عدد اليوم
أحمد شعبان (القاهرة)
رفض سياسيون ورجال دين في مصر تطاول نظام الحمدين في قطر على حكيم العرب الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، وأكدوا أنه ليس بغريب أن يصدر مثل هذا التطاول ممن دعموا الإرهاب. وأشاروا إلى أن الشيخ زايد كان ولا يزال نموذجاً للحاكم العربي الأصيل، وأنه كان نصيراً لتوحيد كلمة العرب والقيادات العربية، ولم يدخل يوماً في صراع أو خلاف مع أحد، وبفطرته كان مسانداً لكل الدول العربية والآسيوية والأفريقية.
عروبية زايد
ورفض السفير محمد العرابي، وزير الخارجية المصري الأسبق التطاول الفج الذي وجهه سحيم آل ثاني في قطر بحق حكيم العرب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، مؤكداً أنه ليس غريباً أن يصدر مثل هذا التطاول ممن دعموا الإرهاب. مؤكداً أن الشيخ زايد، رحمه الله، مازال حياً في قلوبنا، وفي قلوب أبناء وطنه وقلوب العرب جميعاً. ولفت إلى أن الشيخ زايد، رحمه الله، كان عروبياً حتى النخاع، وكان يدرك بقوميته قوة الوحدة العربية، وغرس في نفوس أبناء وطنه بذور العمل العربي، لتغدو الإمارات نموذجاً يشار له بالبنان.
وأكد أن آفاق رؤية الشيخ زايد لم تقف عند حدود وطنه الإمارات، حيث أيقن أهمية الجوار والأمن الإقليمي، فساهم بدور بارز في إنشاء مجلس التعاون الخليجي، واستضافة أول قمة خليجية في العاصمة الإماراتية أبوظبي عام 1981، كما وعى قيمة العمل العربي المشترك، فساند مختلف القضايا العربية العادلة. مؤكداً أن الشيخ زايد أيضاً كان نصيراً لتوحيد كلمة العرب والقيادات العربية، ولم يدخل يوماً في صراع أو خلاف مع أحد، وبفطرته كان مسانداً لكل الدول العربية والآسيوية والأفريقية، وكان، رحمه الله، بسيطاً يمثل قدوة لشعبه وأبنائه، ومن هنا استمرت سيرته ومسيرته تتكرر في الأجيال التي نراها تحكم دولة الإمارات الفتية حتى يومنا هذا.
وقال: يجب أن يعلم هؤلاء المتطاولون أن اسم الشيخ زايد يرتبط بقامة عربية أصيلة، لها مواقف ثابتة لا تنسى في مؤازرة كثير من الدول العربية ومنها مصر في حرب أكتوبر المجيدة وفي إعادة بناء مدن القناة عقب حرب يونيو 1967، بالإضافة إلى جهوده لإعادة توحيد الصف العربي عقب غزو العراق لدولة الكويت عام 1990. ووقوفه مع قطر عندما حاول الصلح بين الشيخ خليفة آل ثاني وابنه حمد بعد انقلاب الابن على والده. مؤكداً أن مبادئ زايد وعطاءه نبع لا ينضب، وأبناؤه على الدرب سائرون، ومهما يقول الحاقدون ستظل صفحة الشيخ زايد رحمه الله بيضاء، وسيظل يسطر التاريخ بأحرف من ذهب مآثر ومواقف زايد العروبية التي لا تنسى.
زايد القدوة
واستنكرت الدكتورة داليا عراقي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، ما تفوه به التابعون لتنظيم الحمدين الإرهابي في قطر في حق رمز العروبة والأصالة والإنسانية الشيخ زايد بن سلطان، مؤكدة أن للشيخ زايد، رحمه الله، مكانة خاصة لدى العرب، وهذه المكانة نبعت من إيمانه بالعروبة لكل قضايا العرب، والتزامه بالعلاقة الاستراتيجية مع كل الدول العربية والاصطفاف معها ومنها قطر. مشيراً إلى أن الرؤية الثاقبة للشيخ زايد، وسعيه الحثيث لتحقيق الأمن والاستقرار لدى العرب، كان لها وقعها الإيجابي في ترسيخ الأمن والسلام والاستقرار لدول الجوار وبقية الدول العربية، لأنه تربى على حب وطنه وأبناء عمومته من العرب.
وأكدت أن الشيخ زايد كان قدوة ومثلاً أعلى للحكام العرب جميعاً، نظراً لمواقفه الثابتة تجاه العروبة وقضاياها وأزماتها، وكان، رحمه الله، له مكانة خاصة عند كل العرب، فلطالما كان يتقدم الصفوف لحل الأزمات العربية بحكمته الثاقبة وكان، رحمه الله، ينتصر لكل قضايا العرب وخاصة قضية فلسطين. وسطر التاريخ مواقفه الداعمة لمعارك الهوية العربية القومية.
وأشارت إلى أن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كان نموذجاً للعطاء، ونموذجاً للقائد والزعيم الذي يعمل على تحقيق مصالح وطنه وشعبه، ويعطي الكثير لأمته ووطنه، فهو بحق حكيم العرب، وكان يتميز برجاحة العقل وحبه للتعاون، وكان له إنجازات ومواقف ومآثر عديدة في المنطقة العربية، ومع الكثير من البلدان العربية. مؤكدة أن تاريخ الشيخ زايد، رحمه الله، لا يحتاج إلى من يدافع عنه ضد هؤلاء المتطاولين. مشيدة بالانتفاضة الشعبية من جميع الدول العربية على مواقع السوشيال ميديا ضد هذا التطاول الفج في حق حكيم العرب، والتي أثبتت حب زايد في قلوب الجميع تحت شعار «إلا زايد».
مواقف أخوية وإنسانية
وقال اللواء فؤاد علام، وكيل جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق: إن نظام الحمدين في قطر اعتاد الهجوم على القيادات العربية والخليجية خاصة من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، ومصر، مستغلاً في تنفيذ ذلك قناة «الجزيرة» المسيسة التحريضية. مستنكراً تطاول أحد التابعين لنظام الحمدين على رمز عربي أصيل، مثل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله.
وأكد أن الشيخ زايد، رحمه الله، كان صاحب رؤية وحكمة ورجلاً متزناً، وكان يقدر العروبة بمعناها الكامل، وكان مستعداً للذود عن أي دولة تحتاج منه أي شيء، فكان رحمه الله لا يتأخر عن مد يد العون للجميع. مؤكداً أن حكمة هذا الرجل نفتقدها نحن العرب الآن، لأنه كان له دور فعال وكبير في تجميع كلمة العرب، وكان يقوم بالصلح بين أي دولتين بينهما خلاف دون أن يهتم بالدعاية الإعلامية لتحركاته العروبية، وكان همه أن يحقق النتائج المرجوة من وراء هذا الصلح حتى تعود اللحمة الوطنية والعروبية بين الجميع، كما فعل في قطر بعد الانقلاب الناعم عام 1995 ومحاولة الصلح بين الشيخ خليفة وابنه حمد المنقلب عليه. مؤكداً أن القيادات والشعوب العربية كلها يدينون للشيخ زايد، رحمه الله، بما قدم للجميع من مواقف أخوية وإنسانية.
وأكد أن الشيخ زايد كان حريصاً جداً على أمن الدول العربية وشعوبها، وبالتالي أرسى قواعد الأمن والاستقرار في المنطقة. مشيراً إلى أن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله كان يتمتع بحكمة عربية بدوية وبعقل وفكر راجح، وكان يشعر بأنه عربي حتى النخاع. والشيخ زايد، رحمه الله، قدم للعالم العربي الكثير وخاصة مصر التي وقف بجانبها كثيراً في حرب أكتوبر عام 1973 وقدم مساعدات اقتصادية مهمة.
تطاول محرم شرعاً
ورفض الدكتور شعبان إسماعيل أستاذ أصول الفقه بجامعة الأزهر، هذا التطاول الذي وجه إلى حكيم العرب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، مؤكداً نهي الشريعة الإسلامية عن هذا الإيذاء الذي طال إنساناً في معية الله سبحانه وتعالى، مشيراً إلى أن الشريعة الإسلامية أكدت وجوب احترام الموتى من المسلمين وعدم إيذائهم، وأن الله تعالى جعل حرمة المسلم من أكبر الحرمات، امتثالاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «لا تؤذ صاحب هذا القبر».
وأكد أنه من المعلوم أن نصوص الشريعة جاءت بتحريم سب المسلم على الإطلاق ولم تفرق في النهي بين الأحياء والأموات، وشددت في الوعيد لمن سب مسلماً ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر»، وأشار إلى أن الشريعة الإسلامية أكدت النهي عن سب الأموات والوقوع فيهم بالغيبة، والنيل من أعراضهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء». وقال صلى الله عليه وسلم «لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا».
وأكد أن الشيخ زايد، رحمه الله، امتلأ قلبه بالإنسانية والخير والعطاء لكل من حوله من أهله ومن الدول العربية والإسلامية، وقدم الكثير للمنطقة العربية وليس لبلده فقط، وكان يمثل رأس الحكمة في العالم العربي، وكان سنداً راجحاً لبعض القادة في المنطقة العربية، كما أنه أعطى مثلاً عظيماً لبلد نهض في عهده، وكان رحمه الله، دائماً يسعى لعمل الخير ونشر السلام والأمن.
وتوجه إلى الله تعالى بالدعاء للشيخ زايد ولسيرته العطرة بأن يرحمه رحمة واسعة، وأن يكون عند ربه بما قدم من خير ومودة وأمن وسلام وأخوة صادقة لجميع أهله وجيرانه من الدول العربية، وأن يجد مقعده عند الصديقين والصادقين والخيرين في جنة رب العالمين، امتثالاً لقول الله تعالى: «من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى، وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون». وقال النبي صلى الله عليه وسلم، فيما يرويه عن ربه: «أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر». ثم قرأ قوله تعالى: «فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاءً بما كانوا يعملون».
