23 أغسطس 2012
تحرير الامير (الشارقة) - كثفت بلدية الذيد ممثلة بقسم التفتيش من حملاتها على المزارع المخالفة، والتي تمارس أنشطة مخالفة، ونفذت أكثر من 1000 زيارة تفتيشية على المزارع المنتشرة في الذيد، خلال الأشهر الماضية أسفرت عن تحرير نحو 100 مخالفة، وهو رقم يكشف عن انخفاض كبير في عدد المخالفات تصل نسبته الى 65 %، بالمقارنة مع الأرقام المسجلة في الأعوام الماضية.
وتهدف هذه الحملات للقضاء علي الظواهر السلبية المنتشرة في بعض المزارع، حيث يعمد بعض قاطنيها من الآسيويين إلى تحويلها الى بؤر فساد يمارسون من خلالها تجارتهم بإنتاج المادتين المخدرتين النسوار والبان، فضلا عن استغلالها كمخازن لمواد غذائية وورش عمل، وتفريغها من مضمونها الحقيقي بحسب علي مصبح الطنيجي مدير البلدية.
وأكد مصبح الطنيجي، أن حجم المخالفات قد تراجع بالفعل مقارنة بالأعوام الماضية مرجعاً ذلك الى تكرار العمليات التفتيشية، وعدم التوقف عن شنها، ما أسفر عن القضاء على بعض الظواهر السلبية والممارسات المغلوطة في تلك المزارع التي يصل عددها الى نحو 3000 مزرعة، مستدركا ان عناصر التفتيش لن تتوقف حتى تصل الى هدفها في تنظيفها، والعمل على عودتها الى طبيعتها كمزارع تمارس أدوارها المشروعة والطبيعية.
وأشار إلى أن المخالفات التي تم إدراجها بحق عدد من المزارع، تنوعت ما بين إنشاء معامل دون ترخيص، وحرق مخلفات زراعية، وتشييد أبنية من دون تصريح، وإقامة سكن عمال، فضلاً عن مخالفات تتصل بالري بالغمر،وسوء استخدام المزارع في غير محلها.
إلى ذلك أكد مواطنون أن البلدية تبذل جهودا واضحة في تقويض هذه الظاهرة التي تفرزسلبيات كثيرة على المجتمع، وقال سيف خالد - مواطن مقيم في الذيد - إن البلدية تبذل قصارى جهدها للقضاء على مشكلة المزارع، ولكن لا بد من الانتهاء من هذه القضية عبر تشديد العقوبات وتغليظها.
وطالب آخر فضل عدم الكشف عن هويته بسحب ملكية المزرعة من الشخص الذي يتهاون في تأجير مزرعته لآسيويين يعمدون بدورهم الى الإساءة للبلد الذي احتضنهم من خلال تحويل المزارع الى مصانع للنسوار وللخمور وغيرها، كما أن بعضهم يحوله الى تجمع للسهرات.
وعبرالمواطن أحمد على (صاحب مزرعة) عن إن هناك رأياً مغايراً، موضحا أن الأسباب الحقيقية وراء هجرة البعض لمزارعهم يعود الى شح المياه، ما يجعلهم يستغلوها بطرق أخرى كالتأجير، غير أنه يلوم بعض اصحاب المزارع عدم متابعة مزارعهم، والتأكد من النشاط الذي يمارس فيها.
ويؤكد مصبح الطنيجي أن البلدية تسعى الى إحكام الرقابة على المزارع المخالفة التي يجهل أصحابها تشريعات الامارة وقوانينها وقراراتها الصادرة عن المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة، والتي تنص على أن المزارع منحت للمواطنين بهدف استخدامها للأغراض الزراعية والترفيهية، ومنع استغلالها لغير الأغراض المخصصة لذلك.
ونوه الطنيجي بأن بعض المخالفات تجسدت بتحويل تلك المزارع إلى مصانع لإنتاج مادتي النسوار وألبان المخدرتين، ومخازن تضم مواد غذائية، وورشاً ومحال، كما أن البعض استغلها في بناء فلل ووحدات سكنية لتأجيرها للعمالة الآسيوية، لافتا الى أنه لم تعد هناك حالات بناء جديدة بفعل الجهود المضنية التي بذلتها البلدية بهذا الشأن، أما بالنسبة إلى المباني القائمة حالياً، فإن البلدية أعلنت عن إتاحة المجال لتعديل المباني غير المرخصة الموجودة في المزارع، من خلال مراجعة أصحابها للجهة المختصة في البلدية، وتصويب أوضاعهم لتفادي الإجراءات القاضية بإزالة أي مبنى مخالف، منوها بأن مخالفات المزارع التي تتصل بالري بالغمر انخفضت إلى حدود دنيا، حيث فرضت البلدية على المزارعين اتباع طريقة الري بالوسائل الحديثة.
وكانت بلدية الذيد قد ضبطت مؤخرا مزرعة مخالفة في مدينة الذيد يديرها عدد من الآسيويين عمدوا الى تحويلها لمصنع تفريخ دواجن، وتفقيس البيض وتربية الأفراخ من دون وجود أدنى الشروط والمعايير الصحية، كما تم ضبط بناء غير مرخص تم تحويله لسكن للعمال يضم 20 شخصاً بحسب علي مصبح الطنيجي مدير البلدية. كما تمكنت بلدية الذيد أيضاً من ضبط مصنع متكامل للطابوق، ومخزن كبير للمواد الزراعية غير مرخصين من قبل الجهات الرسمية، داخل إحدى المزارع.
ودعا الطنيجي سكان المدينة الى التعاون مع البلدية عبر الاتصال على الخط الساخن 993 الذي يستقبل الشكاوى والاقتراحات، والملاحظات على مدار 24 ساعة، وطوال أيام الأسبوع.