8 سبتمبر 2011 23:58
أثار قرار بإزالة مقبرة “بوكيت براون” التي تعد من أقدم مقابر سنغافورة لتحل محلها ناطحة سحاب، اعتراضات المدافعين عن التراث في الدولة المكتظة بالسكان. وكشف إيرفنج براون الأستاذ المحاضر في جامعة سنغافورة الوطنية أن “مقبرة بوكيت براون تضم أقدم أنواع العمارة الصينية في سنغافورة. فالمقبرة لا تشكل حيزا لدفن الموتى فحسب، بل تعكس أيضا الماضي وتختزن الكثير من المعاني التاريخية التي غالبا ما يطويها النسيان”.
وتغطي هذه المقبرة الواقعة في تلة حرجية تقدر مساحتها بـ86 هكتارا في أحد أشهر أحياء سنغافورة، الدولة الصغيرة التي تسجل كثافة سكانية هي من الأعلى في العالم مع معدل بلغ 7126 نسمة في الكيلومتر المربع. ويتنامى الطلب على الشقق في الدولة التي تضم 5,08 مليون نسمة.
وقد أشارت الإدارة المعنية بإعادة تطوير المدن إلى أن الأولوية ستكون للحاجات الأكثر إلحاحا ومنها المساكن والبنى التحتية في ظل نقص الأراضي.
وقد أوضح المتحدث باسم الإدارة أنه “لا بد من التوصل إلى تسويات للأراضي الواجب المحافظة عليها والأخرى التي يجب استخدامها. ومن شأن تحويل المقابر في الأراضي المناسبة لبناء المساكن أن يسمح لنا بإعادة تشغيل الأراضي وتلبية الحاجات الجديدة”. ولم يتقرر بعد الجدول الزمني لتحويل الموقع.
وحسب تقارير الحكومة، تضم سنغافورة 60 مقبرة لم تعد تضيف أي قبور جديدة ما عدا واحدة. وينطبق هذا على مقبرة “بوكيت براون” التي أنشئت في بداية القرن العشرين. وحتى مقبرة تشاو تشو كانغ التي تسمح بإنشاء قبور جديدة تحدد فترة بقائها بـ15 سنة. وبعد هذه المدة، يتم إخراج الجثت وحرقها ووضعها في أجران رماد. وإذا كان حرق الجثت محظوراً بموجب الدين، تدفن الجثة من جديد لكن في قطعة أرض صغيرة.
وفي عام 1952، كانت سنغافورة تضم 229 مقبرة أغلقت غالبيتها وجرفت الأراضي لتقام عليها مبان سكنية ومكاتب وطرقات. ويذكر أن مركز “ني آن سيتي” أحد المراكز التجارية الأكثر فخامة في المدينة قد شيد مكان مقبرة قديمة.
وفي هذا السياق قال إيرفنغ براون، الاستاذ المحاضر في جامعة سنغافورة الوطنية “بالنسبة لي تشكل بوكيت براون جزءا من تراث سنغافورة وينبغي أن تعطى فرصة ثانية”.
وأضاف كيفين تان، رئيس جمعية تناضل للمحافظة على التراث التاريخي في سنغافورة “شهدنا في غضون 40 عاما تدمير أكثر من 200 مقبرة. ونظرا لضيق المساحة، كان لا بد من إغلاق بعضها لكن يمكن المحافظة على البعض الآخر”.
وتشكل بوكيت براون بالنسبة له “خير مثال على المقابر الواجب المحافظة عليها لميزتها الثقافية والتاريخية وثروتها الحرجية”.
وتغطي بوكيت براون فسيفساء أبلى الزمان ألوانها وجدران مزخفرة برسوم صينية وقصائد قديمة وتحمل اسم “ثامن عجائب سنغافورة”.
المصدر: سنغافورة