مصطفى الديب (أبوظبي)
«المبدعون» على «المستطيل الأخضر» عملة نادرة في دنيا «الساحرة المستديرة».. ومن «حُسن الطالع» أن دورينا يملك لاعباً صاحب مهارة خاصة، وعندما تصله الكرة يتعامل معها وكأنه رسام يمسك بـ«ريشة» الإبداع.
إنه خلفان مبارك نجم الجزيرة والمنتخب، وأحد اللاعبين الذين ينتظرهم مستقبل أكثر إشراقاً في الكرة الإماراتية، وعندما يكون في حالته، وتبتعد عنه الإصابات، فإن الجماهير تصبح على موعد مع «المتعة والجمال»، وخاصة أنه لاعب من طراز فريد يملك «كوكتيل مهارات»، تمكنه دائماً من إدخال البهجة والسعادة على قلوب المشاهدين.
ويملك خلفان قدم فنان ويرسم بـ«الساحرة المستديرة» ولا يراوغ بها فقط أو يسجل مثل غيره من اللاعبين، فعندما يقرر المراوغة، تكون على طريقته الخاصة، وعندما ينوي التسجيل يكون بـ«بصمة» لا يملكها إلا عدد قليل من اللاعبين.
لعب خلفان 12 مباراة مع الجزيرة هذا الموسم، وغاب عن عدد من المواجهات بسبب «لعنة الإصابات» التي أفقدته الكثير من مستواه، إلا أنه عندما قرر العودة عاد من «الباب الكبير»، وتحديداً مباراة شباب الأهلي، في قمة «الجولة 16» لدوري الخليج العربي، وسجل هدفاً من نوع ونكهة خاصة ومهارة متقنة يجيدها الموهوبون فقط.
بهدوء شديد وكأنه يتحدث مع الكرة تسلم اللاعب «25 عاماً»، تمريرة رائعة من «القناص» مبخوت، وسدد الكرة بطريقة لم يجد ماجد ناصر حارس «الفرسان» أمامها، إلا مشاهدة الكرة وهي تسكن شباكه، ومتابعة الهدف مثل باقي المتفرجين في المدرجات وأمام الشاشات، لكن بحسرة المنافس وليس فرحة العاشق.
هدف رسام «فخر أبوظبي» هو الرابع له هذا الموسم حيث لم يسجل كثيراً كعادته، وهو الهدف 24 له في دوري الخليج العربي منذ بدأ مشاركاته مع الجزيرة.
قال خلف سالم لاعب الجزيرة السابق، إن خلفان مبارك من نوعية خاصة، ومن اللاعبين الذين يتعاملون مع الكرة على أنها عشق لا مهنة، مؤكداً أنه يعاني من معاندة حظ بسبب الإصابات التي تلاحقه وتمنعه من مواصلة التوهج، وشدد على أن أكثر ما يميز لاعب الجزيرة أنه يجيد الصناعة والتسجيل في الوقت نفسه، وفي الأساس هو صانع لعب مهاري، ولكن عند الحاجة يحاول البحث عن حلول، من خلال اختيار أماكن رائعة، وقت امتلاك فريقه للكرة، والهجوم على المنافسين.
وأشار إلى أن خلفان يشكل ثلاثياً نارياً مع عموري ومبخوت، شرط أن يكونوا في حالتهم، مؤكداً أن الثلاثي هو الأقوى في الدوري، حال كانت الأمور طبيعية بلا إصابات.