6 سبتمبر 2011 14:11
الخرطوم(وكالات) - أعلن الرئيس السوداني عمر حسن البشير الليلة قبل الماضية أن القوات السودانية “ستحسم أي انتهاكات أمنية أو عسكرية” من قبل الحركة الشعبية لتحرير السودان إثر المعارك الأخيرة بين الطرفين في ولاية النيل الأزرق بشكل خاص. ونقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية عن الرئيس السوداني قوله في ختام اجتماع عقده مع ممثلي الأحزاب السودانية “إن الدولة ستحسم أي تفلتات عسكرية من قبل الحركة الشعبية”. وأضافت الوكالة أن البشير شرح “الجهود التي تبذلها القوات المسلحة في تأمين المدن الرئيسية بولاية النيل الأزرق وتمشيطها من الخارجين عن القانون وذلك حتى تعود الحياة الطبيعية إلى ما كانت عليه”.
وقال البشير إن الدولة صبرت كثيراً على التجاوزات التى كانت تتم من قبل الحركة الشعبية، مبيناً أن الصبر هذا جاء حرصاً منا على بناء الثقة مع الحركة إلا أنها قابلت ذلك بالاستخفاف والاستفزاز أحياناً.
وجدد البشير التزام الدولة تنفيذ اتفاقية السلام الشامل، مشيراً إلى أن المشورة الشعبية في ولاية النيل الأزرق قطعت شوطاً مقدراً، وكانت نتيجتها على غير هوى مالك عقار، الأمر الذي قاده إلى إعاقة العملية، مشيراً إلى رفض المجلس التشريعي بالنيل الأزرق لخيار الحكم الذاتي. ونوه إلى الجهود الكبيرة التي قامت بها الحكومة من أجل تنفيذ الترتيبات الأمنية وتوفيق أوضاع مقاتلى الجيش الشعبى قطاع الشمال.
وأكد أن الحركة الشعبية رفضت كل هذه الترتيبات لتنفيذ مخطط تم الإعداد له بدقة، مشيداً بيقظة القوات المسلحة فى التصدى لهذه المؤامرة، وأضاف “ما جرى في جنوب كردفان والنيل الأزرق أكبر دليل على ذلك”.
وقال البشير “كنا حريصين على أن لا يتكرر ما حدث في جنوب كردفان في ولاية النيل الأزرق”. وأضاف: “المعلومات التي وردت إلينا أكدت وجود ترتيبات لعمل مماثل في النيل الازرق شبيه بما جرى في جنوب كردفان”. وأكد البشير استمرار العمل لتطبيع الحياة في ولاية النيل الازرق من خلال توفير الاحتياجات الأساسية للمتضررين من الأحداث، مشيراً إلى النزوح المحدود الذي حدث لبعض السكان في مدينتي الدمازين والرصيرص باتجاه ولاية سنار، وقال إن الدولة تسعى إلى التنسيق مع الولايات المجاورة للنيل الأزرق لتقديم الدعم والمساعدة للمتضررين من الأحداث.
وحضر اللقاء قيادات من حزب الأمة القومي والاتحاد الديمقراطي الأصل والقيادية بالحركة الشعبية تابيتا بطرس والقيادي بالحركة الشعبية اللواء دانيال كودى، وجبهة الشرق ومجلس أحزاب الوحدة الوطنية وهيئة الأحزاب والاخوان المسلمين وجماعة أنصار السنة وممثلين لأحزاب البعث العربي الاشتراكي، بجانب ممثلين للأحزاب السياسية الأخرى.
إلى ذلك، أبدت الخارجية السودانية قلقها على أوضاع الأجانب الموجودين في ولاية النيل الأزرق التي تشهد مواجهات بين قوات الخرطوم ومتمردين تابعين للحركة الشعبية- شمال السودان. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السودانية العبيد مروح “تبدي وزارة الخارجية السودانية قلقها البالغ إزاء ضمان سلامة عدد من الرعايا الأجانب الذين يعملون في مشروعات تنموية بولاية النيل الأزرق”. وأضاف “القلق أساساً على رعايا من دولة الهند يعملون في بناء طريق، وبرازيليين يعملون في محطة أبحاث زراعية، ويونانيين يعملون في مشروع يتبع للاتحاد الأوروبي”.
من جهة أخرى طالبت الكتلة البرلمانية لنواب الحركة الشعبية بالهيئة التشريعية القومية بتكوين لجنة وطنية لتقصي الحقائق حول الأحداث التي وقعت بولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق للخروج برؤية واضحة حولها. ودعت الكتلة في بيان لها أمس الحكومة والحركة الشعبية لتحكيم صوت العقل والعودة إلى طاولة الحوار لتنفيذ ما تبقى من بنود اتفاقية السلام الشامل لا سيما برتوكولات المناطق الثلاثة، وطالبت باصدار قرار رئاسي بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين، كما دعت للسماح للمؤسسات الحكومية والمنظمات الوطنية والدولية بإغاثة المتضررين.
المهدي يحذر من حرب أهلية متعددة الجبهات
الخرطوم (الاتحاد) - حذر رئيس الوزراء السوداني السابق رئيس حزب الأمة وإمام طائفة الأنصار من أن يؤدي “تدهور الحالة الأمنية في البلاد إلى احتمال انفجار حرب أهلية متعددة الجبهات”، ولم يستبعد أن يؤدي كل ذلك الى “مواجهة حادة بين السودان والأسرة الدولية”. وتبعا لهذه القراءة قرر المهدي إلغاء المشاركة في عدة مؤتمرات وفعاليات مبرمجة مسبقا خارج البلاد. وجاء في بيان وزعه مكتب المهدي أن “الحبيب الإمام اعتذر عن كل الرحلات الخارجية وأبدى اسفه للأطراف الداعية “. وأضاف البيان أن المهدي “قرر البقاء في الوطن والعمل على دعم الأجندة الوطنية للسلام العادل الشامل والتحول الديمقراطي الكامل وبلورة موقف وطني موحد”. وكان من المقرر، حسب البيان - أن يشارك المهدي في التاسع من سبتمبر الجاري وحتى الثالث عشر منه في ورشة بباريس حول الاضطرابات في العالم وحضور غداء عمل مع الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي.كما كان من المقرر ان يشارك في السابع عشر من سبتمبر وحتى الثاني والعشرين منه في ندوة بباريس حول “التجربة الأوروبية في التحول” بدعوة من معهد بيرتلسمان ونادي مدريد. وألغى المهدي المشاركة في مؤتمر في طهران في سبتمبر ايضا يخص دعوة علماء الأمة الإسلامية لدعم حركة الصحوة الإسلامية ، واعتذر ايضا عن حضور “المؤتمر الدولي الخامس لدعم الانتفاضة الفلسطينية” الذي يعقد أيضا في إيران في مطلع أكتوبر المقبل.