لكل بطولة ضغوطها النفسية، التي تتطلب تعاملاً خاصا من المدربين واللاعبين والجهاز الإداري مروراً بالجماهير وانتهاء بالإعلام، غير أن بطولات الخليج تختلف عن غيرها في نوعية الضغوط التي تشكلها على الجميع وبخاصة المدربين الذين يجدون ضغوطاً من كل حدب وصوب.
وشهدت البطولة الحالية انفلاتات “عصبية” بالجملة صدرت عن مدربي المنتخبات المشاركة بصورة أثارت الدهشة وعكست مدى المعاناة النفسية والضغوط التي تسببها مباريات البطولة للمدربين على وجه التحديد خاصة مع اقتراب الجولة الأخيرة في التصفيات والتي ستحدد إلى حد كبير أسماء المنتخبات المتأهلة للدور قبل النهائي.
وكانت المؤتمرات الصحفية التي تعقد عقب نهاية كل مباراة شاهدا على صدامات غريبة قام بها مدربون لم يتمالكوا أعصابهم بالشكل الكاف للرد على أسألة الإعلاميين والصحفين المكلفين بالتغطية.
وشهد اليومان الماضيان أكثر من حالة انفلات عصبي لمدربين حيث أشتبك الفرنسي كلود لوروا مع صحفي عماني وأتهمه بالكذب وكاد الأمر يتطور ليخرج عن السيطرة لولا تدخل العقلاء بعدما سألة الصحفي سؤالا رأي المدرب أنه مستفز، ويعاني لوروا من عدم قدرته على التواصل مع الإعلام بصورة جيدة خاصة قبل البطولة.
ويعيش المدرب الفرنسي مع المنتخب العماني لحظات صعبة ولا يغفر له الجماهير أو الإعلام زلة الخروج من التصفيات المؤهلة لكأس آسيا ودخول الكويت بدلا منه وهو ما كان أشبه بالصدمة التي نزلت على الجميع ، لوروا يرفض إجراء أي حوارات صحافية أو الإدلاء بأية تصريحات خارج المؤتمرات الصحافية ودائما ما تراه عصبيا داخل الملعب أو خارجه.
وعلى نفس النهج سار المدرب البحريني سلمان الشريدة الذي هاجم مجموعة من الصحفيين على هامش المؤتمر الصحفي الذي عقد عقب مباراته التي خسر فيها أمام نظيره العراقي.
ورأى الشريدة أن أسئلة الصحفيين غير منطقية وكاد أن يشتبك مع أحدهم لأنه طالب بالتوقف عن انتقاد الأسئلة التي توجه إليه وبالتالي ضرورة الرد عليها فقط وهو ما أغضب الشريدة الذي حاول أن يهم للتعدي على الصحفي ولكن تدخل العقلاء أيضاً لتهدئة الموقف في الوقت المناسب، ومع استئناف المؤتمر شعر المدرب البحريني أنه تجاوز في حق الإعلامي فتوجه إليه معتذرا مقبلاً رأسه.
أما الألماني سيدكا مدرب المنتخب العراقي فيتعامل بهدوء مع البطولة ولكنه يتبع طريقة واحدة لا تتغير حيث يكذب كل ما يوجه له خلال المؤتمرات الصحفية ولا يفضل الحديث مع الإعلام بصورة مباشرة.
صدام مختلف
ودخل كلا من الفرنسي ميتسو مدرب المنتخب القطري والبرتغالي بيسيرو مدرب الأخضر السعودي صداماً من نوع آخر حيث أتخذ كلاهما موقفاً من إعلام المنتخب الذي يدربه قبل وأثناء البطولة بسبب الانتقادات اللاذعة التي وجهته إليهما الأقلام الإعلامية المختلفة لدرجة دفعت ميتسو أن يهجر اللقاءات الصحافية الخاصة مكتفياً بالمؤتمرات الصحافية وأتبع أسلوب التهكم على معظم أسئلة الصحفيين تارة أو التهرب من الرد عليها تارة أخرى وفي كلا الحالتين كان يرد بعنف وعدوانية غير مبررة.
أما البرتغالي بيسيرو فقد أعلن صراحة في أكثر من مناسبة عن عدم وجود علاقة ودية بينه وبين الإعلام السعودي معترفاً أنه لا يقرأ ولا يسمع ما يقال عنه لأنه يركز فقط في عمله مع المنتخب ولا يهتم بما يثار حوله من انتقادات.
وكان ستريشكو وهو أكثر المدربين دراية بطبيعة بطولات الخليج صادقاً عندما أكد على أن البطولة الخليجية تتطلب مدربا لديه برود أعصاب حتى لا يتهور سواء على الإعلاميين وأسئلتهم المستفزة أو حتى يتمكن من التركيز بصورة أكبر داخل الملعب.
ورغم ذلك وقع ستريشكو في المحظور هو الآخر بانتقاد إعلامي يمني وجه إليه سؤالا اتهمه بعدم القدرة على قيادة المنتخب خلال البطولة عقب تأكيد خروج أصحاب الأرض رسميا من المنافسة.
هدوء كاتانيتش
عدن (الاتحاد) - يعتبر السلوفيني كاتانيتش مدرب منتخب الإمارات الوحيد بين مدربي البطولة المتحكم في أعصابه وهدوئه منذ بداية البطولة وحتى الآن، وسر هدوء كاتانيتش أنه حضر للبطولة متحرراً من أي ضغوط على عكس بقية المدربين الذين يخوضونها تحت تأثير كبير تارة بالرغبة في المنافسة وأخرى بضغوط الجماهير والإعلام وهو ما لا يعاني منه منتخب الإمارات الذي أعلن مبكراً عن موقفه بأنه يشارك في البطولة بغرض انجاحها بغض النظر عن النتائج وذلك نظراً لغياب العناصر الأساسية لمشاركتها مع المنتخب الأوليمبي في الآسياد فضلاً عن استعداد لاعبي الوحدة من أجل المشاركة بمونديال الأندية.
ويرى كاتانيتش أن تحرر منتخب الإمارات من الضغوط وراء الأداء الجيد الذي ظهر عليه حتى الأن وتحقيقه تعادلين أمام كل من العراق بطل آسيا وعُمان حامل اللقب.