30 نوفمبر 2010 21:24
ثمة شوق يعتمل في قلبك وأنت تحتفل وحيداً بيوم بلادك الوطني، وأنت خارج حدود الوطن بعيداً في أقصى الشرق، وفي أرض الله الواسعة التي لا تغنيك عن وطنك مهما مثلت مدن الأرض لك من المعاني، لا يرضيك في مثل هذا اليوم أي معنى إلا إذا كان معنى للوطن..
إنه الوطن وذلك الحب المغروس في الجوف جهة اليسار ليس له شبيه ولا تفسير، فحب الأوطان يختلف عن أي حب سواه، حب الأوطان يدفعك إلى بذل الروح عندما تحين الساعة..
في مثل هذا اليوم تشعر بألم الشوق والجوى وقد تشعر بالتيه لأنك لست على تراب الوطن في يومه المجيد، وقد تصاب بأعراض ما يسمى «هوم سيك» أو أعراض الشوق إلى الوطن فتجد إن الحنين الذي يعتمل في صدرك يدفعك إلى اختصار أسفارك..
رحال مثلي كانت سمعة الإمارات دوما جواز عبوره إلى الحدود والى القلوب، ومنقذه من الموت المحدق ومن الأهوال والخطوب، يعيش من أجل حبها لأنها هي التي كونته وأعطته كل شيء وكانت سببا لما هو عليه الآن، كيف يكون بعيدا عنها في يوم ميلادها المجيد..
غير أنني وجدت أن كل شيء حولي يحتفل بطريقة أو بأخرى في الثاني من ديسمبر، ووجدت القمر يغني لبلادي في عيد ميلادها التاسع والثلاثين أغنية كان مطلعها «بك ازدانت الأرض يالإمارات وأنت الفخر والعز لكل البشر».
كثيرون من العرب في بلدانهم يفتخرون بالإمارات لأنها صانعة الأمجاد العربية، ولأنها تعكف على كتابة صفحات جديدة من تاريخ العرب، ووجدت أن الناس هنا في هذا الجزء القصي من قارة آسيا يفتخرون أن دولة الإمارات جزء من هذه القارة على اعتبار إن ما تحقق على أرض الإمارات فخر لكل الآسيويين، بل ووجدت من يقول إنه فخر لكل البشر، كما قال رفيقي القمر، على اعتبار إن ما يتحقق كل يوم يصب في الحضارة الإنسانية، وينتهي لمصلحة البشرية لأن الإمارات كانت دوما حاملة هموم البشر ساعية إلى المساهمة بفاعلية في إيجاد حلول عملية لها، لأنها أرض زرع الخير فيها وفي قلوب حكامها وهي تسعى إلى تعميم تجربتها الوحدوية على البشر من أجل سلام وتسامح يسود بين سكان الأرض..
ولأنها أرض طيبة فقد وهبها الله قادة على الفطرة السليمة عقلاء حكماء، أحبهم الناس لأن الله يحبهم ووهبهم قلوبا طيبة وعقولا رشيدة ورؤية ثاقبة بعيدة، إن ذلك دليل على حب الله لهذه الأرض ولذلك فحبها يجتاح القلوب والعقول، حفظ الله هذه الأرض وشيوخها وشعبها، اللهم آمين..
rahaluae@gmail.com