30 أغسطس 2011 01:44
يشارك فيلم “ثوب الشمس” الذي كتب قصته وأخرجه المخرج سعيد سالمين ومن بطولة حبيب غلوم ومرعي الحليان، وأحمد عبدالله، ونيفين ماضي، وصوفيا جواد، وحمد الحمادي في مهرجان “قازان” السينمائي الدولي في روسيا، الذي يقام خلال الفترة من السادس وحتى الحادي عشر من الشهر المقبل، وسبق لفيلم ثوب الشمس أن شارك في مهرجانات محلية وعربية وعالمية ممثلا للسينما الإماراتية.
ويرى سعيد سالمين أن مشاركة ثوب الشمس في مهرجان عالمي مثل مهرجان قازان يشكل دفعة جديدة للسينما في الإمارات التي تعتبر وليدة في مجال الأفلام الطويلة، وهي تضع أولى خطواتها في هذا الحقل الإبداعي المهم.
وعن توقع سالمين لردود أفعال الجمهور في المهرجان حال عرضه عليهم قال “أنا أتوقع أن تكون الردود إيجابية، إذ أن المجتمع الروسي ربما يتقبل قصة الفيلم وفكرته والوجوه الجديدة فيه كونهم ينظرون بتعاطف أكبر كونهم شرقيين يحملون ذات الرؤى والعوالم التي يحملها الفيلم”.
وكان الفيلم قد تعرض عند عرضه في مهرجان أبوظبي السينمائي في عام 2010 الى مجموعة من الآراء النقدية الإيجابية والسلبية، وتمثلت الآراء النقدية السلبية في أن الفيلم كان متواضعاً في طريقة إخراجه واستخداماته التكنيكية.
وعن ذلك قال سالمين لـ “الاتحاد” “من الطبيعي أن يتعرض هذا الفيلم الى مجموعة من الانتقادات، باعتباره أول فيلم سينمائي طويل لي ونحن لا نزال مبتدئين في هذا الحقل المعرفي والفني، والشيء الآخر من الضروري أن يرى الإنسان أخطاءه من أول فيلم كي يتعامل مع تلك الأخطاء في مسيرته الإخراجية المقبلة، وأنا لا أقول إن الفيلم قد نجح نجاحاً مبهراً، وإنما لا بد من الإنصاف في القول بالرغم من أن الفيلم ينتمي الى طريقتي في الإخراج، وأنا أعتز بذلك إخراجياً ولكن هذا لا يمنع من أن يعتريه الكثير من العثرات والنواقص ومن هنا فإنني أرد على من انتقد الفيلم بأن المفروض أن يشكرني زملائي السينمائيين الذين عملت وما زلت أعمل معهم إذ لم يقدم لي أي واحد منهم الشكر، وعلى الأقل ما يقال تعبيراً عن جهد الآخر في إخراج أول فيلم طويل بالقول الدارج “الله يعطيك العافية”، وأنا أريد القول إن الزملاء من السينمائيين الذين كانوا يعملون معي دائماً تفاجأت بهم، والمفترض ألا يتعاملوا بهذه الطريقة بالانتقاد الجارح، وكان عليهم أن يقدموا آراءهم بشكل مباشر وهي تحمل أفكاراً نقدية بناءة وواضحة وصريحة لأننا جميعاً نعمل من أجل خلق سينما إماراتية لا تخص على سعيد سالمين لوحده، وإنما تخصنا جميعاً، فهذا هو بلدنا الذي نعمل من أجل أن نقدم له الأفضل”.
وأضاف سالمين “إن فيلم “ثوب الشمس” قد أثار إعجاب الكثير من النقاد في المهرجانات العربية والعالمية التي اشترك فيها مثل مهرجان دمشق السينمائي ومهرجان وهران في الجزائر، بينما واجه آراء سلبية في مهرجان أبوظبي السينمائي، وقد أزعجتني تلك الآراء والنقود التي لم تقم على أسس معرفية بفن السينما وإنما أطلقت أفكارها جزافاً”.
وقال “نعم لقد استقبلت آراءً سلبية وإيجابية ولكنني أقول إن الأخطاء، حتى على صعيد السيناريو تتواجد في كل عمل وإن أي عمل فني له من الهنات والضعف والقوة، ولكنني لم أسمع حتى من أصدقائي السينمائيين والذين يتواجدون معي في ساحة السينما الإماراتية ما يشجعني على مواجهة الآراء النقدية السلبية وكأنهم وقفوا متضامنين مع آراء النقاد المشكوك بها أو كأنهم وقد أنجزوا أفلاماً طويلة قبلي وقدموا ما هو مذهل في السينما الإماراتية، وهنا أقول قدموا أعمالكم كي تحكموا على أعمال الآخرين بهذه البساطة”.
وأضاف”أحس أنني قدمت في “ثوب الشمس” نجوماً من الممثلين يخرجون الى الجمهور لأول مرة، مثل أحمد عبدالله ونيفين ماضي في “بنت مريم” و “ثوب الشمس”، وصوفيا جواد التي مثلت في “ثوب الشمس” لأول مرة، ولا بد لي أن أقول إن سعيد سالمين يعيش حالة سعادة بما حققه في مجال السينما على المستويين المحلي والعربي، بل خرجت الى العالمية في مهرجاناتها الكبرى، وأنني من ضمن جيل وضع بصماته في الإخراج السينمائي الطويل في الإمارات، وأعتبر هذه فضيلة تسجل لي ولا تحسب ضدي”.
وقال “لا بد لي من التأكيد أن من يعرف سعيد سالمين ربما يتمنى أن يقدم الأفضل والأروع وهذا الفيلم وأقصد “ثوب الشمس” لو قدمه مخرج مبتدئ لأعطي جوائز كبرى، ولكن ما ينتظره المشاهد من سعيد سالمين هو الأكبر، وهذا ما يرضي الجميع وهي غاية “مستحيلة”.
وأضاف “هناك أسماء إعلامية أحترمها انتقدت الفيلم بحدة وأنا لا أجد مشكلة مع أي شخص في معرض انتقاداته، إذ ليست لدي مشكلة مع النقد كون الفيلم لا بد له أن يتعرض الى آراء نقدية سواء كانت قاسية أو مرضية، ولكن ما أثار استغرابي من قراءات غير نقدية بينما هي وجهات نظر قدمت عن الفيلم ولكنها تنطوي على حكم قاسٍ وكان عليهم أن يكونوا أكثر واقعية بسبب استقبال الفيلم برأي مسبق قبل مشاهدته”.
وقال “أنا لو رأيت فيلماً سيئاً جداً جداً لأعطيته بالضرورة سلبيات، وكذلك إيجابيات، بينما لم يقدم النقاد أي إيجابيات لـ”ثوب الشمس” وأنا أجد أن هناك إيجابية واحدة واضحة، وهي ربما تتلخص في أي لقطة شعرية في الفيلم”.
وتساءل سعيد سالمين عن مدى التعاون بين السينمائيين الإماراتيين وقال “من الضروري أن يخلق هذا التعاون وليست هناك مصلحة لنا جميعاً في وضع العصي في العجلات والانتقادات اللاذعة والتصدي للأخطاء البسيطة وهذا ما حصل من خلال آراء الكثيرين ضد الفيلم، ومهما يكن من أمر فإن أي شخص ناجح يتعرض لمثل هذه الهجمة”.
وشدد سعيد سالمين عن أن النجاح في هذا الحقل الإخراجي المهم لا يعني اسمه لوحده، بل هناك مخرجون مهمون في الإمارات أعتقد أنهم سيخلقون بصماتهم في المستقبل. وأضاف “أعتقد أن الفيلم يستقبل الآن بشكل مرضٍ في مهرجانات كثيرة وهذا دليل على نجاحه”.
المصدر: أبوظبي