بتمويل من دولة الإمارات العربية المتحدة، وضعت السلطات المحلية في مدينة الموصل العراقية، اليوم الأحد، حجر الأساس لإعادة بناء مسجد "النوري" الكبير ومنارة الحدباء التاريخية بعد تدميرهما خلال معارك طرد تنظيم داعش الإرهابي الذي كان يتخذ من المدينة معقلاً له.
وكانت معالي نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة أعلنت، في إبريل الماضي، أن الإمارات ستمول أعمال إعادة بناء المسجد ومنارته بمبلغ قدره 50,4 مليون دولار.
وضمن احتفالية صغيرة أقيمت اليوم الأحد، في باحة المسجد المهدم، وضع مدير ديوان الوقف السني في العراق عبد الله الهميم وممثلة منظمة اليونيسكو في العراق لويز هاكستاوزن، حجر الأساس لمشروع إعادة بناء الصرحين التاريخيين.
ونصبت خيام في باحة المسجد لاستيعاب عشرات الحاضرين من الأهالي الفرحين، فيما رفعت أعلام الإمارات والعراق في محيط الساحة.
وقال مدير الوقف السني في محافظة نينوى أبو بكر كنعان إن "المشروع يتضمن الإبقاء على بقايا المئذنة القديمة وبناء أخرى جديدة، مع توسيع في مرافق ملحقات الجامع ببناء منشآت جديدة".
ودمّر مسجد "النوري" ومنارته الحدباء، المعلم الشهير في الموصل من القرن الثاني عشر، في يونيو 2017، بعد أن فجره تنظيم داعش المتشدد.
وهو المسجد نفسه الذي شهد، في عام 2014، الظهور العلني الوحيد للمسمى أبو بكر البغدادي الذي يطلق على نفسه زعيم التنظيم.
اقرأ أيضاً... الإمارات تتكفل بإعادة بناء وترميم مسجد النوري الكبير بالموصل
وقالت هاكستاوزن، اليوم الأحد، إن "العراقيين وجميع العالم، شاهدوا الدمار الشامل لجامع النوري. كانت في الحقيقة لحظة رعب (...) واليوم، نحن نضع حجر الأساس ونبدأ رحلة من البناء المادي الملموس".
ومسجد النوري، الذي يحمل اسمه من نور الدين الزنكي موحد سوريا الذي حكم الموصل لفترة وأمر ببنائه عام 1172، كان دمر وأعيد إعماره في العام 1942 في إطار مشروع تجديد.
والمنارة الحدباء للمسجد، التي حافظت على هيكلها لفترة تسعة قرون، هي المعلم الوحيد الباقي من المبنى الأصلي للمسجد. وكانت المنارة المزينة بأشكال هندسية من الطوب رمزاً للموصل. وقد طبعت صورتها على ورقة نقدية من فئة عشرة آلاف دينار عراقي. ويبلغ ارتفاع المنارة 45 متراً.
وسعى تنظيم داعش المتطرف، قبل هزيمته في 2017، إلى أن يجعل من الموصل رمزاً لحكمه.
وبعد ثلاث سنوات من سيطرة تنظيم الإرهابي على الموصل، أعلن العراق استعادة السيطرة على المدينة في يوليو الماضي، بعد نحو تسعة أشهر من المعارك الدامية، قبل إعلان "النصر" النهائي في ديسمبر 2017.