«القرية العالمية» تقدم مزيجاً ثقافياً سياحياً في قالب واحد

فتحت القرية العالمية في دبي أبوابها من جديد، لتبدأ في استقبال زوارها ومحبيها على مدار 111 يوماً متواصلا، وسط توقعات بارتفاع أعداد الزوار هذا العام إلى 4,5 مليون زائر خلال الموسم الجديد، أي بزيادة قدرها 100 ألف شخص عن الموسم الماضي. ويشير المدير التنفيذي للقرية العالمية سعيد بن رضا، إلى أن القرية، التي تستقبل ما بين 70 ألفاً و75 ألف زائر يومياً، قد حققت إنجازات ثقافية وترفيهية فضلا عن الجانبين التجاري والسياحي، حيث تعتبر إطلالة مميزة على كثير من دول العالم التي تجتمع على ساحتها وتقدم من خلالها ثقافات وتراث العالم، وذلك تحقيقاً لشعار مهرجان دبي للتسوق «عالم واحد، عائلة واحدة». 41 دولة في قرية بتذكرة دخول رمزية تبلغ 5 دراهم للشخص الواحد يمكن للزائر الدخول إلى القرية والتجول بين أجنحة الدول المختلفة والبالغ عددها 41 دولة هذا العام، وأولها جناح أو بوابة الهند، التي تتباهى بتراثها العريق ومشغولاتها اليدوية الفريدة من نوعها كالأحذية والمطرزات والاكسسوارات المتميزة. ومن المشاركات العربية اللافتة في القرية جناح المملكة العربية السعودية، والذي يعدّ من أهم الأجنحة إذ تبلغ مساحته 2500 متر مربع، مقسمة إلى أكثر من 70محلاً، بمشاركة كبريات شركات العطور والتمور والملابس التراثية النسائية والرجالية، وكذلك الأحذية والحقائب. كما يعتبر الجناح المصري أحد أبرز الأجنحة العالمية فقد تم تصميمه على هيئة معبد أبو سمبل الفرعوني يقف أمامه تمثال ضخم للملك الفرعوني رمسيس الثاني، وجذب الجناح آلاف الزوار يوميا لالتقاط الصور التذكارية إلى جانبه. ? أما أجنحة الدول الإفريقية مثل غانا وغينيا وجنوب أفريقيا، وكمبوديا التي تشارك في القرية لأول مرة، فقد عكست أجواء الغابات من خلال معروضاتها التي صممت معظمها من الخشب كالأقنعة والطبول وتماثيل الحيوانات المفترسة. في حين استقبلت الصين زوارها بمجسم لتنين عملاق أبهرهم برقصات صينية تعتمد على الحركات البهلوانية العالية، كرقصات العصا والتنين والأسد والتوازن.? البحيرة المائية تطورات عديدة تمت إضافتها مؤخراً على القرية العالمية، كالبحيرة المائية التي تفصل بين أجنحة الدول، ما أضفى جمالاً على القرية، بالإضافة إلى المميزات الأخرى التي تتمتع بها القرية أصلا والتي تشدّ إليها الزوار يوما بعد يوم. يقول عماد نافع، وهو يتجول في أرجاء القرية «كل عام أزور القرية مع عائلتي، فنحن نأتي للمرح والتسلية والترفيه وكذلك للتبضع، والبضاعة المتوافرة هنا مختلفة عما هو متواجد في الأسواق وأسعارها معقولة أيضا». من جهتها، تقول أسماء طالب «تجمع القرية العالمية بين مختلف التقاليد والثقافات العالمية وتقدم أنشطة مختلفة كالموسيقى والرسم والنحت والرقص والفلكلور، إنها تتجول بك في أرجاء العالم خلال ساعات معدودة وبتكاليف زهيدة». أما فارس محمود فيرى أن الإضافات التي تمت على القرية جميلة ولكن مستوى الخدمات فيما مضى كان أفضل. يتابع «كانت العربات على سبيل المثال للأطفال والكبار تقدم مجانياً للزوار في حين أصبحت اليوم تقدم لقاء مبالغ مالية مرتفعة، إنها مشروع عائلي جميل ولكنها في النهاية عبارة عن فكرة تجارية بحتة تهدف إلى الربح، ولا تستطيع كل العائلات أن تزورها لأن ذلك يحتاج على ميزانية مستقلة». الجناح الإسلامي تتعاون القرية العالمية مع هيئة الطرق والمواصلات بدبي لتطوير بحيرة القرية العالمية من خلال القوارب الخشبية المصممة على التراث الإماراتي، والتي تم تزيينها هذا العام بالمزيد من المصابيح الملونة لتطوف في مياه البحيرة في جولة لأربعة ركاب على كافة معالم الجذب المتميزة في القرية العالمية. كما تتضمن الفعاليات الترفيهية التي تقدم في القرية عروضاً متميزة من كافة أنحاء العالم عرض الدراجة النارية والذي تم جلبه من فرنسا لأول مرة في الشرق الأوسط، وعرض التوازن على الحبل من الولايات المتحدة الأميركية، بالإضافة إلى عروض كرة السلة التي تم جلبها من المجر لأول مرة، وعروض الغطس العالي من أوروبا، بالإضافة إلى مزيد من العروض الأخرى الأكثر جذباً للجمهور. وأنشأت القرية العالمية، التي تقع في «دبي لاند» على طريق الإمارات، عام 1996 بمساحة 17 مليون قدم مربعا، هي جزء من مشروع أكبر، مشروع «دبي لاند»، الذي يعتبر أكبر مشروع من نوعه للسياحة العائلية على مستوى الشرق الأوسط، ويقام المشروع الذي تقدر كلفة الاستثمارات فيه بأكثر من 18 مليار درهم إماراتي على مساحة ملياري قدم مربع ويتضمن 45 مشروعاً رئيسياً يتم تنفيذه طبقا لمعايير عالمية المستوى. التراث الإسلامي ضمن احتفالها بموسمها الخامس عشر هذا العام، حرصت القرية العالمية على تقديم جدول فعاليات وعروض استثنائية من مختلف أنحاء العالم لإضفاء مزيد من البهجة والمرح على زوار القرية العالمية، بحسب المدير التنفيذي للقرية العالمية سعيد بن رضا، الذي أفاد أن القرية شهدت مشاركة 28 جناحاً، من بينها الجناح الإسلامي، الذي يعتبر مفاجأة أعدت لمحبي التراث الإسلامي بشكل خاص، هذا فضلا عن مشاركة 25 مطعماً من مختلف دول العالم، بالإضافة إلى 115 كشكاً في كافة أنحاء القرية العالمية.