يستعد المخرج مبارك ماشي لإنجاز عمل مسرحي جديد يحمل عنوان “جزيرة المشاعر” لفرقة زايد للطفولة، والذي سيقدم أول عروضه في اليومين الثاني والثالث من عيد الفطر، في مركز الفجيرة الثقافي في إمارة الفجيرة، ويأتي إنجاز هذا العمل بالتعاون مع وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع.
و”جزيرة المشاعر” من تأليف الكاتب والمخرج فضل التميمي، ومن تمثيل عبد الحميد البلوشي وعبد الله الرشدي وعادل سبيت وهنا وأيمن الخديم وإبراهيم القحومي ومحمد الغزالي، وبمشاركة المجاميع، وهم الممثلون شعبان سبيت وعبد الله درويش وموسى محمد وراشد جمعة ومنصور سعيد.
وفي لقاء مع “الاتحاد” يقول “مبارك ماشي” عن مسرحيته: “إنه عملي الرابع مع فرقة مسرح زايد للطفولة، حيث قدمت سابقاً “برودكاست من المريخ” و”مدينة السندباد” و”تراث الأجيال”، وأعتقد أن مسرحية “جزيرة المشاعر” سوف تكون ذات طبيعة خاصة، تمتاز بالسينوغرافيا المتطورة والإضاءة المختلفة والتقنية المسرحية الجديدة التي تدخل البهجة على أحاسيس الأطفال، بما فيها من غرابة”.
السينوغرافيا
ويضيف “تتجلى الغرابة في السينوغرافيا من خلال استخدام الليزر وتعدد الألوان الضوئية، هذا بالإضافة إلى محاولتي أن أقدم روحاً مختلفة للمسرحية تضيف للنص الكتابي بعداً درامياً، تجسيداً لطبيعة الصراع في مكان مفترض، مع استخدامي لأدوات تنقل الواقع المتخيل مثل الدخان وإضاءة الأمواج على خشبة المسرح، هذا مع وجود سفينة في منتصف المسرح، والتي تحمل الشخوص في حالة هرب من العواصف التي بدأت تضرب الجزيرة، والتي تعرضت إلى غرق مفاجئ”.
ويقول مبارك ماشي “كل ذلك مدعوم أيضاً بتصوراتي لتقنية مسرحية جديدة استفدت فيها من تجارب سابقة لعروض مسرحية للطفل في الكويت على أيادي مخرجين بارعين”.
ويعلن مبارك ماشي أنه دائماً ما يبحث عن الطرق الصعبة في تنفيذ أعماله، ويتجنب ما هو تقليدي الذي يستسهل عرض الحيوانات ومناطق الصراع بين الشخوص إلى ما هو صعب في إدهاش الطفل عبر المفاجآت الضوئية على خشبة المسرح، وسبق لماشي أن نفذ قبل هذا مجموعة من التقنيات في “برودكاست من المريخ”، حيث جلب النجوم من عمق المسرح، وفي مسرحيته الجديدة “جزيرة المشاعر” يلعب على مثل هذه التقنيات التي تساهم في إثارة مشاعر الأطفال.
ويضيف مبارك ماشي “أعتقد أن تجربتي في مسرح الطفل ساهمت في اكتشافي عناصر شابة تتواءم مع أهداف المسرح، ويمكن أن أقول إنها عناصر مهيأة لمستقبل مسرحي واعد، ومنهم الفنان سالم طاهر، والفنان عبد الحميد البلوشي، والفنان عبدالله الرشدي، والفنانة هنا، والفنان عادل سبيت”.
غايات العرض
ومن جانب آخر يتحدث مبارك ماشي عن الغاية من تقديم مسرحيته الجديدة “جزيرة المشاعر” فيقول: “إن أهم غايات المسرحية هو تجنيب الأطفال عادات الغرور والحسد والغضب والحزن والملل التي سقطت بها شخصية القصة الفتاة “حنين”، حينما نظرت في يوم ما إلى المرآة ولكونها ذكية وجميلة ومتفوقة فإنها وجدت نفسها في اختلاف مع صديقاتها، غير أن ضميرها أراد أن يعلمها درساً في التواضع، فطلب منها أن تتواضع، غير أنها رفضت ذلك، فاضطر إلى أن يأخذها إلى جزيرة المشاعر”.
ويواصل مبارك ماشي سرد حكاية مسرحيته فيقول: “وحينما تذهب حنين مع ضميرها إلى الجزيرة تجد صراعاً بين ثلاث شخصيات سلبية، وهي الغضب والحسد والغرور ضد شخصيات إيجابية هي الحب والحزن والملل، حيث تستطيع حنين أن تكتشف عناصر كل شخصية، فتحاول أن تجمع بينهم إلا أنهم متنافرون، مما يؤدي إلى غرق سفينة النجاة، بعد أن هبت عاصفة على الجزيرة، وبالطبع كل ذلك خيال افترضه المؤلف فضل التميمي، وساهمت في تجسيده مسرحياً ورؤيوياً، حيث وجدنا حنين تفز من خيالها الجامح إلى رؤية الواقع عندما كانت أمام المرآة”.
وحول العلاقة بين التجريد الذي يمثله “الغضب والغرور والحسد والحزن والحب والملل وتلبيس هذه المجردات شخصيات حقيقية وكيفية استقبال الطفل لهذا التجريد، قال مبارك ماشي “أعتقد أن طفل هذا العصر يستطيع أن يرى ما لا يراه طفل العصور الماضية، إذ أنه باستطاعته أن يربط بين ما هو تجريدي وما هو واقعي، إذ بإمكانه أن يتعرف بكل بساطة، كما أظن، إلى سمات شخصية الحزن، وكذلك الغرور والملل والحسد والغضب، على الرغم من أن هذه الخصائص لا ترى أي تجريدية، ولكنني كمخرج أجد أن طفل عالمنا اليوم باستطاعته أن يكتشف الصراع”.
وحول توقع مبارك ماشي لاستقبال الجماهير للعمل المسرحي يقول: “أعتقد أنني متفائل جداً في استقبال الأطفال مع أسرهم للمسرحية التي ستعرض في عيد الفطر، كونها تفتح الأبواب لنزهة توفرها للأطفال في عالم سحري، تقوده سفينة الأحلام والمشاعر”.
وحول استفادة النص من قصة النبي نوح، وكيف غرق العالم، واستطاع بهداية كونية أن ينقذ ما تبقى من البشرية، قال مبارك ماشي: “نعم هذا صحيح، فالمسرحية فيها مسحة من هذه القصة، ولكنها ليست القصة كلها، بل أجد أن الاستفادة من الموروث أصبح ضرورياً، بما فيه من وعي أخلاقي وتوعية نفسية وذاتية”.
ويختتم مبارك ماشي اللقاء مع “الاتحاد” بتقديم الشكر إلى جمعية المسرحيين الإماراتيين، كونهم منظمي مهرجان الطفل المقبل، وعلى جهودهم في توجيه الثقافة المسرحية والمنجز الإبداعي إلى آفاق مستقبلية متطورة، وتمنى من القائمين على مهرجان الطفل المقبل أن يفتح باب المشاركة حتى تنضم المؤسسات التعليمية إلى المهرجان بتقديم ما لديها من عناصر الفرجة المسرحية.
كما قدم مبارك ماشي شكره إلى وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وإلى هيئة الفجيرة للإعلام، وإلى مسرح الفجيرة، ومسرح زايد للطفولة، على تعاونهم في إنجاز هذا العمل الجديد، وهو “جزيرة المشاعر”.