فاطمة عطفة (أبوظبي)
نظمت «مؤسسة خولة للفن والثقافة» بأبوظبي، صباح الأربعاء الماضي، ورشة عمل لتعليم «فن المنمنمات» لمجموعة من طالبات جامعة الإمارات بمدينة العين، بإشراف الفنان الكندي علي جان علي جان بور (من أصل إيراني). وتعد مؤسسة خولة منصة ثقافية وفنية أسستها حرم سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني سمو الشيخة خولة بنت أحمد خليفة السويدي، في أبوظبي. وتعمل على الاهتمام بالفنون الكلاسيكية بمختلف أنواعها، وتركز في نشاطها على إحياء فن الخط العربي بجميع مدارسه واتجاهاته وآفاق تطوره، كما تحرص على نشر المعرفة المتعلقة بكافة فنونه وأنواعه. وإلى جانب ذلك، تسعى لرعاية المواهب الشابة وصقلها ورفدها بكل معرفة جديدة.
قدم الفنان علي جان خلال الورشة عرضاً مصوراً تضمن مجموعة من اللوحات المرسومة بطريقة المنمنمات، وهي تستلهم أشكالها من ملامح الطبيعة بأزهارها وأشجارها وطيورها. ثم انتقل بالشرح من النظري إلى العملي، وحسب توجيهاته أخذت كل طالبة أدوات الرسم التي وفرتها المؤسسة للطالبات المشاركات في هذه الورشة الفنية. وكان من ناحيته يقدم نماذج لتقوم كل طالبة باختيار الشكل الذي يروقها، وتقوم برسمه بطريقتها. وبعد انتهاء الوقت المقرر لرسم الموضوعات المختارة، أخذت كل طالبة تعرض لوحتها أمام الجميع حيث يبدي الفنان المشرف بعض الملاحظات التي تغني جمال اللوحة من خلال دقة الخطوط وتناسق الألوان. وهكذا تشكلت مجموعة من اللوحات الفنية، وكل منها تحمل اسم الطالبة التي رسمتها.
وفي تعليقه لـ «الاتحاد» قال الفنان علي جان: في الواقع لا يوجد فرق، فالفن هو الفن. وتسمية منمنمات أوروبية، بينما هي في إيران فن فارسي، وفي البلاد العربية فن الزخرفة العربية. ولكن بعض الفنون تقليدية، كالفن الإفريقي أو فنون السكان الأصليين في كندا. وأضاف أن الإحساس هو المهم، فالشيء الفني الذي تشعرين به، وكيف تعبرين عنه بالريشة والألوان. وبالتالي يظهر التشكيل حسب رؤية الفنان وخياله، سواء في الفن السريالي أو الواقعي أو الانطباعي.
ومن الطالبات قالت طيف محمد: هذه أول تجربة جديدة بالنسبة لي، وقد تعلمت الكثير، وتعرفت على الفن الأصفهاني في الستينيات والسبعينيات، ما يجعلني أتابع وأقرأ أكثر عن هذا الموضوع.
كما أشارت الطالبة يمناء إلى أهمية هذه الورشة الفنية قائلة: «هذا التعليم مفيد جدا في معرفة فن المنمنمات التي نظمتها «مؤسسة خولة» ونحن نشكرها جداً على هذه الفرصة، لأننا تعلمنا أشياء جديدة، والأدوات كانت متوفرة، كما أن شرح المشرف كان وافياً إضافة إلى توجيهاته التي استفدنا منها كثيراً.
وقالت د. ستاسي كالكاووسكي: مع أني مدرسة رسم بجامعة الإمارات، إلا أني لم يكن عندي معرفة عن فن المنمنمات، وسوف أقوم بالبحث عن المزيد من هذا الفن الرائع، لكي ندخلها في منهاج دروس الرسم في الجامعة. وأشادت الأستاذة بأهمية الدور الذي تقوم به «مؤسسة خولة للفن والثقافة»، وخاصة في إغناء تجربة الفنانات وهذه الخبرة الجديدة بالاطلاع على فن المنمنمات التي كنت أظن أنها خاصة بزخرفة الكتب الدينية، لكني اليوم اكتشفت أنه فن قائم بذاته.