الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مدن الملاهي توفر المغامرات الآمنة للصغار

مدن الملاهي توفر المغامرات الآمنة للصغار
7 سبتمبر 2011 00:33
للأطفال أيضا سياحتهم التي لا يضاهيها مرح وبهجة أكثر من مساحات اللعب. وعلى الرغم من أن الحدائق العامة توفر بسعتها ملاذا لتفريغ طاقة الصغار بالركض والقفز والتسلق والانحدار، غير أن لمراكز اللعب التخصصي طعما آخر. فهناك يطلق الطفل العنان لحريته بالحركة من دون رقيب يحذره حينا وينبهه حينا آخر. فالأجواء كلها ملائمة للشغب الآمن ومنسجمة مع طموحاته. فلا أطراف حادة قد تجرح عينه، ولا أرضية صلبة قد تلوي ذراعه أو تكسر قدمه. (أبوظبي) - هذا المشهد المفعم بالألوان والصاخب بالضحكات هو أفضل تجسيد لسياحة الأطفال التي وصلت إلى أوج مظاهرها خلال إجازة العيد الفائتة. فقد حققت مراكز اللعب طموحات الصغار وأشبعت رغباتهم البريئة. وكان يكفي القيام بجولة على هذه المواقع المليئة بالفرح، للوقوف عند حجم الإقبال عليها من الصغار وذويهم. ومما لا شك فيه أن مثل هذه الأفكار المنوعة ما بين اللعب والتثقيف الحر، توسع مخيلة الأطفال وتخرجهم من الأماكن المعتادين عليها إلى مواقع جذابة في محيط خارجي يبهرهم بكل معالمه. سعة المكان تتحدث نوال الشيخ وهي أم لـ3 أبناء عن اللعب في حياة أطفالها قائلة: «أعرف أنهم يعشقون الذهاب إلى الملاهي لتفريغ طاقاتهم، ولكنني أحرص في الوقت نفسه على اختيار المواقع التي تقدم اللعب في قالب من التثقيف غير الموجه بشكل مباشر». وتذكر أن صغار السن بحاجة كما الكبار إلى الذهاب إلى أماكن بعيدة تسبح فيها مخيلتهم، قائلة: «يكفي مشاهدة طفل منسجم في فك لعبة معينة وإعادة تركيب أخرى بإمعان، أو تتبع خطوات طفل آخر لا تتعب ركبتاه من التسلق والقفز حتى نقرأ المرح في العيون الصغيرة». وتذكر زينة محسن التي كانت برفقة ابنتيها في إحدى مدن الألعاب التثقيفية، أن لا شيء يتوج فرحة صغيرتيها كما تفعل الملاهي على اختلاف أشكالها. «هنا يكمن سر غريب، إذ بمجرد وصولهما إلى هذه القاعة الكبيرة انصرفتا للهو، وكأنهما كانتا في قفص وفتح أمامهما الباب». وتعتبر أنه مع انتشار مواقع اللعب في الأماكن والقاعات المغلقة، غير أنها لا توفر كلها المساحات الفسيحة التي ترضي طاقة الطفل. «لذلك فإنه من المهم عند التوجه إلى مواقع اللعب، الانتباه إلى سعة المكان خصوصا أن الأطفال يأتون برفقة أصدقائهم ممن يرافقونهم إلى هناك. كما أنهم يكتسبون الكثير من المعارف التي تساهم في تقوية شخصيتهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم». حركة حرة عدنان الشيخ حسن الذي يخصص يوما في الأسبوع لاصطحاب أبنائه إلى مراكز اللعب، يروي تفاصيل المتعة التي يراها في عيونهم وهم يلهون من زاوية إلى أخرى. «فالصغار في سن الدراسة الابتدائية، لا يمكن أن يستمتعوا في أي رحلة عائلية ما لم تحتل مواقع اللهو الحصة الأكبر منها». ويذكر أنه منذ صبيحة اليوم الأول من العيد، كان أول مكان يتوجه إليه مع العائلة، هو الباحة المغلقة للألعاب في منطقة ميناء أبوظبي. ويشير إلى أن ذلك كان عهدا قطعه على أبنائه الذين عانوا خلال شهر رمضان من المكوث في البيت خلال أيام نهاية الأسبوع بسبب الصيام. «فهم ينسون كل الوعود ما عدا تلك المتعلقة منها باللهو والمرح والركض والتسلية». ويلفت سيف النعيمي إلى أنه لا يجد مكانا يلهو به مع أبنائه غير مراكز اللعب. «فبانتظار أن يعتدل الجو يصبح بالإمكان أن يلهو الصغار في الهواء الطلق أو يلعبون بالكرة في الحدائق العامة، فإن الملاهي هي البديل الأفضل». ومع أنه يفضل أن يلعب أبناؤه في الطبيعة كنوع من الرياضة والحركة الحرة، إلا أنه مقتنع بالتغييرات التي أصابت العصر. «فاليوم هنالك مجموعة واسعة من الألعاب الإلكترونية التي تشكل جزءا كبيرا من يوميات الأطفال، ومن غير المنطق تجاهلها». ويعود ويذكر الحاجة إلى الموازنة ما بين ممارسة ألعاب الحركة التي تنشط الجسم وتفتح الذهن، وبين الألعاب التقنية التي تواكب تطورات العصر. أسرار اللون والضوء يتساءل الأهالي دائما عن الأفكار الجديدة وعن معايير السلامة في مراكز اللعب، وما إذا كان بالإمكان ترك أبنائهم يمرحون من دون رقابة. وأقصى ما يرغبون به أن يمنحوهم مساحة من الحرية بعيدا عنهم، وذلك لتعزيز حس المسؤولية لديهم من جهة، ومن جهة أخرى لجعلهم يشعرون بالرضا عن الوقت المخصص لهم وحدهم. ومن هذا المنطلق تنتشر في البلاد حاليا مجسمات لمدن صغيرة قائمة بذاتها تشكل المعنى الحقيقي لسياحة الأطفال. وهناك فإن السياح الصغار يتقمصون الأدوار المختلفة التي تناسب شخصية كل منهم. والأمر لهم بأن يختاروا أداء دور المعلمين أو الأهالي أو البائعين في المحال التجارية والسوبر ماركت الخاص بالمدينة. واللافت هنا، أن لكل شخصية زيها الخاص الذي يتلاءم مع الدور، مما يشجع على تجربة مختلف المهن والاطلاع على أدواتها. وهذه الابتكارات الحديثة تعمل في الوقت نفسه على تسلية الأطفال وكذلك على تفعيل هامش الخيال لديهم وتوسيع رقعة الإبداع الطفولي لديهم. وتورد لمى سليمان الأخصائية في مجال حدائق اللعب، أن الطفل بدءا من الأسابيع الأولى لولادته يحتاج إلى أن يحاط بأجواء حيوية تستفز فضوله وتمنحه التسلية التي يبحث عنها. وتقول: «كلما كبر الطفل، زادت حاجته إلى ولوج عوالم جديدة بغض النظر عن المكان والزمان. فالمهم بالنسبة له إشغال وقته بما يجعله يشعر بمتعة اكتشاف أسرار الحركة واللون والضوء». وتورد أن أهم ما يمكن توفيره للأطفال، هي بيئة آمنة تضم مختلف أشكال المرح. «مع ضرورة التأكيد على أن تكون الألعاب شاملة لشروط السلامة وعدم التهاون في الأمر». وهي تضع في الأولوية، ضرورة الحرص على جعل حدائق اللعب الداخلية مغلقة ومحيدة، بحيث يضمن فريق العمل المشرف على الضيوف الصغار بأنهم لن يخرجوا بمفردهم أو يتعرضوا لأي اختلاط مع الأكبر منهم سنا». أدوار خيالية يتحدث إيرا مالك، الرئيس التنفيذي لشركة «لاندمارك للضيافة» القائمة على مثل هذه المشاريع موردا أن مفهوم مراكز الترفيه يتمحور حول التعليم مع ابتسامة كبيرة على الوجه. «نحن نريد للأطفال أن يكونوا قادرين على الاسترخاء والاستمتاع بعالمهم الخاص». وهذا كان الدافع لبناء سلسلة من الأنشطة التي تمكن الصغار من لعب مجموعة من الأدوار الخيالية المتنوعة، وبعض الأدوار والأنشطة من الحياة اليومية، مثل لعبة المنزل أو «الشوبينج»، أي الذهاب إلى السوق والتبضع. وبحسب مالك، فإن المفهوم الجديد لسياحة اللعب، يساعد هذه الفئة العمرية على فهم ما يدور حولها من أمور خارج إطار البيت. «فالصغار هنا يتعلمون حسن التصرف والمشاركة، وتطوير مهاراتهم في الحديث والاتصال بالآخرين والتواصل معهم». وأهم من ذلك كله، أن الوقت المخصص لهم يمضي في بيئة صحية تتوفر فيها شروط الأمن والسلامة وسط أجواء من التسلية والمرح. وهكذا فإنه منذ لحظة الدخول إلى مثل هذه «المدن السياحية» يشعر الطفل أنه الشخصية المحتفى بها، وأنه جاء إلى هنا للتمويه عن نفسه. كما أن تقمص أدوار الآخرين يساعد الأطفال على تنمية مهاراته الأخلاقية والتعرف على مهن مختلفة. ويفتح أمامهم مجالا واسعا لتعلم صفات مختلفة مثل القناعة والإيثار وحل النزاعات والصبر. بيئة مناسبة ويشرح أخصائيو علم النفس أن سياحة اللعب ليست مجرد فرصة للتسلية، وإنما هي عنصر أساسي في تشكيل عقلية الطفل وتعزيز نموه وتطوره الذهني والجسدي والاجتماعي. فالطفل يتعلم كيف يضحك عند بلوغه الأسبوع السادس، ويتطور ميله إلى اللعب بدءا من شهره الثالث. وشيئا فشيئا يصبح اللعب جزءاً أساسياً من حياته اليومية وعملية تطوره وقدرته على استكشاف العالم من حوله. ويكون ذلك إما من خلال اختيار شكل أو وزن الأشياء الموجودة حوله، أو من خلال استخدامه ليديه وقدميه والتفاعل معهما. أما الخيال فيسيطر على الطفل في سنته الثانية، ويصبح التظاهر بالأمور المختلفة وتقمص الأدوار عنصراً أساسياً في تطوره. وهذا الأداء يساعده على فهم موقعه في العالم مقارنة بالشخصيات المختلفة التي يتقمصها في عالمه الخيالي الخاص. ويستمر هذا النوع من اللعب من السنة الثانية وحتى الخامسة من العمر وغالباً أكثر من ذلك. أما السرد اللفظي المصاحب للعب الدور، فهو إما نتاج خيال الطفل وإبداعه الخاص وإما عبارة عن حديث مر على سمعه فتذكره ورغب في تكراره. وبحسب علم النفس السريري فإن الأطفال يتطورون اجتماعياً وذهنياً وجسمانياً وأكاديمياً من خلال اللعب. والأطفال الذين ينخرطون في اللعب الدرامي يكونون أكثر قدرة على السيطرة على أنفسهم وأقل عدوانية. وكذلك تتطور لديهم مهارات القراءة والكتابة واستيعاب المفاهيم العلمية والرياضية المجردة. ومع توفر البيئة المناسبة لسياحة الأطفال، يتم تشجيع هذه الفئة العمرية على الانخراط في اللعب وتقمص الأدوار بالشكل الصحيح. وعندها، فإن أجزاء عدة من دماغ الطفل تبدأ بالعمل والتطور. غرف القفز غرف القفز العملاقة المصنوعة من مادة بلاستيكية مطاطة، والتي تنفخ ويحكم إغلاقها بما لا يحتمل تسرب الهواء تحت أي ظرف، هي أكثر الألعاب التي ترسم الابتسامة على الشفاه البريئة. والفرح الذي تمنحه للمشاغبين الذين لا يشبعون من التزحلق، تضاهي أي فرحة أخرى لأي مرفق ترفيهي آخر. وهذه الألعاب لا بد أن يشملها أفضل تصنيف بالنسبة لجهة التصنيع والتركيب والصيانة. ويتم تصميمها بطريقة مدروسة لا تحتمل الخطأ ولا تفتح مجالا لأن يكون التهور سببا لأي خطورة يتعرض لها الصغار. اقتباس الشخصيات ندخل إلى عالم السياحة لدى الصغار، فنجده عبارة عن قاعة تضم كل أنواع المغامرات التشويقية. ألوان زيتية في كل مكان، أشغال يدوية تستعمل فيها مختلف المواد، ومطبخ متكامل أشبه بقصص الخيال. يضم تفاصيل صغيرة لأدوات المائدة تشعل السعادة في القلوب الصغيرة. وأكثر ما يرضيهم أنهم يعيشون تجربة اقتباس شخصيات أصحاب المهن. كأن يمثلون دور البقال الذي يعرض بضاعته من خضار ومواد غذائية، أو دور المتسوق الذي يحارج للحصول على السعر الأنسب وهكذا. شاشات عملاقة ترتكز مراكز اللعب حاليا على الديكور المفعم بالحيوية وباحتوائه على كل ما تحتاجه هذه الفئة العمرية لتكون سعيدة.. وفي مثل هذه المواقع المخصصة للصغار توجد الشاشات العملاقة التي تعرض أمام الأطفال أفلام وثائقية تعليمية حول موضوعات تعنى بأهمية الحفاظ على البيئة من التلوث وعدم الاستهتار في استعمال المياه. وموضوعات أخرى تشرح عن الحيوانات في الغابة وكيفية التفريق بين اهتماماتها وأساليب غذائها وطرق عيشها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©