أسماء الحسيني (القاهرة- الخرطوم)
اتفق وفدا الحكومة السودانية ومسار شرق السودان، خلال اجتماعهما أمس في جوبا، على المبادئ العامة والديباجة والمسائل المتعلقة بنظام الحكم وطبيعة الدولة السودانية. وسيواصل الوفدان التفاوض اليوم (الأحد) حول قضايا التعليم والصحة وقسمة الثروة، ومشاركة شرق السودان في مؤسسات الحكم في الفترة الانتقالية. وكان الوفد الحكومي المفاوض قد ناقش بالتفصيل الورقة التي قدمها وفد مسار الشرق في جولة التفاوض السابقة، وعاد إلى جوبا برؤية وموقف متكامل لتحقيق السلام.
وعلى صعيد المفاوضات في مسار دارفور بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان جناح عبد العزيز الحلو، أعلنت الوساطة من جنوب السودان رفع جلسات التفاوض بشأنها 24 ساعة، لتستأنف غداً الاثنين. فيما نفت الحكومة طلبها تأجيل المفاوضات
وقال ضيو مطوك عضو فريق الوساطة الجنوبية، إن الوساطة قررت إعطاء الأطراف فرصة للتشاور حول بعض القضايا الخاصة بمسار دارفور، من بينها قضية المحكمة الخاصة بدارفور، إنشائها وتمويلها، وقضية المحكمة الجنائية الدولية التي وصلت فيها الأطراف إلى تفاهمات كبيرة، وأشار مطوك إلى أن هناك توافقاً كبيراً حول القضايا التي كانت محل خلاف في جولة التفاوض السابقة.
وفي غضون ذلك، أكد محمد حسن التعايشي عضو مجلس السيادة السوداني والناطق الرسمي باسم وفد الحكومة المفاوض أن السلام العادل الشامل القابل للاستدامة، والذي يخاطب قضايا الناس لا مكاسب النخب، أصبح أقرب ما يكون.
وقال إن المشاورات أكدت أن السودانيين حققوا إجماعاً ثانياً غير مسبوق، بعد إجماعهم على ضرورة التغيير الذي بدأ في ديسمبر 2019، ويتوحدون الآن حول قضايا السلام الحقيقي، الذي يعالج المظالم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ويضع حداً للإفلات من العقاب.
ودعا التعايشي الشركاء في جميع الحركات المسلحة إلى التوحد والاصطفاف خلف مطالب السلام العادل الشامل، والمتمثلة في العدالة التي تنصف الضحايا، وتستصحب مطالبهم المشروعة في مثول المجرمين أمام المحكمة الجنائية الدولية والقضاء الوطني، ومعالجة قضايا التهميش الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، ببناء دولة تقف على مسافة واحدة من جميع الأديان والهويات.
وقد عقد الوفد الحكومي السوداني المفاوض في جوبا اجتماعاً مع رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، أطلعه خلاله على جهود حكومة السودان من أجل تحقيق السلام في دولة الجنوب، وعلى استعداد الوفد وعزمه على التوصل لاتفاق سلام شامل في السودان.
وأكد الفريق شمس الدين كباشي، عضو مجلس السيادة وعضو وفد التفاوض الحكومي، أن الوفد الحكومي عاد إلى جوبا أكثر عزيمة وإصراراً على تحقيق السلام، بعد توافق الأجهزة في السلطة الانتقالية وقوى الحرية والتغيير والأحزاب الأخرى على حل العقبات التي واجهت الوفد خلال الجولة السابقة.
وأضاف أن الوفد قدم اعتذارِاً لسلفاكير على تأخير عودته إلى جوبا لاستئناف المفاوضات، التي كان من المقرر أن تبدأ في الرابع من فبراير.
وعزا كباشي سبب التأخير لزيارة رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان لأوغندا وتداعياتها، وطمأن كباشي سلفاكير على أن كل الأجهزة الانتقالية قد تجاوزت هذا الأمر تماماً، وأنه تم إحالة الأمور إلى المؤسسات المعنية لدراستها.
وأشار إلى أن وفد قوى الحرية والتغيير الذي وصل إلى جوبا يهدف لدعم عملية التفاوض، والالتقاء بكل قادة الحركات المسلحة،
جوتيريش يطالب بشطب السودان من قائمة الإرهاب
طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش امس، بإسقاط اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
وأكد جوتيريش، خلال مشاركته في أعمال القمة الأفريقية المنعقدة في أديس أبابا، ضرورة إيجاد آلية عمل دولية للتعاون مع أفريقيا في مواجهة الإرهاب المتمدد في القارة الأفريقية.
وشدد جوتيريش على أن الأمم المتحدة وجميع وكالاتها تدعم تنمية وازدهار القارة السمراء، مشيراً إلى الحاجة الملحة إلى قوة أفريقية لمحاربة الإرهاب وتعزيز السلم والأمن تحت البند السابع من لوائح مجلس الأمن الدولي.