26 أغسطس 2012
تمثل جائزة الإبداع العربي ـ الإصدار الأول، ملمحاً مهماً في الانشطة التي تنظمها دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة؛ ولعلها المسابقة العربية الوحيدة التي استمرت وقتا طويلاً وحافظت على شغلها الاساس وهو اتاحة المجال للمبدعين الشباب من مختلف الأقطار العربية حتى يقدموا نتاجاتهم في الشعر والمسرح والنقد والرواية والقصة وأدب الطفل.
وعرفت ايضا كيف تكسب ثقة الشباب العربي وترعى صلتها به في مختلف دوراتها بحرصها الدائم على المعايير الفنية وقيم الجدة والابتكار والاصالة؛ والناظر إلى مسار الجائزة الآن يلحظ زيادة ملفتة في عدد المشاركين بها سواء من الذكور أو الاناث ومن كل البلاد العربية بل ان بعض دوراتها شهدت مشاركات من باكستان وتشاد!
البدايات
وكانت الجائزة أشهرت للمرة الأولى في العام 1998 بتوجيهات كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة؛ حافزا للمبدعين العرب الشباب واثراء لمواهبهم الواعدة، وخلال سنوات قليلة نجحت بالفعل في ابراز العديد من المواهب الشابة، وحققت اغلب اهدافها، والتي ليس أقلها: تمكين المبدع العربي الشاب من اسباب النشر والتواصل والحوار، وذلك عبر الفعاليات المختلفة التي تنظمها الجائزة سنوياً.
وبحسب جدول احصائي اصدرته امانة الجائزة منذ وقت فإن مجموع المشاركين في حقول الجائزة خلال الفترة 1998 من إلى 2009 وصل إلى 4902، بواقع 3766 مشاركاً و1136 مشاركة “من الاناث” اما عدد النصوص التي تمت طباعتها في مختلف حقول الجائزة فبلغ 4898 كتابا مع العلم ان الجائزة تطبع كتب المراتب الثلاث الأولى في كل حقل.
وعلى مستوى الورشة التي تنظمها سنويا دعت الدائرة العديد من الاسماء النقدية العربية المعروفة للتحاور مع الفائزين الشباب فثمة جابر عصفور وصلاح فضل ويمنى العيد ورضوى عاشور وعبد الله ابراهيم ونبيل سليمان وعلي جعفر العلاق وزهور كرام ومدحت الجيار وعمر عبدالعزيز ورشيد بوشعير وسواهم.
مقاربات أدبية
كما أن مما يلفت في سيرة الجائزة انها قاربت عبر ورشتها موضوعات ادبية عديدة، ولكن دائما حديثة: مثل “تقنيات الكتابة الابداعية” و”النقد الادبي من البلاغة غلى المناهج الحديثة” و”الاسطورة والابداع” و”الادب والتأريخ” و”الأدب واشكاليات التجنيس” و”الابداع بين الماهية والضرورة” و”المنفصل والمتصل بين الإبداع والتنظير” “السرد العربي المعاصر في مشهد العالمية”، “الأدب التفاعلي ـ النص من الورقي إلى الإلكتروني”.
وتقرأ الدائرة سنوياً مؤشرات الجائزة من حيث نسبة المشاركين، كما تستعرض توجهات الكتّاب الشباب واقطارهم وتستند عليها في تخطيط استراتيجية الدورات المقبلة.
محاور الجائزة
وقد تقرر أن تغلق الجائزة باب التقديم للدورة الحالية في الثلاثين من نوفمبر المقبل وكانت امانة الجائزة أعلنت منذ مطلع العام الجاري اسئلة الدورة الحالية في حقولها المتعددة: القصة القصيرة مجموعة قصصية لا تقل عن 12 قصة، الشعر الفصيح “لا يقل عن خمس عشرة قصيدة”. الرواية، النص المسرحي، ثم أدب الأطفال، وتخصص هذه الدورة (المسرحية الموجهة للطفل)، اما النقد فموضوعه لهذا العام (التقنيات الدرامية في البناء الشعري)، وتعلن النتائج في شهر فبراير 2013.
من ثم، تدعو امانة الجائزة الفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى في كل حقل، لحضور مراسم توزيع الجوائز في الشارقة في شهر ابريل من ذات العام، والمشاركة بورشة إبداعية علمية يشرف عليها احد النقاد المعروفين في الوطن العربي لوضع “المبدعين الشباب في قلب الرؤى النقدية الجمالية التي تُنمي إدراكهم المعرفي والجمالي للنوع الفني الأدبي الذي يمارسونه”.
تمنح أمانة الجائزة ستة آلاف دولار للفائز الأول في كل حقل و أربعة آلاف دولار للفائز الثاني وثلاثة آلاف دولار للفائز الثالث، كما تقوم بطباعة كتب المراتب الثلاث الأولى في كل حقل وتنشرها عبر قنواتها المتعددة، كما تشارك بها في معارض الكتب العربية والدولية.
يشار إلى أن الدائرة كانت اختارت للورشة العلمية المصاحبة للجائزة هذا العام (ابريل 2012) موضوع “ممكنات السرد في الرواية العربية الجديدة” من خلال خمسة محاور هي: “السردية، المفهوم والاتجاهات” و”الرواية الجديدة بين التخييل والواقع” و”المُوَجّهاتُ الخارجية للسرد العربي” و”أساليب السرد في الرواية الجديدة” و”التمثيل السردي بين الهوية الثقافية والفنية”، وذلك تحت إشراف الدكتور عبدالمطلب أحمد جبر من اليمن.
المصدر: الشارقة