أحمد مراد (القاهرة)
أكد خبراء وسياسيون في القاهرة، أن الرسائل النصية التي نشرتها صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية بين الصحفي السعودي جمال خاشقجي ومسؤولة مؤسسة قطر ماغي سالم، تؤكد بالدليل القاطع أن قطر تتبع خطة ممنهجة للإضرار بالأمن القومي السعودي، من خلال نشر الأكاذيب والشائعات والافتراءات بهدف الإساءة إلى المملكة أمام المجتمع الدولي.
كانت صحيفة «واشنطن بوست»، قد نشرت في تقرير موسع تفاصيل رسائل نصية بين الصحفي السعودي جمال خاشقجي ومسؤولة مؤسسة قطر ماغي سالم، أظهرت أن ماغي حثت خاشقجي على أخذ موقف أكثر صرامة ضد الحكومة السعودية، وقد وضعت له أطر الأعمدة التي كان ينشرها لصحيفة الواشنطن بوست واقترحت عليه مواضيع معينة.
وبحسب مجموعة ضخمة من الرسائل النصية التي حصلت عليها «الواشنطن بوست»، فإن خاشقجي تلقى مساعدة كبيرة من ماغي سالم، والتي راجعت أعماله بشكل مسبق وفي بعض الأحيان اقترحت عليه لغة معينة. كما كشفت الرسائل عن اعتماد خاشقجي على مترجم عمل في بعض المرات للسفارة القطرية ومؤسسة قطر.
وأوضح المحلل السياسي د. ثروت الخرباوي، الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية، والقيادي الإخواني المنشق، أن ما كشفته صحيفة «الواشنطن بوست» يؤكد بالدليل القاطع وجود مؤامرة قطرية تستهدف النيل من المملكة العربية السعودية والإساءة إلى صورتها أمام المجتمع الدولي، مؤكداً أن نظام الحمدين يسخر كل أدواته ومؤسساته سواء الداخلية أو الخارجية لتنفيذ خطة ممنهجة للإضرار بالأمن القومي السعودي، وقد ظهر هذا الأمر جلياً منذ اليوم الأول لتفجر قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي، حيث حاولت قطر من خلال أجهزتها الإعلامية ومؤسساتها الدبلوماسية، وفي مقدمتها «مؤسسة قطر» تدويل قضية خاشقجي، بهدف النيل من سمعة السعودية، وتعطيل حركة الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة العربية السعودية خلال الفترة الماضية.
وقال الخرباوي: خلال الأشهر القليلة الماضية، شن الإعلام القطري حملات مسمومة ضد السعودية، روج فيها لكم هائل من الشائعات والأكاذيب والافتراءات، ورغم أن سياق الأحداث أثبت زيف هذه الادعاءات القطرية إلا أن الإعلام القطري لم يخفف حدة حملاته ضد السعودية، وواصل نشر الأكاذيب والافتراءات من دون أن يشعر القائمون عليه بـ«لحظة خجل» واحدة، الأمر الذي يؤكد أننا أمام مؤامرة قطرية مدبرة مسبقاً للإضرار بالسعودية.
أما الإعلامي والبرلماني، مصطفى بكري، عضو مجلس النواب المصري، فلم يستغرب ما نشرته صحيفة «الواشنطن بوست»، مؤكداً أن ما جاء في تقرير الصحيفة الأميركية لا يضيف جديداً، ولا يكشف شيئاً غريباً، حيث إن الإصرار القطري على الإضرار بكافة دول المنطقة وبالأخص السعودية ودول المقاطعة الأخرى (الإمارات ومصر والبحرين) أصبح من أساسيات السياسة القطرية منذ أكثر من 20 عاماً، وبالتحديد مع مجيء نظام الحمدين إلى سدة الحكم في قطر، وقد زاد التآمر القطري على دول المنطقة العربية خلال السنوات السبع الماضية مع اندلاع ما يسمى بثورات «الربيع العربي».
وقال بكري: ليس بالغريب أن تحاول قطر توظيف الصحفي السعودي جمال خاشقجي لخدمة أجندتها المعادية لدول المنطقة العربية، وذلك من خلال مؤسسة قطر، وهي مؤسسة تنفق عليها الحكومة القطرية ببذخ كبير، ولها وُجود في كثير من دول العالم.
وأضاف: الرسائل النصية بين خاشقجي وماغي سالم التي نشرتها «واشنطن بوست» تأتي دليلاً واضحاً على مدى التربص القطري بالمملكة العربية السعودية، وبغيرها من دول المنطقة العربية، ومن ثم يجب على الدول العربية وبالأخص الدول الخليجية أن تتخذ إجراءات أكثر صرامة تجاه سياسة التخريب التي يتبعها نظام الحمدين.