الخميس 21 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

ناطحات سحاب الدوحة لن تخفي تأثيرها الشيطاني

ناطحات سحاب الدوحة لن تخفي تأثيرها الشيطاني
7 فبراير 2019 01:01

دينا محمود (لندن)

انطلقت في واشنطن عصر أمس فعاليات مؤتمرٍ يستهدف فضح الدور التخريبي للنظام القطري على الصعيدين الإقليمي والدولي، ومحاولات الدوحة التظاهر بإقامة علاقات تحالفٍ مع الولايات المتحدة، في الوقت الذي تمد فيه الجسور مع التنظيمات الإرهابية التي تناصبها أميركا العداء، ويوفر لها «نظام الحمدين» الدعم المالي والتغطية الإعلامية المُحابية لها، فضلاً عن الملاذ الآمن لقادتها وكوادرها.
وعُقِدَ المؤتمر -الذي نظمه «منتدى الشرق الأوسط» وهو مركز أبحاثٍ أميركي مرموق- تحت عنوان «قطر: حليفةٌ للولايات المتحدة أم خطرٌ عالميٌ؟، ويُفترض أن تكون فعالياته قد اختتمت في ساعةٍ مبكرةٍ من فجر اليوم بتوقيت الإمارات، بعدما عقد جلساته على مدار نحو ثماني ساعات، بمشاركة أعضاء بارزين في الكونجرس وخبراء مخضرمين في مجال السياسة الخارجية، بجانب نجوم رياضيين كذلك، وخاصةً في مجال كرة القدم في ضوء فضائح الرِشى والفساد التي تحيط بملف نيل الدويلة المعزولة حق تنظيم النسخة المقبلة من بطولة كأس العالم لكرة القدم.
ومن جهته، أكد جريج رومان مدير المنتدى -الذي تأسس عام 1990 وأصبح مؤسسةً مستقلةً بعد ذلك بأربع سنوات- أن الكيل قد فاض والوقت حان لإنهاء «اللعبة المزدوجة التي تمارسها قطر»، مُشدداً على أن الأموال التي تنفقها الدوحة في كل حدبٍ وصوب لن تخفي حقيقتها والخطر الذي تمثله على العالم.
وقال رومان في هذا الشأن: «ناطحات السحاب (القطرية) المتلألئة لن تخفي نفوذها الخبيث. فهي تتحالف في الشرق الأوسط مع الدول المتطرفة.. أما في الغرب، فهي تنشر الأيديولوجية المتشددة، وتدير حملاتٍ للتأثير في الدوائر التي تظن أنها قادرةٌ على لعب دور في عملية صنع القرار في الدول الكبرى في العالم».
وفي هذا الإطار، شملت الملفات التي طُرِحت على طاولة البحث خلال المؤتمر، الجهود المحمومة التي يبذلها النظام القطري لحشد الدعم لنفسه على الساحة السياسية والاقتصادية الأميركية بجانب حملته المشبوهة لشراء ولاءات الشخصيات النافذة في الدولة الأكبر في العالم، وهي الحملة التي كبدت الميزانية القطرية أموالاً هائلةً بلغت -بحسب السجلات الخاصة بوزارة العدل الأميركية- 24 مليون دولار منذ بداية عام 2017، مُقارنةً بإجمالي 8.5 مليون دولار خُصِصَتْ للهدف ذاته خلال عاميْ 2015 و2016 بالكامل، أي بزيادةٍ قدرها ثلاثة أضعاف تقريباً.
كما تضمن جدول أعمال المؤتمر -بحسب ما نشره موقع الجهة المنظمة على شبكة الإنترنت- بحث التمويل الضخم الذي يخصصه «نظام الحمدين» للجماعات الإرهابية والمتشددة في مختلف أنحاء منطقة الشرق الأوسط، وعلى رأسها جماعة «الإخوان» الإرهابية والمجموعات المرتبطة بتنظيميْ «القاعدة» و«داعش» في سوريا والعراق ودولٍ أخرى، على الرغم من استضافة قطر لقاعدة «العديد» -كبرى القواعد العسكرية الأميركية في المنطقة- وهي القاعدة التي يستخدمها الجيش الأميركي لشن هجماته على المسلحين المنتمين لتلك المجموعات نفسها.
ويتطرق المؤتمر أيضاً -وفقاً للمنظمين- إلى حملة القرصنة والسطو الإلكترونييْـن، التي وقف النظام القطري وراءها وكُشِفَ عنها النقاب مؤخراً في الولايات المتحدة. واستهدفت الحملة نحو 1200 شخصيةً أميركيةً على الأقل، بينهم مناصرون للرئيس دونالد ترامب ومنتقدون له، مثل رجل الأعمال البارز الداعم للحزب الجمهوري إليوت برويدي، ومتبرعين للحزب نفسه، فضلاً عن نشطاء في الحزب الديمقراطي، ومسؤولين في وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي آيه».
ويواصل القضاء الأميركي في الوقت الحاضر نظر دعوى مرفوعة من برويدي ضد عملاء قطر المتورطين في هذه الحملة، وعلى رأسهم المبعوث الأممي السابق إلى اليمن جمال بن عمر، الذي تؤكد وثائق أنه ضالعٌ في عملية التعامل مع المعلومات -التي تم السطو عليها من حسابات شخصياتٍ مناوئة لنظام تميم بن حمد- وتسريبها إلى وسائل الإعلام الكبرى في الولايات المتحدة بعد تحريفها، في محاولةٍ لتشويه سمعة خصوم الدوحة، والادعاء بأن مواقفهم المناهضة لها ترمي لتحقيق مصالح شخصية.
وقال الموقع الإلكتروني لـ«منتدى الشرق الأوسط»، إن المؤتمر -الذي تشارك في تنظيمه مؤسساتٌ مثل المنتدى الإسلامي الأميركي للديمقراطية ومؤسسة «نزاهة الرياضة»- يتناول علاقات التحالف الوثيق الذي يجمع قطر مع دولٍ مثل تركيا وإيران، وهما الدولتان اللتان قدمتا دعماً واسع النطاق لـ«نظام الحمدين» منذ فُرِضَت ضده إجراءاتٌ صارمةٌ من جانب الدول العربية الأربع الداعمة لمحاربة الإرهاب (السعودية والإمارات ومصر والبحرين) في يونيو 2017، بما شمل قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والتجارية، وإغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية.
وفي إشارةٍ إلى مخاوف المنظمين من أي اعتداءاتٍ يقف وراءها النظام القطري أو يسعى لتنفيذها عملاؤه ضد المجتمعين، أعلن المنتدى على موقعه أنه لم يُسمح بحضور الجلسات سوى لمن تلقوا دعواتٍ لذلك فحسب، وأنه وفر روابط على شبكة الإنترنت لمن يريد متابعة الفعاليات عن بعد.
وكان مؤسس المنتدى الكاتب والمؤرخ الأميركي دانييل بايبس قد استبق المؤتمر بالتأكيد على أن العالم العربي يشهد في الوقت الراهن بقيادة دول «الرباعي» صحوةً ضد قطر وسياسات نظامها الحاكم. وأشار إلى أن الوقت قد حان لأن تستفيق الدول الغربية بدورها، وتدرك حجم التهديد الذي يمثله النظام الحاكم في الدوحة، واصفاً قطر بأنها من بين أكثر دول العالم شراً على الإطلاق.
وكشف بايبس أن المؤتمر الذي نظمه منتداه استهدف تسليط الضوء على الدور التخريبي القطري على الصعيدين الإقليمي والدولي. وأشار في هذا السياق إلى شبكة العلاقات التي ينسجها «نظام الحمدين» منذ سنواتٍ طويلة، مع الجماعات الإرهابية والمتشددة في مناطق مختلفة من العالم العربي، مثل تنظيميْ «أحرار الشام» و«جبهة النصرة» في سوريا، و«سرايا الدفاع» في مدينة بنغازي الليبية.
أما في الغرب، فقد كشف بايبس أن النظام القطري يتبنى استراتيجيةً لبسط النفوذ، تعتمد على تمويل جمعياتٍ تتظاهر باهتمامها بالشؤون الدينية، وتشارك في الوقت ذاته في تظاهراتٍ مدفوعة الأجر تخرج في بعض العواصم الغربية لإبداء الدعم لسياسات «نظام الحمدين» في وجه الانتقادات الحادة التي تلقاها من مختلف الاتجاهات.
ويعتبر «منتدى الشرق الأوسط» المُنظم للمؤتمر أن الأنظمة الاستبدادية والإيديولوجيات المتطرفة في هذه المنطقة -مثل النظام القطري وأفكاره المتشددة- تمثل مصدراً رئيساً للمشكلات التي تواجه الولايات المتحدة، وهو ما يحدوه للمطالبة بأن تتخذ الإدارات الأميركية المتعاقبة «إجراءاتٍ إيجابيةً» في هذا الشأن من أجل حماية الأميركيين وحلفائهم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©