات غير المستخدمة لمعالجة المياه، وهو ما يمثل إهدار ملايين الدولارات من المساعدات الإنسانية جرّاء الممارسات غير المستدامة.
وأضاف: أنشأت «1001 فاونتينز» حتى الآن أكثر من 200 كشك لتوزيع المياه في كلٍ من كمبوديا ومدغشقر لتوفير مياه الشرب الآمنة لأكثر من 500 ألف مستفيد، من بينهم 150 ألف طفل يحصلون على المياه مجاناً في المدارس.
مشاريع مجتمعية
من جهته، قال ماركوس ليم المؤسس والمدير العام لـ«إيكو سوليوشنز فور تومورو توداي»، المرشحة للفوز بجائزة زايد للاستدامة إن المؤسسة تعد مؤسسة دوليةً متخصصة بإدارة المشاريع المجتمعية وتقدم حلولاً مستدامةً لمعالجة قضايا شح وجودة المياه في المناطق المتطورة والنامية على حد سواء.
وتأسست «إيكو سوليوشنز فور تومورو توداي» في عام 2012. وحول دور جائزة زايد للاستدامة في دعم المؤسسة، قال ليم: من المؤكد أن استثمار مبلغ جائزة زايد للاستدامة من شأنه أن يعزز نموذج أعمال الشركة ويسهم في رسم ملامح مستقبل أفضل، وسيتم توظيف مبلغ الجائزة لتوسيع حضورنا الجغرافي وتحسين أنظمة إدارة المشاريع وتمويل رأس المال العامل والاستثمار في التقنيات المبتكرة.
وأضاف: ستساهم جميع هذه الجوانب في منحنا قدرةً أكبر على زيادة تأثيرنا الاجتماعي والبيئي من خلال مساعدة المجتمعات التي تواجه تحديات وصعوبات في مجال المياه والصرف الصحي، في الهند وجنوب شرق آسيا، بواقع 10 أضعاف على مدى السنوات الخمس القادمة. وبوجود المزيد من الموارد، يمكننا أيضاً توسيع نطاق عملنا ليشمل منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.
وتابع: يسعدنا العمل مع مجتمع جائزة زايد للاستدامة، بما فيهم الفائزون والمرشحون النهائيون في الدورات السابقة أو اللاحقة لتحقيق عدة نقاط مثل، تطوير نماذج عمل وسياسات تتيح التوزيع العادل والمتوازن لموارد المياه بين المستخدمين في القطاعات الصناعية والزراعية وعلى مستوى الاستخدام المنزلي. ومن شأن هذا الأمر أن يعود بالنفع على المناطق الشحيحة بالمياه كالشرق الأوسط والمناطق النامية في آسيا وإفريقيا، وكذلك توسيع نطاق البرنامج التعليمي «أكوا» لتفعيل مشاركة الشباب بشأن قضايا المياه والمشاركة في اقتراح الحلول بحيث تصبح إدارة المياه المستدامة معياراً قياسياً في المدارس والمنازل وأماكن العمل.
حلول مبتكرة
من جانب آخر، قال جان بول أجيروا رئيس منظمة «أغير انسمبليه» إن المنظمة غير الربحية قامت بإطلاق مشروع «سيف ووتر كيوب» لتوفير نوافير مياه الشرب النظيفة، وتشرف المنظمة على عمليات تركيب نوافير المياه الآمنة ضمن المجتمعات الريفية في البلدان النامية مع التركيز بشكل خاص على المدارس المتواجدة في تلك المجتمعات.
ويعمل هذا الحل المبتكر على ترشيح وتنقية المياه السطحية ومياه الآبار الجوفية لإتاحة إمكانية الوصول الفوري إلى مياه الشرب عن طريق نوافير ميكانيكية مدمجة تتسم بالمتانة والاعتمادية.
وقال أجيروا: ننظر إلى جائزة زايد للاستدامة وأسبوع أبوظبي للاستدامة كفرصة كبيرة لاستقطاب الاهتمام العالمي والوصول إلى القادة وصنّاع القرار، وفي حال ظفرت منظمتنا بجائزة زايد للاستدامة، سنكرس مبلغ الجائزة بالكامل لتصنيع وتركيب نوافير جديدة في المجتمعات الريفية حول العالم، إلى جانب تطبيق مبادرات لدعم المستفيدين المحليين.
وأكد أهمية الجائزة في توفر فرص متميزة لدعم المبتكرين بمجال الطاقة النظيفة وتشجيع الكثيرين على مواصلة الجهد لنشر حلول الطاقة المتجددة عالمياً.