الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

"ريال الأحلام" على "مسرح البطولة"

"ريال الأحلام" على "مسرح البطولة"
19 ديسمبر 2018 00:03

أمين الدوبلي (أبوظبي)

بوجود زين الدين زيدان، وكريستيانو رونالدو، ورصيد الكبرياء والبطولات، قدم ريال مدريد نفسه خلال النسخة الماضية «أبوظبي 2017» أمام الجزيرة الإماراتي، في «مربع الذهب» بصورة لم تحمل الكثير من التفاؤل، بعدما تغلب عليه 2 - 1 بصعوبة بالغة، في مباراة نصف النهائي يوم 6 ديسمبر 2017.
وبعدها واصل «الملكي» طريقه الناجح حتى اعتلى منصة التتويج في أبوظبي، عندما تغلب على جريميو البرازيلي بهدف «الدون» في النهائي يوم 16 ديسمبر، ليكمل الثلاثية المونديالية متساوياً في الرقم القياسي مع برشلونة الغريم التقليدي.
واليوم على الملعب والمكان نفسيهما والبطل نفسه، ولكن التفاصيل مختلفة، إلا أن الهدف واحد، وهو الدفاع عن اللقب، بداية من لقاء كاشيما الياباني اليوم من محطة الدور نصف النهائي.
«لا زيدان.. لا رونالدو» هذا هو الاختلاف.. والمنافس كاشيما سبق أن تقابل معه ريال مدريد في نهائي نسخة اليابان 2016، وتفوق عليه برباعية مقابل هدفين، وحملت الأهداف الملكية توقيع رونالدو «هاتريك» وبنزيمة، ليحصد «الميرنجي» ثاني ألقابه بمونديال الأندية، بعد الأول عام 2014 بالمغرب على حساب سان لورينزو الأرجنتيني
مباراة بطل آسيا اليوم.. خطوة على طريق الرقم القياسي والتفوق على برشلونة، «3 ألقاب لكل منهما الآن» والتربع على مونديال العالم للأندية منفرداً برصيد 4 ألقاب.
هنا استاد مدينة زايد الرياضية، يكتب التاريخ الجديد للفريق الملكي، ولكن الخطوة الأولى أمام كاشيما تبقى الأهم، قبل التفكير في النهائي والرقم القياسي، لأنه من دون الفوز على بطل آسيا لن يكون الريال طرفاً في المباراة الختامية، ولن ينفرد بـ«الرباعية القياسية»!
يريد «الملكي» أن يصطاد كل طيور بـ«حجر واحد»، منها أيضاً استعادة ثقته المفقودة، حيث إنه يعاني في الدوري المحلي، يحتل المركز الرابع، بعد أن خاض 16 مباراة، وحقق 9 انتصارات فقط، وتعادل مرتين، وخسر 5 مواجهات، سجل 24 هدفاً، واستقبل 19 هدفاً، ويرى أن أبوظبي هي البداية المثالية للعودة إلى البريق والتألق، وكذلك لاستعادة بسمة الجماهير الغاضبة، بجانب البحث عن الدعم المعنوي للمدرب سانتياجو سولاري يدرك الريال أن منافسه الياباني لن يكون سهلاً، وأن المباراة ليست نزهة، ويدرك أيضاً أنه لا مجال أمامه سوى الفوز، لأن الخسارة تعني «الكارثة» له ولكتيبة النجوم، راموس ومارسيلو وفاران وتوني كروس ومودريتش وإيسكو وبنزيمه وجاريث بيل وغيرهم في كل الخطوط.
الريال يعتمد على الكرة الشاملة، وخط الوسط أهم أسباب الإبداع، ومنظومة الوسط يقودها مودريتش الذي يجب أن يضع بصمته كل كرة، وربما يسدد ويسجل، ولا زال يملك قوة هجومية قوية من عناصرها بيل وبنزيمة والصاعد فينسيوس جونيور، والحديث عن المنظومة الدفاعية يشير إلى معاناة الفريق، وأصبح الطريق إلى مرمى الريال سهلاً لكل المنافسين، بدليل ثلاثية سيسكا موسكو في آخر جولات دوري الأبطال، ولم يشفع للمدرب سولاري أنه دفع في المباراة بعدد من لاعبيه الصغار والوجوه الجديدة.
أما كاشيما يخوض اللقاء تحت تأثير ضغوط الثأر، ومثل هذه الأيام منذ عامين، نجح الريال في وضع حداً لأحلام «الغزلان»، وأقصاه على أرضه ووسط جمهوره في النهائي الحلم بملعب يوكوهاما 18 ديسمبر 2016.
نعم كاشيما كان منافساً عنيداً ولم يرفع «الراية البيضاء» إلا في الأشواط الإضافية، حيث انتهى وقت المباراة الأصلي بالتعادل بهدفين لكل منهما، لكنه خسر في النهاية بفضل مهارة رونادلو يملك بطل آسيا فريقاً قوياً وسريعاً، يعتمد على الدفاع الصلب مع الهجوم المعاكس السريع، لديه نخبة من اللاعبين المجتهدين، ويملك الطموح في نيل شارة العبور إلى النهائي، ويدرك مدربه أويوا أن الفوز في مباراة اليوم يجعل مهمته ممكنة لرفع الكأس مساء السبت المقبل.


«الغزلان» لا يعترف بالمستحيل في عالم «الساحرة المستديرة» لأنه إذا كان تأهل إلى نهائي «نسخة 2016»، وهو لم يشارك في البطولة، إلا من باب الدولة المنظمة، فإنه من المنطقي أن يحقق المفاجأة اليوم بوصفه بطلاً لآسيا، وأن يستفيد من غياب «شبح» رونالدو الذي رحل عن الريال، ولكنه يبقى بظله الغائب الحاضر في لقاء اليوم، كما أنه يحمل الرصيد الأوفر من الفوز بالبطولات في الدوري الياباني بـ8 ألقاب، وهو الفريق الياباني الوحيد الذي تمكن من الصعود إلى نهائي مونديال الأندية.

فهد علي: النتيجة بين أقدام مارسيلو ومودريتش
أكد الدولي السابق فهد علي، أن الفوارق الفنية تتقلص بين الفرق في البطولات المجمعة، ما يجعل فرص الفوز متاحة أمام الجميع، مهما كانت القوى التقليدية لأي منها، مشيراً إلى أن مصادر قوة الريال معروفة، حيث إنه الفريق الأقوى في العالم بلا جدال، مهما واجهته من تحديات، على ضوء جودة لاعبيه وخبرتهم، وقدرتهم على تغيير الواقع وخبرتهم في التعامل مع كل السيناريوهات، وقال: «عناصر قوة «الملكي» تكمن في الوسط، والخطر في الريال يأتي من الدفاع أيضاً، بجانب الوسط والهجوم، وكل اللاعبين يملكون قدرات التسجيل، وبالتالي من الصعب رقابتهم، الواقع أن الريال سيكون الأكثر سيطرة، وفرصاً، إلا أنه يعاني حالياً ضعف التهديف، وبعض المشكلات الدفاعية نتيجة لعدم الاستقرار خلال الموسم الحالي، سواء في التشكيلة أو طريقة اللعب مع المدرب سولاري».
وعن كاشيما قال: «قوي ويملك صلابة دفاعية، والطموح والتصميم والإرادة والرغبة في تحقيق الحلم، ويمتاز بالصلابة الدفاعية، وسرعة التحول في الهجوم، وإمكانات لاعبيه في استغلال الفرص، وأعتقد أن مونديال الأندية شهد تقارباً كبيراً في المستويات والطموحات بين الفرق الآسيوية ونظيرتها الأوروبية، وأصبح منصة من الممكن أن يتحقق من خلالها حلم الفوز باللقب، خصوصاً من خلال فريق مثل كاشيما الذي سبق له أن صعد إلى النهائي مع الريال نفسه قبل عامين، ويملك لاعبين من أصحاب الخبرة الكبيرة».
وعن نتيجة المباراة قال: «يبقى «الميرنجي» صاحب الحظوظ الأكبر، إلا أن المفاجآت تبقى واردة، لأن الريال كما قلنا ليس في حالته، وأرى أن الحالة الفنية لمارسيلو ومودريتش، يمكن أن تساهم في تحديد نتيجة اللقاء».

الاستحواذ والأطراف وقوة الوسط «السلاح الملكي»
يضع ريال مدريد الكثير من الآمال، على رفع الكأس العالمية في أبوظبي، من أجل تصحيح الأوضاع المتدهورة منذ انطلاق الموسم الحالي، خاصة على المستوى المحلي، ويدرك أن استمرار الاحتفاظ بقدرته على امتلاك الكرة، بمتوسط 60% خلال الموسم الحالي، هو الطريق الأول، في مواجهة بطل آسيا، لأن الاستحواذ على الكرة يحرم كاشيما من إمكانية شن هجماته السريعة، القادرة على ضرب الخط الدفاعي «الملكي»، الذي تلقى 68% من الأهداف، بسبب هجوم المنافسين السريع بتمريرات قصيرة، كما أن «الميرنجي» يجيد هذا الموسم اللعب على الأطراف، وتشير إحصائيات الهجمات البيضاء إلى أن الفريق نفذ 41% منها عبر الجناح الأيسر، مقابل 36% من الجانب الأيمن، وهو ما يمنحه نقطة تفوق أخرى، خاصة أن المنافس واجه صعوبات كبيرة أمام جوادالاخارا المكسيكي في الشوط الأول على جانبي الملعب، وتستمر معاناة «الغزلان» في منطقة المناورات أمام وسط الريال، الذي يسيطر على إيقاع اللعب، من واقع إصرار العملاق الإسباني على التحكم بالكرة في الوسط، بنسبة 45%، في حين أنه يتحرك بالكرة في الثلث الهجومي الأخير بنسبة 31%، وهو ما يعني أن قوة «الملكي» تنبع من الوسط في جميع مواجهاته.
وكشف كاشيما الياباني عن خطورته الهجومية في الشوط الثاني من مباراته أمام جوادالاخارا، وبرغم أن «الغزلان» لم يكن الطرف الأكثر استحواذاً على الكرة، إلا أنه نجح بسرعة لاعبيه في تعديل النتيجة، من التأخر بهدف إلى الفوز بثلاثة أهداف متتالية، وفي هذه المباراة، كان العمق الهجومي الياباني هو الأكثر تأثيراً إيجابياً، بعدما أهدى الفريق هدفين من الثلاثة، في حين أنتجت الجبهة اليسرى هدفاً، واعتمد «الغزلان» على طريقة «الكمبيوتر» المعتادة، من حيث الهجوم المنظم السريع أو المرتد.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©