السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

ستريشكو: دورات الخليج لن تستمر في المستقبل

ستريشكو: دورات الخليج لن تستمر في المستقبل
25 نوفمبر 2010 22:14
أكد الكرواتي ستريشكو مدرب منتخب اليمن لكرة القدم، أن بطولات الخليج، لن تستمر في المستقبل، بسبب تعاظم أهمية الدوريات الخليجية وتقدمها، ومنحها الأولوية، وتطبيقها لنظام الاحتراف، فضلاً عن احتراف لاعبين خليجين خارجياً، وهو ما يحول دون تجمع المنتخبات، وبالتالي أداء البطولة، الأمر الذي ما بدأ يظهر بقوة، خلال البطولتين السابقتين، وبلغ أعلى مستوياته خلال البطولة الحالية باليمن، التي كادت تتعرض للتأجيل أو الإلغاء. وقال ستريشكو “أعتقد أن عامل الزمن وحده، سوف يكون كفيلاً، بأن يؤدي إلى اختفاء البطولة، وعدم إقامتها، فضلاً عن عدم أهميتها من الناحية الرسمية لرفض “الفيفا” الاعتراف بها كبطولة رسمية، على الرغم من أنها تجمع المنتخبات الأولى في المنطقة”. وعن موقف “الفيفا” الرافض للاعتراف، حتى الآن ببطولة الخليج، قال “في المستقبل، سيكون من الصعب، تنظيم هذه المسابقة، بسبب كثرة المشاركات الدولية، فضلاً عن تطبيق الاحتراف المحلي لدوريات خليجية كثيرة، وحتى هذه البطولة كان تنظيميها صعباً للغاية، وأعتقد حالياً أن المشكلة في كثرة المحترفين، ومستقبلا سوف يزيد عددهم، كما أن إقامة البطولة يؤدي لتوقف الدوريات المحلية، وأعتقد حسب وجهة نظري أن الأمر سيكون تدريجياً بحيث سيتم “اندثار” البطولة بفعل الزمن وانشغال المنتخبات بالبطولات القارية والرسمية”. هموم الكرة اليمنية وتحدث ستريشكو عن هموم الكرة اليمنية، في حوار خاص مع “الاتحاد”، أكد خلاله على معاناة اللاعب اليمني، نتيجة لغياب الاهتمام بقطاعات الناشئين بالأندية، فضلاً عن غياب الدعم المادي. ونفى ستريشكو أن يكون قبوله بتدريب اليمن بمثابة المغامرة غير المحسوبة العواقب، مشيراً في الوقت نفسه، إلى أنه قبل المهمة لرغبته في خوض تحدٍ جديد عليه، بجانب المساهمة في بناء منتخب من لا شيء، وقال “حضرت إلى هذه البقعة من العالم، لأن أفعل شيئاً من لا شيء”. وكشف ستريشكو عن تجربته مضغ “القات”، طالما كان أساسياً من مكونات الثقافة اليمنية، وأحد العادات التي يحرص عليها حوالي 90 % من المجتمع، وقال “جربت مضغ “القات” واستعماله، وكانت تجربة فريدة من نوعها، ولكنني لن أكررها مطلقاً”. بداية مخيبة وبدأ ستريشكو الحديث عن الصدمة الأولى بالخسارة الثقيلة أمام المنتخب السعودية، وقال “أعتقد أن قلة الخبرة، والتأثر بالضغط الجماهيري، والنفسي للبطولة، والاهتمام الشعبي والرسمي الكبير بها، كانت عوامل كافية لفشل الفريق في الظهور بالشكل المعتاد، حيث أن الأداء في المباريات الودية كان أفضل. وأضاف: لقد حاولت تنظيم اللاعبين في الملعب، والبدء من جديد مع العناصر المختارة لصفوف المنتخب، وتعليم الكثيرين منهم مبادئ اللعبة وبصورة مكثفة، ولكن خابت توقعات الجماهير والمسؤولين، في لاعبي المنتخب، على الرغم أن المستوى الذي ظهر في لقاء الافتتاح لا يعبر مطلقاً عن الفريق، لأننا كنا أفضل في بطولة غرب آسيا عندما لعبنا من دون ضغوط”، وقال “نحن نعمل بجد واجتهاد، وبدأنا وضع الفريق على الطريق الصحيح، وعلينا أن نرى أين نحن بالمقارنة مع بقية المنتخبات؟.” وعن قبوله مهمة منتخب مغمور ما يعتبر مجازفة قد تقلل من أسهمه في قيادة الفرق خلال الفترات المقبلة قال “قبلت المهمة لأنها تحدٍ كبير لي كمدرب، وأحب أن أرى ماذا يمكنني أن أفعل، خاصة أن مقومات النجاح في ظروف كتلك التي تعيشيها الكرة اليمنية تعتبر صعبة للغاية”. وعن معاناة كرة القدم اليمنية، قال ستريشكو “ليس لدينا دوريات للشباب والناشئين، وبالتالي لا توجد منافسة تستطيع أن تختار منها العناصر التي تشكل مستقبل الكرة اليمنية، وهو أمر غريب، ويتطلب ضرورة الحل والتدخل السريع، والأندية هنا تدرب الشباب فقط، ولكنها لا تدخل منافسات بهم، مما يعني أن اللاعب يظل بلا خبرات، حتى عمر 20 عاماً، على أقل تقدير، كما أن البنية التحتية سيئة للغاية، ولا تشجع على اكتشاف المواهب وتقديمها، وكل هذه المعوقات كانت بمثابة تحدٍ كبير بطبيعة الحال، لأن كرة القدم يستحيل أن تتقدم من دون لاعبين شباب، وهذا العيب يتطلب تدخل الدولة، لأن العمل على تأهيل احتياطي استراتيجي للمنتخبات الوطنية، يعتبر التحدي الكبير للكرة اليمنية حالياً”. وقال مدرب منتخب اليمن “شاهدت مباريات سابقة، ورأيت فرق الدوري هنا، واخترت اللاعبين بناء على ما لدينا من إمكانات، وأرى أن اللاعب اليمني موهوب جداً، ولكنه يعيش في بيئة لا تشجع على تأهيل لاعب كرة قدم، والأمر يختلف عن نظيره في بقية الدوريات الخليجية، وأعتقد أن الاحتراف سوف يفيد لو طبق في اليمن، ولكنه يحتاج إلى الاستثمارات الضخمة، وأن تضخ الحكومة أموالاً طائلة”. ذكريات مهمة عاد ستريشكو بذاكرته إلى فترات سابقة وتحديداً منذ بداية مشواره في الخليج، وقال “لقد مررت على محطات مهمة في تاريخي التدريبي بالمنطقة، وأحبها إلى قلبي منتخب الإمارات للشباب الذي أشرفت على تدريبه في منتصف التسعينات، فضلاً عن منتخب البحرين، وفريق الرفاع، ولدي ذكريات طيبة في كل من البلدين”. عروض جادة وأكد ستريشكو أنه تلقى عروضاً جادة من منتخبات وأندية بالشرق الأوسط، والخليج، وعروض أفريقية، وذلك خلال الأشهر الأخيرة الماضية، ولكنه فضل استكمال مشواره مع المنتخب اليمني، حيث ينتهي عقده مع الفريق بنهاية يونيو المقبل، غير أنه استدرك قائلاً “سأحدد موقفي مع اليمن عقب “خليجي 20”، لأن هذه البطولة جاءت لتعطينا مؤشرات أين نحن بالنسبة لدول الخليج بعد عام ونصف العام من التحضيرات، وبالتالي علينا أن نجلس مع الاتحاد لنعرف بالضبط ما هو الموقف، بعد البطولة ونقيم المشاركة اليمنية سواء استكملنا المشوار وتأهلنا أم خرجنا من الدور الأول”. وأشاد ستريشكو باليمن والشعب اليمني، مشيراً إلى أنه أمضى ما يقرب من العام ونصف العام، ولم يشاهد أو يتعرض لأي موقف غريب أو خطر، وذلك رداً على من يقول إن اليمن غير أمن. الاحتراف الخليجي وعن رأيه في كرة القدم الخليجية لأنه أحد المدربين أصحاب الخبرة في العمل مع منتخباتها وأنديتها بمناسبة بطولة “خليجي 20” التي تستضيفها اليمن حالياً قال “أعتقد أن هناك تقدماً في مستوى الكرة الخليجية بالمقارنة بالسابق عند وصولي للعمل هنا للمرة الأولى منتصف التسعينات، ولكن على الرغم من ذلك فهو تقدم بطيء للغاية، ولا يتوازى مع حجم الأموال التي تنفق، خاصة في دوريات قطر والسعودية والإمارات، وكان يجب أن يكون التقدم أسرع، وأعتقد أن السبب هو عدم الاحترافية الكافية لدى اللاعب والإداري، وذلك لطبيعة أسلوب الحياة الخليجية على وجه التحديد، والعربية بشكل عام، حيث إن الاحتراف يتطلب حياة عملية بحتة، تقوم على احترام اللاعب المحترف لمفاهيم الاحتراف، وما عليه من واجبات، وما له من حقوق، وأعتقد أن المشكلة تكمن في عقلية اللاعبين والإداريين والمسؤولين عن النقلة الاحترافية من الأساس لأنهم يفكرون بعقلية الهواية. وفي البطولة الحالية رشح ستريشكو منتخبي عُمان والكويت لبلوغ المباراة النهائية، مشيراً إلى أنهما الأكثر جاهزية في البطولة. إلغاء البطولة ورداً على سؤال: هل يعتقد أن الاحتراف سوف يفيد اللاعبين والفرق بالخليج، قال “نعم الاتحاد الآسيوي قدم مشروعاً طموحاً، وسيؤدي حتماً إلى تطور الكرة في القارة الصفراء، بعد عقود من التراجع، كما أن هناك اهتماماً في غرب وجنوب القارة بالاحتراف، وهو يفيد القارة بأكملها، حيث إن الاحتراف يؤدي إلى تطور اللاعبين عبر القارة كلها وحالياً مستوى الكرة الآسيوية، متراجع بعض الشيء أمام الكرة الأفريقية والأوروبية”. التجنيس حل سريع عدن (الاتحاد) - تحدث ستريشكو مدرب اليمن عن التجنيس الذي يعتبره البعض آفة بعض المنتخبات الخليجية، وقال “التجنيس هو حل سريع، يؤدي لتطور مؤقت للكرة الخليجية، والمنتخب الذي يلجأ إليه يبحث عن بدائل جاهزة أمامه، بدلاً من وضع الخطط وتأهيل اللاعبين الناشئين، كما يحدث مثلاً في الإمارات حالياً، والتي تولي الاهتمام منقطع النظير بمنتخبات الشباب والناشئين، خاصة في المنتخبات ذات التعداد السكاني الأقل مثل قطر التي تجنس بشكل مفتوح، والبحرين التي تملك 4 مجنسين، فضلاً عن بقية المنتخبات الخليجية الأخرى، وقد كنا نأمل أن نستفيد من المجنسين الأفارقة بصفوف المنتخب اليمني، ولكن اتحاد الكرة رأى عدم الدفع بهم”. وأضاف “أن التجنيس متبع في دول العالم، ومن الطبيعي أن تلجأ الدول للتجنيس، ولكن المرفوض هو جلب لاعبين من أجل تجنيسهم فقط بدون الاستفادة، منهم في الدوري المحلي، ولكن لو تماشى التجنيس مع قوانين “الفيفا”، فلا مانع منه بل يفيد أي منتخب، ولكن لو تم بصورة علمية ووفق رؤية فنية متميزة، خاصة في حالة النقص في المراكز التي لا تجد كفاءات من اللاعبين المواطنين”. مستقبل مبهر للكرة الإماراتية عدن (الاتحاد) - أشاد ستريشكو بمستقبل كرة القدم الإماراتية، ورأى أنها تسير وفق استراتيجية مرسومة وواضحة المعالم، وبدأت تؤتي ثمارها بدليل نتائج المنتخب الأولمبي في الأسياد. وقال «هناك عمل مميز للغاية في الكرة الإماراتية التي اهتمت بصورة مكثفة بالشباب، وبالتالي أصبحت هناك مؤشرات إيجابية حول المستقبل خاصة الجيل الحالي من لاعبي المنتخبين الأولمبي والشباب وهما يضمان خيرة المواهب التي يتم ثقلها وتشكيلها، وأعتقد أن الكرة الإماراتية سيكون لها شأن آخر خلال 10 سنوات قادمة، وستكون من بين أفضل المنتخبات في المنطقة بناء على القاعدة المتميزة من اللاعبين حالياً». لا يوجد مدرب كبير من دون لاعبين وإدارة عدن (الاتحاد) - رفض ستريشكو عقد المقارنات بين المدربين الحاليين في بطولة “خليجي 20”، خاصة أنها تشهد وجود مدرب بحريني، يقود فريقه في البطولة، لظروف خاصة، ورد على استفسار حول وجود المدرب صاحب “الكاريزما” والقدرة على تحقيق النتائج الإيجابية مع أي فريق يدربه لقوة شخصيته، وتفوقه، وقال “لا أحب الحديث عن المدربين الزملاء، ولكن مهما كان المدرب جيداً ومتميزا، فهو لن يحقق أي شيء، ما لم يكن هناك لاعبون متميزون يساعدوه على تقديم كل ما لديه، بالطبع المدرب القدير يجيد توظيف لاعبيه، وبالتالي تحقيق النتائج، ولكن في نهاية المطاف الأمر، يتوقف على اللاعبين ومستوياتهم الفردية والمهارية، وأضاف: لا أعتقد في شيء أسمه مدرب كبير ورائع، على طول الخط، ولكن أي مدرب مهما بلغ نجاحه، لا يقدر على الاستمرار في تحقيق النتائج الإيجابية، إلا بعد ضم لاعبين متميزين، حتى مورينيو فهو لم ينجح مع الريال إلا بعد أن وفرت له الإدارة اللاعبين الذين طلبهم بالاسم حيث ضم مسعود أوزيل وغيره من اللاعبين المتميزين”. وكشف ستريشكو عن عدم قدرة المدرب المواطن في دول الخليج على النجاح في المهمة التدريبية، ولفت إلى أن الإدارات تتعامل بتعالي مع المدرب الأجنبي، حيث يتم تشويه صورته أمام الرأي العام، عند أي هزيمة، ويتم الترويج لأن المدرب أقيل من منصبة، وعندما يتعلق الكلام بالمدرب المواطن، فإنه يتولى المسؤولية بشكل مؤقت وعندما تتم إقالته يروجون أخباراً بأنه استقال ولم تتم إقالته وهكذا. وشدد ستريشكو على أن أهم العوامل التي تعوق تفوق المدرب الخليجي المواطن سواء مع الفرق والأندية، هو أنه يتأثر بآراء من حوله، كما أنه عادة ما يشهد تدخلات في عمله من المسؤولين الكبار، ولا يقدر على أن يرفض. وأشار المدرب الكرواتي إلى أن عقلية اللاعب الخليجي والعربي أيضاً تعيق تنفيذ كل الأفكار الفنية التي يأتي بها المدرب الأجنبي، خاصة في طريقة التعامل، وقال “اللاعب الخليجي عاطفي ولا يحب التعامل باحترافية معه”.
المصدر: عدن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©