محمد عبد السميع (الشارقة)
ضمن النسخة الرابعة عشرة من مهرجان الإمارات لمسرح الطفل الذي تنظمه جمعية المسرحيين الإماراتيين، شهد قصر الثقافة في الشارقة، أمس الأول، عرض مسرحية «المهرجان» لمسرح جمعية دبا للثقافة والفنون والمسرح، من تأليف سلطان بن دافون، وإخراج حسن رجب.
تتناول المسرحية حكاية مجموعة من الشبان كانوا يعدون للمشاركة في مهرجان سيقام في مدينتهم ويتدربون باجتهاد فائق من أجل الفوز في ذلك المهرجان، أراد قائد الفريق (فاهم) أن يقدم شيئاً مميزاً، فجاء بفيل ليدخله ضمن الاستعراض الراقص الذي تؤديه فرقته، وبدت الفكرة جنونية لبعض زملائه، لكنه أقنعهم بها، على أمل أنه قد يكون سبباً في حصولهم على الجائزة، وقبل أن تبدأ البروفات التي سيشارك فيها الفيل، يختفي الفيل ولا يعرفون أين ذهب، ويصاب قائد الفريق بكآبة، ولكن زميليه باسم ونسيم يشجعانه على مواصلة البحث عن الفيل، ويذهب الثلاثة إلى خارج المدينة بحثاً عنه، ويدخلون منطقة جبلية موحشة ووعرة، ويضطرون للمبيت فيها وهم في رعب شديد من الحيوانات المفترسة، التي قد تهاجمهم في أي لحظة، ثم يكتشفون مكان وجود الفيل، ويعرفون أن عصابة اختطفته، ويضع نادر خطة لدخول مغارة العصابة، وتكتشف العصابة خطته، وتقبض عليه، لكن اثنين من الحراس تعاطفا مع نادر، وسهلا لصديقيه الدخول إلى المغارة وإنقاذ الفيل، ثم وضعوا جميعاً خطة للإيقاع برئيس العصابة. ولما قبضوا عليه أقر بجرمه، وطلب منهم أن يسامحوه وتعهد بأنه سوف يكون رجلاً صالحاً، فقرروا العفو عنه ومنحه الفرصة لكي يحقق ما تعهد به ويترك الشر.
وقد استطاع المخرج حسن رجب أن يوصل رؤيته والهدف من العرض من خلال إجادته في اختيار واستخدام الإضاءة والديكور والإكسسوارات وكل عناصر السينوغرافيا، بشكل مناسب مع مشاهد العرض، كما أعطى مساحة كبيرة لأداء الممثل للتعبير عن الموقف بالحوار والحركة، الأمر الذي ساهم في تفاعل الجمهور مع العرض بشكل كبير ومؤثر. وبالرغم من أن النص لم يبرز عناصر الصراع الدرامي بالشكل المناسب، إلا أن العرض استطاع أن يوصل رؤيته التي تحمل رسالة إنسانية تدعو إلى الخير والمحبة، وتنفّر من الجريمة، وكذلك تدعو إلى الرفق بالحيوانات، فقد كانت العصابة تسرق الفيلة للحصول على العاج منها، وبيعه بأموال طائلة.