28 نوفمبر 2010 20:41
حين يميل ميزان النهار وتبدأ الشمس رحلة البزوغ يتسم الطقس بالنسيم العليل والحرارة المعتدلة، ويتوالى ظهور أسراب من طائرات بأشكال متنوعة تزين سماء أبوظبي بألوانها البديعة وحركاتها الرقيقة التي تعانق أحلام الصغار وذكريات الكبار في جو من التسلية المرحة.
رحلات مشوقة
تؤمن هذه الطائرات الورقية للكثيرين رحلات شيقة وشعورا كبيرا بالحرية والانطلاق بكثير من المتعة وقليل من المال، لأنها لا تدفع أجورا للمطارات ولا رواتب للطيارين والمضيفات، بل تقوم برحلاتها على خطوط وهمية لا تلتزم بمواعيد الهبوط أوالنزول ولا تنقل المسافرين أو البضائع، لأنها ببساطة طائرات ورقية يحبها معظم الأطفال ويلهون بها بمشاركة الكبار أحيانا. وتحلق الكثير من تلك الطائرات الورقية الملونة والمزخرفة في أجواء الحدائق أو على شاطئ البحر في ساعات المساء، ثم تتلاشى أسرابها وتعود إلى أدراجها تدريجيا لتختفي عند هبوط الليل وانسحاب الطيارين الصغار. وبات مشهد عشرات الطائرات وهي تنتشر أمرا مألوفا، خاصة أثناء العطل، حيث يجدون في صنع الطائرات الورقية واللعب بها في الهواء الطلق متنفسا لهم بما توفره لهم من متعة وتسلية غير مكلفة. حيث تتوفر هذه الطائرات بنوعيات ونماذج مختلفة مصنوعة من الورق أو النايلون، وتباع في الكثير من الجمعيات التعاونية بسعر زهيد.
فرحة الصغار
يعبر الطفل سلطان أحمد ذو السنوات العشر عن سعادته باللعب بالطائرة الورقية، ويقول «في كل زيارة إلى الحديقة التي بالقرب من المنزل أجلب معي الطائرة الورقية لألعب بها وأشارك أصدقائي في أن تحلق في عنان السماء». ويضيف «أثناء تحليق الطائرة الورقية أحاول أن تعلو أكثر في السماء وذلك بمساعدة والدي».
ويشاركه زميله ماجد عبدالله (11سنة) المتعة، ويقول وهو يركض بطائراته الورقية لتحلق «في نهاية الأسبوع أجلب أنا وأخوتي طائراتنا الورقية التي تتزين بالكثير من الرسومات والأشكال. بينما باسم عبدالباري (16سنة)، الذي كان منهمكا في السيطرة على طائرته بعد أن أطلقها في الهواء فيقول «أنا طيار ماهر لأنني تلقيت الكثير من التدريبات على كيفية طيران الطائرات الورقية منذ كان عمري عشر سنوات، وكان ذلك بمساعدة ابن عمي».
بائع الطائرات
يقول اختر شريف، بائع طائرات ورقية في إحدى حدائق أبوظبي «مع اعتدال الجو وخروج الكثير من الأسر والعائلات إلى الحدائق وشاطئ البحر تهافت الكثير من الأطفال على شراء الطائرات الورقية الملونة والمزخرفة بأشكال وألوان وأحجام مختلفة».
ويتابع «من أجل إدخال الفرحة والسرور في قلوب الأطفال يسعى الكثير من الأهل إلى شراء تلك الطائرات الورقية من أجل الاستمتاع بها والتحليق بها في السماء، وهي هواية يحبها الكثير من الصغار والكبار والبعض قد يلعب بتلك الطائرات لساعات طويلة دون كلل أو ملل بل يساعدهم الأهل في رفعها إلى أعلى وقد تملك العائلة الواحدة أكثر من 4 طائرات ورقية مختلفة الأشكال والأحجام».
وحول سعرها، يقول شريف «يختلف السعر بحسب الحجم فالطائرات الصغيرة يصل سعرها إلى 5 دراهم، بينما الكبيرة يصل إلى 15 درهما وأكثر، وقد تختلف فيها النقوش والرسومات ما بين شخصيات كرتونية أو أشكال حيوانات أو ألوان زاهية».
منافسات في الفضاء//
في إحدى الحدائق العامة كان أطفال يستمتعون بإطلاق طائراتهم في الجو يساعدهم بعض الآباء والأمهات، ومنهم أبو خالد الذي يتذكر أيام طفولته قائلا إنه كان يصنع الطائرات له ولإخوانه وأصدقائه بمهارة. ويلفت إلى أن العديد من دول العالم تشهد منافسات وبطولات للطائرات الورقية تتخذ أشكالا مختلفة، مشيرا إلى ظهور رياضة جديدة تسمى حرب الطائرات الورقية ولها عشاق وأبطال ومشجعون وبخاصة في اليابان وكوريا، وتشارك فيها عادة طائرات ورقية صغيرة قوية وسريعة الحركة وتقوم البطولة على إسقاط طائرة الخصم بقطع حبلها.
ويوضح أبو خالد أن أسعار الطائرات التي يبيعها تختلف باختلاف الحجم والمنشأ ومادة الصنع ونوعية الخيط ومقدار الزخارف والألوان المستخدمة في صنعها. لكن بعض الأطفال وحتى الكبار يفضلون صناعة نماذج خاصة بهم وتعبر عن شخصياتهم. إلى ذلك، يقول الطفل بلال أحمد إنه يشترى الورق الملون وأعواد الخيزران (البامبو) والخيوط والمادة اللاصقة ويصنع طائراته بنفسه دون مساعدة من أحد ويتسلى بها ويبيعها لأطفال الحي.
المصدر: أبوظبي