الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

هل تنجح المحاولات التكنولوجية في تطوير "إنسان خارق"؟

هل تنجح المحاولات التكنولوجية في تطوير "إنسان خارق"؟
27 ديسمبر 2018 20:46

هل ستنجح التكنولوجيا  والذكاء الصناعي والتقدم العلمي الذي تشهدة البشرية في مختلف فروع المعرفة في تطوير "إنسان خارق"؟
سؤال بات يطرح بشكل أكثر إلحاحاً بسبب تزايد تيار ما يعرف بـ"حركة ما بعد الإنسانية".
طبعت نهاية العام الجاري بالإعلان المثير للجدل من باحث صيني عن ولادة أول أطفال معدلين وراثياً لجعلهم مقاومين لفيروس الإيدز.
ويقول رئيس الاتحاد الفرنسي لتيار ما بعد الإنسانية مارك رو إن هذا المنحى "ظهر عندما أدركنا أننا قادرون على اتخاذ خيارات طوعية للتدخل في تطورنا الحيوي بالوسائل التقنية".
لكن بعد حوالى أربعة عقود من ظهور تيار ما بعد الإنسانية لدى علماء استشرافيين في كاليفورنيا، يبدو أن هذا الاتجاه بات أقوى من أي وقت مضى. فبعدما اختارت "جوجل" توظيف أحد أبرز الأسماء العالمية في هذا المجال وهو المهندس راي كورزويل، أنشأت المجموعة فرعاً مخصصاً للتصدي لمسألة الشيخوخة (كاليكو) كما أن الملياردير إلون ماسك خاض مجال البحوث بشأن زرع الدماغ.
ويوضح بلاي ويتبي المتخصص في المعلوماتية والذكاء الاصطناعي في جامعة "ساسكس" الإنكليزية أن "بعض الناشطين في تيار ما بعد الإنسانية يوقعون الرسائل الإلكترونية التي يبعثون بها إلي بشعارات مثل: الموت بات اختياريا وأول شخص سيعيش حتى سن 500 عام موجود حاليا".
ويضيف "هم حتماً أكثر تفاؤلاً مني".
في هذا الإطار، لا يزال الطب عاجزاً تماماً عن التصدي للأمراض العصبية الانتكاسية وتراكم التجارب السريرية على مرض الزهايمر الفشل تلو الآخر، فيما تراجع أمد الحياة المتوقع هذا العام أيضاً في الولايات المتحدة ولا تزال آلام وهم الأطراف تصيب الأكثرية الساحقة من مبتوري الأطراف. كما أن بعض الدراسات يظهر أن أعلى عمر ممكن للبشر ربما وصل إلى حده الأقصى بعدما كان في تزايد حتى التسعينات.
ويقول ناتانائيل جاراسيه من معهد الأنظمة الذكية وعلم الروبوتات في العاصمة الفرنسية باريس "لا يزال هناك عوائق حقيقية أمام فهمنا للبشر"، مضيفاً "لا نتحدث سوى عن الوقت والمال مع نفينا بأننا قد لا نفهم أبداً بعض الأمور ونفينا أيضاً المستحيل العلمي".

اقرأ أيضاً... الذكاء الصناعي قد يحدث نقلة في عالم الاختراق الإلكتروني
ويبدي مارك رو أسفه للصورة السائدة التي تحصر أنصار تيار ما بعد الإنسانية بالأفراد الأكثر راديكالية. ويؤكد هذا العالم المجاز أساساً في التاريخ "ثمة أمور كثيرة ممكنة حالياً".
ومع إقراره بوجود "ثغرات في الالتزام بالمعايير" العلمية في القضية الأخيرة حول "الأطفال المعدلين وراثياً"، يشير العالم إلى أن "أنصار تيار ما بعد الإنسانية لا يعتبرون كما يفعل البعض أن تغيير الأجيال المقبلة والتأثير على الوراثة أمر مقيت".
ويضيف "لماذا النظر إلى هذا الأمر على أنه سيء حكماً؟ لم يعد هناك نقاش بشأن هذه المسائل. ثمة إدانة لكن في العمق لا يعرف السبب".
ويطالب أنصار تيار ما بعد الإنسانية بالحق في التجربة على مرضى متطوعين لأمور ممكنة تقنياً مثل زرع قرنية العين بما يسمح برؤية الأشعة ما دون الحمراء ووضع أطراف اصطناعية بلا عوائق.
ويقول مهندس البحوث في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي إدوار كلينبيتر إن "نظريات تيار ما بعد الإنسانية تعتمد على رؤى مادية جداً عن الجسم والوعي"، مضيفاً "برأي هؤلاء لا فرق طبيعياً بين الدماغ والمعالج الدقيق".
ويشير عالم الأحياء العصبية جان ماريانا إلى أن "الكائن البشري ليس مجرد فكرة أو روح بل أيضاً كائن من لحم وخلايا حية وأوعية ملأى بالدم".
وثمة مشكلة أخرى بحسب ناتانائيل جاراسيه تكمن في أن الأشخاص الذين يروجون لفكرة أن التكنولوجيا ستنقذ البشرية هم أحياناً أنفسهم أولئك الذين يبيعونها، مثل المجموعات العملاقة في مجال التكنولوجيا التي ترى في الجسم البشري سوقاً جديدة.
ويضيف الباحث "يجب عدم اتخاذ قرارات سياسية أو استراتيجية أو اقتصادية تبعاً (...) للمصالح الاقتصادية للشركات التي تعد بمستقبل قائم على الخيال العلمي وشركات ناشئة تفاخر بمنتجات ذات ميزات مذهلة".
ويلفت إلى أن "هذا الأمر قد يحيد بشكل غير مباشر بالبحث عن الحاجات الحقيقية".
غير أن أمراً واحداً يبدو موضع إجماع وهو الحاجة للتفكير في المستقبل الذي نريده والمكانة التي نجدها مناسبة للتكنولوجيا.

المصدر: آ ف ب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©