عدد اليوم
العين (الاتحاد)
لن تكون مواجهة الليلة بين الترجي التونسي وجوادلاخارا المكسيكي، مجرد مباراة «ترضية» بين الفريقين الخاسرين في الدور ربع النهائي لتحديد صاحب المركز الخامس في بطولة كأس العالم للأندية بنسختها الخامسة عشرة، والتي تستضيفها الإمارات حالياً، ولكنها ستكون بمثابة «حلم أخير»، وطموح للحفاظ على ماء الوجه لفريقين خاضا البطولة بطموحات كبيرة تحطمت جميعها في أول مواجهة لهما على المستطيل الأخضر باستاد هزاع بن زايد.
فالترجي، بطل دوري أبطال أفريقيا، وبعدما كان يمني نفسه بتحقيق إنجاز تاريخي في ثاني مشاركة له بـ«مونديال الأندية» عبر تاريخه، والوصول إلى مستويات غير مسبوقة، سواء للكرة العربية، أو للكرة الأفريقية التي يمثلها منفرداً، استيقظ من أحلامه على ثلاثية موجعة من فريق العين تسببت في خروجه من المنافسة مبكراً، بل وبات اسمه مسجلاً في سجلات التاريخ باعتباره الفريق الذي استقبلت شباكه أسرع هدف في تاريخ البطولة حتى الآن، وهو الهدف الذي سجله محمد أحمد مدافع العين بعد مرور دقيقة و19 ثانية.
ولم يبق للترجي سوى محاولة تحقيق ولو فوز «معنوي» يصالح به جماهيره العريضة، التي توافدت على استاد هزاع بن زايد قادمة من تونس ومن داخل الإمارات، وجاء وقع الخسارة الثلاثية عليها كالصدمة، غير مصدقة أن الفريق الذي ذهب بطموحات كبيرة، يظهر تائهاً إلى هذا الحد أمام العين.
وفي نفس الوقت سيحاول الترجي الهروب من شبح أنه فريق «مربوط» على الدرجة السادسة، وهو المركز الذي قد حققه في نسخة عام 2011 باليابان، التي شهدت مشاركته الأولى ووقتها خسر مباراتين أولاً في الدور ربع النهائي ثم الخسارة مجدداً في مباراة تحديد المركز الخامس أمام مونتيري المكسيكي، وهو ما يخشى تكراره اليوم أيضاً ويخسر مجدداً من فريق مكسيكي. من ناحيته، يخوض فريق جوادلاخارا المكسيكي المباراة، وهو لا يقل إحباطاً عن منافسه فريق الترجي، بل بالعكس فإنه يشعر بأن التأهل إلى نصف النهائي، كان قاب قوسين أو أدنى، في أول مشاركة له ببطولة كأس العالم للأندية، قبل أن يخطف فريق كاشيما أنتلرز الياباني منه بطاقة التأهل، خاصة وأنه كان المبادر بالتسجيل في تلك المباراة، قبل أن يرد كاشيما بالثلاثة في الشوط الثاني، لكن لاعبي جوادلاخارا لم يحبطوا وسجلوا الهدف الثاني في الدقائق الأخيرة، وكانوا على وشك إدراك هدف التعادل في اللحظات الأخيرة، لكن صافرة الحكم كانت أسرع. وبالطبع سيكون الفريق المكسيكي مطالباً بالدفاع عن كرة بلده، والتي كان يحلم بأن يحقق لها إنجازاً فشلت فيه كل الفرق المكسيكية التي شاركت في النسخ السابقة للبطولة، وباتت الآن مطالبة بالحفاظ على ماء وجهها، والهروب من المركز السادس، الذي لم تسقط فيه أي من الفرق المكسيكية من قبل في كل النسخ السابقة للبطولة.
معين الشعباني: هدفنا «ترميم المعنويات» وتصحيح الصورة
اعترف معين الشعباني مدرب الترجي التونسي بصعوبة مباراة اليوم، في ظل وجود هدف وهو ترميم المعنويات، وإعادة اللاعبين إلى أجواء التركيز بعد صدمة البداية، وضياع فرصة المنافسة على الأدوار المتقدمة في مونديال الأندية. وأضاف أن خوض المباراة الترتيبية من أجل إنهاء البطولة في المركز الخامس، يحتاج إلى ردة فعل إيجابية من اللاعبين، وتقديم حقيقة مستواهم حتى يودع الفريق بصورة لائقة، ويصالح جماهيره بعد الخسارة القاسية أمام العين. كما أكد أن عمل الجهاز الفني، سواء للترجي أو للفريق المكسيكي تركز على الجانب الذهني، لأن المعنويات ليست في أفضل حالاتها بالنسبة للفريقين بعد الإخفاق والحزن الذي يشعر به اللاعبون، جراء الخسارة الأولى، وبالتالي فإن الفريق الذي ينجح في استعادة تركيزه سيكون الأفضل والأقدر على تحقيق الفوز.
وجدد الشعباني تأكيده على أن اللاعبين يتحملون المسؤولية في خسارة المباراة الأولى أمام، وأنهم مقتنعون بأنهم لم يؤدوا بالشكل المطلوب، وعليهم أن يعرفوا أخطاءهم، على أن يعمل الجهاز الفني على مؤازرتهم لتصحيح أدائهم. وشدد الشعباني على أن مباراة اليوم صعبة أمام منافس قدم عرضاً قوياً أمام كاشيما الياباني، وخسر بسبب الحظ الذي عانده في العديد من الفرص، مشيراً إلى أن الترجي واجه عناد الحظ والتحكيم في المباراة الأولى، لأن «الفار» ظلم الأحمر والأصفر في أكثر من حالة ومنها الهدف الأول، الذي كان على إثر خطأ.
أما فيما يتعلق بالتغييرات المتوقعة في مباراة اليوم، أوضح الشعباني أن بعض الظروف الصحية لأيمن الجويني، وسعد بقير لم تسعف الفريق في إشراكهما خلال المباراة الماضية، بالإضافة الى الذوادي، و«كابتن» الفريق خليل شمام.
