27 نوفمبر 2010 00:19
حرصت الفنانة التشكيلية كريمة الشوملي أن تقدم الجديد المغاير، المتفرد من أعمالها الفنية عبر أفكار حداثية تعالج من خلالها الذات الإنسانية وصراعها في عالم محتدم.
وفي هذا المنحى طرقت موضوعات صارت سمة وخصيصة لفنها ومنها موضوعة «الصمت» التي إن نظر إليها المتتبع لعرف منجزها، وصانعها فلا يذهب بعيداً عن لمسات التشكيلية كريمة الشوملي.
وتبدو أنها تتحرك في ذات الإنسان عبر موضوعات كثيرة منها «حوار داخلي» و»دوامة الحياة» وهي فيها جميعاً الباحثة عما يفسر هذه الذات الإنسانية وعذاباتها ومسراتها في أي بقعة من الأرض.
وفي لقاء مع «الاتحاد» تقول الشوملي إن آخر ما قدمته من أعمال هو في معرضها الفني في الدنمارك من خلال مشاركتها مؤخرا مع دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، حيث تضمن عملاً تركيبياً واحدا وعملاً نحتياً آخر و4 لوحات بالشمع حملت العناوين «البراقع» للتركيب و»فقدان القيمة» عنواناً جامعاً للمنحوتة واللوحات الأربع، كما صاحبتها بتقديم ورشة فنية تصويرية تفاعلية اشترك فيها الجمهور بارتداء البراقع وقد لاقت استحساناً واضحاً من الجمهور الدنماركي.
واعتبرت الشوملي أن خامات الشمع التي استخدمتها في اللوحات الأربع طريقة جديدة تمازج فيها الخط العربي وخياطة الأكياس البلاستيكية على اللوحة.
وبررت ذلك بأن هناك تطابقاً بين الموضوعة والشكل حيث اعتبرت استخدام الأكياس البلاستيكية ذات قيمة رمزية تشير إلى أن الأزمة الاقتصادية والإنسانية قد استفحلت وهيمنت على عالمنا، ولذا كان البلاستيك رمزاً لتدني تلك الذات الإنسانية باعتبار أن العالم قد أوصلها إلى قيمة رخيصة. واعتبرت الشوملي ذلك هدفاً إيجابياً يجب أن ينمو باتجاهه الفن الحديث كونه قيمة مؤثرة في بنية المجتمع ومفسرة لذاتها الفنية. ورأت الشوملي أن هذا العمل الفني الذي قدمته يحمل نوعاً من التحدي لذاتها حيث حولت الموضوعة الاقتصادية البحتة إلى عمل فني يمتلك جمالياته الخاصة.
وسبق للتشكيلية كريمة الشوملي أن شاركت في معرض تشكيلي جماعي في قطر ضم أعمالاً لعدد من الفنانين العرب بالتزامن مع اختيار قطر عاصمة للثقافة العربية وكانت مشاركتها بـ4 أعمال فنية حملت عنوانات هي «حوار داخلي» و»الصمت» و»غير مرئي» و»دوامة الحياة» وجميعها منفذة بتمازج وسائل الميديا.
وحول موضوعة الصمت وتكرر التعبير من خلاله عن ذات التشكيلية كريمة الشوملي قالت «لقد حاولت كثيراً أن أخرج من دائرة موضوعاتي الفنية التي طرحتها من قبل وبخاصة موضوعة «الصمت» إلا أنني مازلت أنجذب وأنتج أعمالي بنفس الإطار والموضوعة، لأنه يعبر بشكل أكثر وضوحاً عن الذات الإنسانية ومعاناتها واستلابها في عالم متداخل ومتوحش إلى حد بعيد». وأضافت «ومع ذلك فإن أعمالي الفنية بالرغم من تقارب موضوعتها إلا أنني أنوّع في زوايا النظر إلى العالم نفسه وهذا ما يعطيها التنوع والديمومة».
وقد لاقت أعمالها التي عرضتها في معرض تشكيلي اشتركت فيه مع فنانين كوريين كأول مشاركة لها في كوريا تلبية لدعوة شخصية وجهت لها من الفنانين الكوريين ـ حسب قولهاـ استقبالاً رائعاً، وحفلت الأعمال التي قدمتها بنجاح ملحوظ.
ويبدو بحسب الشوملي أن موضوعة «الصمت» قد استقبلها الكوريون بفهم واضح وبدون تعقيد وربما توعز ذلك إلى بساطة الفكرة ومباشرتها وسهولة التواصل معها بعيداً عن اختلاف اللغة. وأكدت أن العمل الفني يمكن أن يوضع في أي مكان في العالم فيوصل رسالته بوضوح بعيداً عن الشروحات اللغوية، مادام هو بحد ذاته تعبيراً عن ذات إنسانية سواء كانت عربية أو كورية.
وحول مفهومها للفن وعلاقته بالأرض والعالم حيث سبق لها أن قالت «لقد آن الأوان كي يطلع أكثر على أعمالي، لأن التعرف إلى أعمالي الفنية هو وجه من وجوه التعرف إلى بلدي» تعقب كريمة الشوملي بالقول «إن معظم أطروحاتي التي أقدمها للعالم نجد أن موضوعتها لا تتعلق بالإنسان فقط في بلدي بل هي تتواشج مع الإنسان في أي مكان في العالم، وأعتقد أن انتشاري المحلي يبدو بسيطاً، ولكني أجد أن الاحتفاء بأعمالي في الخارج أكثر اتساعاً واستقبالاً». وأضافت «من الغرابة حقاً أن مشاركتي في معرض كبير ومهم عربياً وعالمياً وهو «فن أبوظبي» قد جاءتني من جاليري في بلجيكا وهذا دليل واضح على اطلاع الجاليرهات العالمية على ما يقدمه الفنان الإماراتي ورغبته في أن يتواصل مع العالم، وكنت أتمنى أن أشارك في جاليرهات من داخل بلدي وهذا لم يحصل».
وبعد حصول كريمة الشوملي مؤخرا على الماجستير في «الفنون الجميلة» من جامعة لندن للفنون والتصميم تنوي توظيف ما خبرته وتعلمته من تقنيات في إطار الفن بأعمال جديدة تخطط لإنجازها مستقبلاً.
المصدر: أبوظبي