3 سبتمبر 2011 23:17
لا شك أن العمل في بيئة يطغى عليها التوتر ويسودها الضغط الدائم يجعل صحة الإنسان سريعة الاعتلال ومعنوياته سهلة التأزم. وهذه فرضية دعمتها دراسة حديثة أظهرت أن الأعمال والوظائف المُجهدة والمُرهقة للأعصاب لها صلة وثيقة بعدد الزيارات التي يقوم بها الشخص للعيادات والمشافي مقارنةً بالأشخاص الذين يعملون في بيئات أقل توتيراً وإرهاقاً.
ونُشرت هذه الدراسة في العدد الأخير من مجلة «بي إم سي» للصحة العامة، وكانت قد شملت مجموعةً تتكون من 29,110 عمال كنديين ممن كانوا جزءاً من الاستطلاع الوطني حول صحة السكان خلال الفترة ما بين 2000 و2008. وعاين الباحثون أولئك الذين يعملون في بيئات عمل عالية التوتر ومتوسطة التوتر والأقل توتيراً وإرهاقاً، وسألوا كل واحد من هذه الفئات الثلاث عن عدد المرات التي يزور فيها الطبيب العام أو الخاص. فوجدوا أن الأشخاص الذين يعملون في بيئات عمل متوترة زاروا عيادات الأطباء الممارسين العامين أكثر من غيرهم بنسبة 26%، وزاروا الأطباء المتخصصين بنسبة 27% أكثر من الأشخاص الذين يعملون في بيئات قليلة التوتير.
أما أفراد الفئة الوسطى التي تضم العاملين في بيئات متوسطة من حيث التوتير وإرهاق الأعصاب، فقد كان النساء فيها هن الأكثر مراجعةً للأطباء وليس الرجال. ويُعلل الباحثون هذا بالقول «قد يكون ذلك راجعاً إلى اختلاف الرجال عن النساء في مدى القدرة على تحمل الضغوط ومسببات التوتر والتكيف معها». وقال الباحث مصباح شرف «يوجد دليل علمي ثابت يُفيد بأن التوتر يمكنه التأثير بشكل سلبي على النظام المناعي للفرد ومن ثم مضاعفة مخاطر إصابته بالأمراض». ويُضيف «العديد من الدراسات ربطت بين التوتر وآلام الظهر وسرطان القولون والأمراض المعدية ومشكلات القلب وصُداع الرأس والسكري. والعمل في بيئة يسودها التوتر يزيد من حالات اللجوء إلى تبني عادات وسلوكات ضارة بصحة الإنسان مثل التدخين أو تعاطي المخدرات أو الكحول، كما يُثبط العاملين والموظفين عن القيام بسلوكات صحية من قبيل الرياضة واتباع نظام غذائي خال من الدهون والسكريات، وذلك بسبب سوء مزاجاتهم نتيجة توتر العمل .
وقال بعض الملاحظين تعليقاً على نتائج هذه الدراسة إن العمل في بيئة يسودها التوتر له تأثير أخطر مما توصلت إليه الباحثون، فالتوتر له مفعول أعمق وأكبر وهو يضطلع بجزء من المسؤولية في معظم الأمراض التي تُصيب الإنسان الذي يُرزى بمصيبة العمل في بيئة «مُوترة»، بما فيها السرطان وأمراض القلب والأمراض المزمنة.
عن «واشنطن بوست»
المصدر: أبوظبي