سيبدأ خلال الأيام القادمة بث المسلسل الخليجي “مانتفق” على قناة أبوظبي، وهو عمل اجتماعي خليجي يتألف من 60 حلقة تلفزيونية، وجرى تصوير القسم الأول منه في عدد من المواقع في دولة الإمارات العربية المتحدة والقسم الثاني في النمسا، ويعتبر أول عمل اجتماعي خليجي طويل، تتمحور أحداثه الرئيسية حول قصة حب بكل تفاصيلها. وتشارك في العمل نخبة من نجوم الشاشة الخليجية.
تدور أحداث قصة “مانتفق” حول خالد وميرا، وهما شخصان متناقضان ومختلفان، ففي كل لقاء تحدث بينهما مشكلة أو صدام أو قطيعة، مع أن من يراهما يشعر بأنهما خلقا فقط ليكونا معاً، ولكن هيهات!، فلكل منهما كبرياؤه وعناده ورغبته في أن يكون ما يريده هو لا ما يجب أن يكون ليرضي حبيبه، لكن هذا القلب لابد أن يتعب ويرفع راية الاستسلام ويسامح ويترك نفسه للحظات حب ممتعة ينتشي القلب فيها، وفجأة وفي لحظة لايمكن توقعها يطفو الاختلاف على السطح ويدمر كل شيء ليتفرق الأحباب وتعذبهم لوعة الحب، ويشدهما الاختلاف بعيداً..
رغبة في الامتلاك
ميسا ابنة عم ميرا، والابنة الوحيدة لأهلها، أرادت خالد لها، ليس حباً، بل للرغبة في الامتلاك وهي التي اعتادت دائما أن تحصل على ماتريد، حتى ولو كان على حساب تخريب العلاقة بين خالد وميرا بكل وسيلة ممكنة، أحيانا هي طيبة ناعمة تريد لهما الخير وأحيانا تكشر عن أنيابها فتتحول إلى نمرة متوحشة عديمة القلب تغرز سهامها بقوة في قلب خالد وميرا لتبقيهما بعيدين وتفوز هي بما تريد..
شيخة التي “ترملت” وهي لم تبلغ الثلاثين من عمرها إثر حادث مروري أودى بحياة زوجها حميد، عادت إلى بيت أهلها مع طفليها، ونذرت نفسها لهما ورفضت الزواج من أجل ابنيها، لكن عندما تضمدت جروحها ورأت العمر يمضي بها، بدأت تشعر بالغربة والوحدة..
أما خلود الفتاة المصرية، بنت أبلة نعمات مدرسة العربي، فقد حصلت على منحة تفوق للدراسة في أفضل جامعات الإمارات، وأمها نذرت نفسها لتربيتها ومساعدتها لتكون إنسانة قوية ناجحة، وبالرغم من مرضها تحملت وصبرت من أجل ابنتها، وآتت جهودها ثمارها، فهاهي خلود تتفوق الآن في الجامعة أيضا وتحصل على فرصة للعمل في الجامعة التي تخرجت فيها، وعندما وقعت خلود في حب أيمن الشاب الأردني الذي سبقها في الدراسة وقعت في حيرة كبيرة، أيمن يريد الهجرة إلى كندا، وحتى لو لم يهاجر، فإنه في النهاية سيذهب إلى بلده “الأردن”.. كيف ستترك أمها لوحدها بعد كل ماقدمته لها وهي تعلم أنها مريضة وتقاوم حتى تحصل خلود على الشهادة قبل العودة إلى مصر، فما هو الحل؟
باسم الحب
وغادة فتاة سورية، وابنة لرجل أعمال تعرض لأزمة مالية نتجت عن الأزمة العالمية، أفقدته كل مايملك، وصار على والديها أن يعودا إلى بلدهما الأم، لكن غادة ولدت هنا وعاشت وترعرعت في هذا البلد، ذكريات طفولتها وأصدقائها، إنها لاتعرف لها صديقاً في بلدها وحتى لاتعرف أسماء الشوارع، وكل ماتذكره عن بلدها فترات الإجازة الصيفية التي تقضيها هناك. وعندما تعرفت بوسيم، الشاب المحتال، الذي جاء إلى هذا البلد على أمل أن يمكنه ذكاؤه وشطارته من أن يصنع ثروة طائلة، لذلك كان ينتظر فرصة ليصل إلى مايريد، لكن الفرصة لن تأتيه وهو لايملك أياً من مقومات النجاح والثروة، ولكن فيما يبدو أن سهم كيوبيد قد أصاب قلب غادة، فأعمى بصيرتها وانقادت وراء قلبها تماما، بعد أن ألغت عقلها.
أما سعود صديق خالد، الشاب الطموح الذي لايملك من الدنيا لا المال ولا اسم العائلة الكبير، فقد وقع في حب أخت صديقه منيرة التي لم تجد غير التليفون طريقا لإقامة علاقة مع شاب، احتال عليها ووعدها بالزواح مستغلا افتقارها لكلمات الحب والغزل وبدأ يستغلها مادياً حتى وصل الأمر إلى أنها عرضت عليه هي أن تأخذ قرضا كبيرا باسمها لينشئ مشروعه الخاص، حتى يليق بها أمام أبيها عندما يتقدم لخطبتها، وكانت النتيجة... كارثة أنقذها منها سعود مؤدياً واجباً كون منيرة أخت صديقه خالد لكنه لم يجرؤ أبدا على أن يبوح لها بهذا الحب.
غموض بثينة الرئيسي
وتجري أحداث مسلسل “مانتفق” في أبوظبي هذه العاصمة الحضارية، والتي تضم الأماكن الجميلة والراقية التي ستساعد على ظهور العمل في أفضل صورة، من مولات وكوفي شوب، وشواطئ جميلة وقصور فاخرة، ومستشفيات حديثة، وتعلو الأبراج المعمارية على أحدث طراز إلى جانب الطبيعة الجميلة والشواطئ المنسقة الجميلة، والتراث الذي يبقى شاهدا على إنجازات الإمارات، ليكون هذا البلد وجهة عالمية لمن يبحث عن الأمان والاستقرار والتسامح.
وعن دورها في مسلسل “مانتفق” تقول الممثلة العمانية بثينة الرئيسي، إن الشخصية وبطولة المسلسل مسؤولية جديدة تلقى على عاتقها أمام الجمهور الخليجي والعربي الذي سيشاهد المسلسل على تلفزيون أبوظبي.
وتضيف: من خلال المسلسل سأقدم شخصية “ميرا” التي ستكون مثالا لمجموعة كبيرة من فتيات اليوم اللاتي سيتمنين أن يكن مثل “ميرا”، وهذه الشخصية ستكون نهايتها “غامضة” في الجزء الأول، ليتم استكمالها في أحداث الجزء الثاني.
الغساني الشرير
ويقول الممثل الإماراتي منصور الغساني، إنه يقوم بدور “فيصل” أخي ميرا التي تقوم بدورها “بثينة الرئيسي”، ضمن أحداث مسلسل “مانتفق”، ويضيف: دوري كالعادة سيكون “شريراً”، ودائماً أتسبب في الكثير من الخلافات العائلية نتيجة حب الذات والأنانية التي تسيطر على الشخصية، رغم أن مسلسل “مانتفق” يغلب عليه طابع الرومانسية.
وأكد أن هذا الدور سوف يسبب لي إشكالات كبيرة مع الجمهور، الذي سيراني شخصية سيئة قد يكرهها المشاهد، وأنا من هنا لابد لي من مخاطبة من سيشاهد العمل، فأقـول إن هذه الشخصية قد رسمها المؤلف، وقد تكون موجودة في مجتمعنا، لكنها بالتأكيد تختلف عن شخصية الغساني على أرض الواقع، ولكن هذا دوري ويجب أن أؤديه على أكمل وجه.
وتضيف هدى صلاح أنها سعيدة بهذه المشاركة التي تعد الأولى مع المخرج المتميز إياد الخزوز، وتضيف: رغم أن المشاركة بسيطة وفقا لحجم الدور، إلا أن دوري مهم بالنسبة لمجريات الأحداث، فأنا أقوم بدور الدكتورة منال التي تعمل مع الدكتور خالد، والذي يقوم بدوره الفنان إبراهيم الزجالي. كما أني متفائلة نتيجة نسبة المشاهدة العالية التي تحظى بها شاشة أبوظبي والتي ستعرض المسلسل للجمهور.
ويذكر أن العمل من بطولة، إبراهيم الزجالي، بثينة الرئيسي، رؤى الصبان، هدى الغانم، سيف الغانم، ليلى السلمان، عبد الله مسعود، بدرية أحمد، منصور الغساني، زهرة الخرجي، ليليا الأطرش، وسلامة المزروعي.. وفكرة وأشعار محمد سعيد الضنحاني، وسيناريو وحوار سوسن القابسي، وإخراج إياد الخزوز.
«مانتفق» ينصف الخليجيات
حول مسلسل “مانتفق” يقول إياد الخزوز مخرج العمل، إن العمل يعكس صورة جديدة للمرأة الخليجية المتعلمة صاحبة الشخصية القيادية، على عكس ما كان يطرح في السابق، من كون المرأة الخليجية سطحية ومستهلِكة، ولا تملك القرار، ولا قيمة لها إلا فيما ندر، فهناك أعمال طرحت مؤخراً، واتهمت المرأة بأنها هدف للرجل للزواج بها “متعة أو مسيار”، كما وضعت المرأة الخليجية في دائرة الإغراء والإثارة وعرض الأزياء. أما في مسلسل “ما نتفق” فتظهر المرأة بصورة مغايرة للصورة النمطية الحاضرة التي تكرست في ذهن المشاهد، فنحن اعتمدنا على تصحيح المسار السائد في الدراما الخليجية بعيداً عن الابتذال واستجداء المشاهدين.
وأضاف الخزوز أنه تم تصوير جزء من المسلسل في مقاطعة تيرول النمساوية، الواقعة على حدود النمسا مع إيطاليا وألمانيا، والتي تمر بها سلسلة جبال الألب.. موضحاً أن سبب اختياره لهذه المنطقة لاستكمال مشاهد العمل، هو أن هذه المنطقة تجذب السياح من مختلف أنحاء العالم، وتتمتع بمناظر طبيعية خلابة.
كما أن قصة العمل نفسها تتطرق إلى أحداث تدور في أوروبا، وحرصاً مني كمخرج للعمل على الارتقاء بمستوى الدراما العربية، وإخراجها من قالب الاستوديوهات والمناطق العادية، فقد قررنا الانتقال لهذه المقاطعة لاستكمال التصوير، لما ستوفره من مشاهد غنية بالجمال لتمتع المشاهد من ناحية، وليقترب العمل بأجوائه من الواقعية من ناحية أخرى، وللارتقاء بمستوى العمل أسوةً بالأعمال الدرامية العالمية.