السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

"الإندبندنت": جرائم تنظيم المونديال دمرت سمعة الدوحة للأبد

"الإندبندنت": جرائم تنظيم المونديال دمرت سمعة الدوحة للأبد
22 ديسمبر 2018 00:08

دينا محمود (لندن)

شنت مصادر إعلامية بريطانية هجوماً وُصِفَ بالأشرس من نوعه على الإطلاق على قطر ونظامها الحاكم، بالتزامن مع إعلان السلطات الحاكمة في الدوحة قبل أيام بدء العد التنازلي لانطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، التي أُسْنِدَ إليها تنظيمها في ظروفٍ مثيرة للجدل. وقالت المصادر في تقرير مطول نشره الموقع الإلكتروني لصحيفة «الإندبندنت» البريطانية: «إنه من الممكن للغاية أن يصبح هذا الحدث الكروي «مُجللاً بالعار»»، مُشددةً على أن ما حاول نظام الحمدين فعله عبر سرقة حق التنظيم جاء بنتائج عكسية تماماً، وأن سمعة قطر ككل دُمرت بشكلٍ لا يمكن إصلاحه، برغم كل محاولاتها لاستغلال أموالها للظهور على الساحة الدولية. وشككت الصحيفة في أن تجني الدويلة المعزولة أي فوائد من وراء استضافتها للبطولة الكروية الأبرز في العالم، التي ظنت أن إقامتها على أراضيها سيعود عليها بالنفع. وشددت على أن قطر تخضع منذ القرار المشبوه الخاص بإسناد المونديال إليها لـ«تدقيقٍ مكثفٍ وصارمٍ وانتقاداتٍ ضاريةٍ، أكثر بكثير مما كانت تتوقع»، وهو ما يثير تساؤلات حول ما إذا كانت استضافتها للمنافسات في نهاية المطاف، ستؤدي إلى إنجاز هدفها الرئيس المتمثل في اكتساب القوة الناعمة.
ونقلت «الإندبندنت» في تقريرها عن باحثين وأكاديميين تأكيدهم على أن أي تغييراتٍ ستُدخلها قطر على قوانين العمل السارية فيها للإيحاء مثلاً بأنها تسعى للتصدي للانتهاكات الصارخة التي تلحق بالعمال الوافدين لن تعدو تعديلاتٍ «شكلية». وأكدت أن أكثر ما يخشاه النظام القطري هو «إجراء إصلاحٍ حقيقيٍ من شأنه إعطاء العمال حقوقهم»، قائلةً إن ذلك سيؤدي إلى إحداث فوضى في اقتصاد بني على العمالة الكثيفة وقطاعي النفط والإنشاءات، فضلاً عن أنه سيقود كذلك إلى تحويل السلطة بعيداً عن يد العائلة الحاكمة باتجاه العمالة المهاجرة كثيفة العدد. ووصف التقرير قطر بأنها دولةٌ تقوم على الفصل والعزل المجتمعي على أسس العرق والوضع الوظيفي للعاملين فيها، وأشارت إلى أن النظام الحاكم هناك يُفضل أن تبقى الحال على هذه الشاكلة. وأكد كاتب التقرير، لورانس أوستيلير، أن المونديال الكروي، الذي لم يستوعب العالم بعد أن مباراته النهائية ستُقام في شهر ديسمبر وليس في منتصف العام كما كان معتاداً على الدوام، سيكون أكثر حدث رياضي ضخم يثير الجدل، منذ دورة الألعاب الأوليمبية التي استضافتها ألمانيا النازية في برلين عام 1936، في إشارة واضحة للتشابه بين النظامين القطري والنازي.
وذكّرَ أوستيلير بما اكتنف التصويت على اختيار الدولة المُضيفة للنسخة القادمة من كأس العالم من ملابساتٍ مشبوهةٍ، أفضت في النهاية إلى أن تذهب البطولة إلى دولة صغيرة الحجم للغاية، ذات بنيةٍ تحتيةٍ رياضيةٍ محدودةٍ، بعدما تغلبت على إنجلترا والولايات المتحدة وأستراليا واليابان وكوريا الجنوبية، وكذلك على العرضين المشتركين «الإسباني - البرتغالي»، و«الهولندي - البلجيكي».
لكن السحر انقلب على الساحر، فمنذ ذلك الحين صار «نظام الحمدين»، كما تقول «الإندبندنت»، هدفاً لانتقاداتٍ وهجومٍ ضارٍ من مختلف وسائل الإعلام العالمية للعديد من الأسباب، على رأسها الاتهامات الموثقة الموجهة إلى الدوحة بدفع رشى تصل قيمتها لملايين الدولارات لمسؤولي الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» للحصول على الأصوات اللازمة لتغليب كفة الملف القطري على منافسيه في التصويت الذي أجرته اللجنة التنفيذية التابعة للاتحاد أواخر عام 2010، بجانب ما تبين من أن نظام تميم بن حمد أدار حملة دعايةٍ سوداء لتشويه صورة الدول الأخرى، التي كانت تطمح إلى نيل شرف استضافة البطولة الكروية. وأضافت الصحيفة البريطانية المرموقة في تقريرها أن ملف الجرائم المُرتكبة بحق العمالة الأجنبية في قطر، شكّل كذلك أحد الأسباب التي فضحت حقيقة النظام الحاكم هناك، في ضوء أن هؤلاء العمال «يكدحون في درجة حرارةٍ تصل إلى 50 درجةٍ مئوية، وتُسحب منهم جوازات سفرهم، ويعيشون في بؤسٍ، ويُجردون من الحقوق الأساسية للإنسان». وألقت «الإندبندنت» الضوء في هذا السياق إلى تقديرٍ صادمٍ يفيد بأن عدداً من سيلقون حتفهم في صفوف العمالة الوافدة المُشاركة في تشييد المرافق الخاصة بإقامة المونديال الكروي المقبل، سيصل إلى 4 آلاف قتيل بحلول موعد انطلاق البطولة في نوفمبر 2022، وهو ما يعني أن أولئك العمال الذين جاءوا غالباً من الهند ونيبال في رحلةٍ بلا عودة وهم مفعمون بالأمل الزائف سيعودون إلى أوطانهم جثثاً هامدة. ونقلت الصحيفة عن قياديٍ نقابيٍ نرويجيٍ قوله مؤخراً: «إذا كنا سنقف دقيقة صمتٍ حداداً على كل عاملٍ مهاجرٍ توفى بسبب الإنشاءات الخاصة بمونديال قطر، فإن ذلك يعني أن أول 44 مباراة في البطولة ستُلعب في أجواءٍ من الصمت والسكون».
وأعربت «الإندبندنت» عن دهشتها إزاء عجز عددٍ من الشخصيات الأكثر نفوذاً في قطر، عن توقع الحملات الإعلامية الغاضبة التي تواجه بلادهم حالياً على خلفية ما يشهده ملف استضافة كأس العالم من انتهاكاتٍ، قائلةً: «إن تلك التغطية «فاجأت بعضاً من هؤلاء ممن فشلوا في توقع عمق عمليات التدقيق التي ستواجهها الدوحة» عندما يُمنح لها حق التنظيم». وأشارت إلى أن هذا التحقق والتدقيق أديا إلى أن «تُدمر صورة قطر، على نحوٍ يدفع المرء للتساؤل عن طبيعة ما يأمل هذا البلد الآن في تحقيقه من وراء استضافته للبطولة».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©