25 نوفمبر 2010 20:48
نتطلع إلى كتابة التاريخ بمداد من فخر، نفرض وجودنا على الساحة الإعلامية، نكون في مستوى الحراك الثقافي الذي تشهده العاصمة أبوظبي، كل ذلك نحاول خلقه بالكلمة، تلك الكلمة التي تختزل كافة أوجه النشاط الإنساني، لأن الكلمة أهم مصادر المعلومة وأوسعها انتشاراً، لكل ذلك نحاول خلق قيادات إعلامية تكون رافداً للإعلام الإماراتي، بل مزوده الأساسي بالطاقات الشابة القيادية.
نظمت مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون بالتعاون مع twofour54 تدريب، برنامج “القيادات الإعلامية الشابة” في سنته الخامسة، بحضور هدى كانو، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، ونورا الكعبي، رئيس twofour54 تواصل، بمشاركة عدد من الطلاب المنتسبين للبرنامج.
اسئلة تمت الإجابة عنها، وأخرى ظلت معلقة لأنها تتعلق بما هو موجود ومطروح على الساحة الإعلامية، وبما يجب تغييره من أدوات وأساليب العمل للنهوض بالإعلام وخلق قيادات قادرة على التحدي ومجابهة صعاب المهنة وتحدياتها، وأخرى مرتبطة بالمنتسبين أنفسهم، فكثيرون منهم شقوا طريقهم، وبعضهم اتخذ الصحافة ركابا، وآخرون قرروا البقاء في الظل خلف الشاشات أو في العلاقات العامة.
التغيير من الداخل
أسئلة كثيرة تمت الإجابة عنها خلال هذا المؤتمر الصحفي، وتحديات عزم الجميع على رفعها رغم صعوبة الطريق، مسيرة كاملة من التدريبات لتمكين الشباب من دهاليز الإعلام وفك شفراته المتعددة، وعن اقتناع بأن التغيير يأتي من الداخل بدأت بنخبة شباب في قمة العطاء، تدريبات لوضع الشباب على نقطة البداية يحتفلون بتغيراتهم ومنظورهم للحياة الإعلامية بمناظير مختلفة تطل على عالم يحمل الكثير من الشغف والتعب والجهد والتميز بإجماع الكل أن الصحافة مهنة المتاعب والمشاق، والنجاح فيها يقبل الاستمرار في الجهد والتعب والبحث عن الأفكار والتمكن من الأدوات الثقافية والعمق المعرفي.
95 إعلامياً و 120 فعالية
هذا البرنامج تنظمه مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون تحت شعار “مواهب إماراتية، قيادات إعلامية” حيث قالت هدى الخميس كانو إن البرنامج منذ انطلاقته شمل “95 إعلامياً إماراتياً شاباً انتسبوا لبرنامج القيادات الإعلامية الشابة، واشتركوا في 120 فعالية على مدى أربعة أعوام” وأكدت هدى الخميس كانو، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، على أن برنامج القيادات الإعلامية الشابة هو ثمرة جهد لم يبدأ منذ سنوات قليلةٍ فقط، وإن كان قد تأسس في العام 2007، بل جاء سعياً من مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون إلى احتضان الإعلاميين الإماراتيين الشباب وعياً منها بالمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقهم ليكونوا بمستوى الأمل الذي عقدته عليهم القيادة الرشيدة لدولة الإمارات، والثقة التي أولتهم إياها، للمشاركة في تحقيق رؤية الإمارات 2030”.
وأشادت هدى كانو بالإعلاميين الشباب الذين شاركوا ويشاركون في فعاليات برنامج “القيادات الإعلامية الشابة” في سنواته المتعاقبة، متضمنةً أكثر من مئة وعشرين نشاطاً توزّعت بين المحاضرات وورش العمل والتدريب التي اشتملت على دورات تطوير المواقع الإلكترونية، والتصوير الصحفي وتصوير الفيديو، وكيفية تغطية الفعاليات الفنية، وإجراء المقابلات والحوارات التي تكللت بحوار ثقافي إماراتي بلجيكي متميز أقامه الطلاب المنتسبون للبرنامج مع سمو الأميرة ماتيلد قرينة ولي عهد بلجيكا، والوفد الإعلامي البلجيكي في زيارته للإمارات، إضافةً إلى التقديم التلفزيوني، والتواصل المباشر مع أساتذة الإعلام العرب والعالميين.
المحك
وأشارت هدى الخميس كانو من خلال مداخلتها خلال المؤتمر إلى أن البرنامج شهد مشاركة العديد من كبار الإعلاميين، منهم الإعلامي تركي الدخيل، صاحب التجربة التلفزيونية في قناة العربية، عبر برنامجه الحواري الشهير “إضاءات”، والإعلامي زاهي وهبي متناولاً تجربته الإعلامية في تلفزيون المستقبل، وبرنامجه الحواري “خليك بالبيت”، والإعلامية غابي لطيف مستعرضةً تجربتها العريقة في الإعلام عبر تلفزيون لبنان كأول وأصغر مذيعة تلفزيون عربية، وصولاً إلى حضورها المتألق في تلفزيون فرنسا 24 وراديو مونتي كارلو، والإعلامي حسن فتاح، رئيس تحرير جريدة ذا ناشيونال، والإعلامية السعد المنهالي، رئيسة موقع الاتحاد الإلكتروني، والإعلامية صفية الشحي، والشيخ سلطان بن سعود القاسمي، وإريك ماكنـز، من “Thomson Foundation”، ونانسي دورام من طومسون رويترز، مراسلة الشركة الكندية للإرسال CBC، وطريف سيد، عضو لجنة تحكيم جوائز Emmy.
أما نورا الكعبي، رئيس twofour54 تواصل قالت: “تحالفنا مع مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون فخر لنا، ونحن سعداء جدا للعمل مع المجموعة في جهودها المستمرة لدعم المواهب الإماراتية الشابة في صناعة الإعلام، فتجهيز الطلاب بالمعرفة والأدوات اللازمة ليصبحوا قادة المستقبل في مجال الإعلام، أمر جوهري لخلق صناعة مستدامة للمنطقة بأسرها، ونحن نتطلع من خلال تحالفنا مع مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون إلى تطوير محتوى الإعلام العربي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والارتقاء به على مستوى عالمي”.
طاقات شابة
من المشاركات في المؤتمر الصحفي والتي تحدثت من على منصة المؤتمر، هدى عباس باحاج حاصلة على بكالوريوس إنتاج إعلامي من كلية التقنية بنات بأبوظبي، ومنتسبة لبرنامج القيادات الإعلامية الشابة تقول في حديث ل”لاتحاد” عن ما استفادته من هذا البرنامج وما تنوي تقديمه في المستقبل: اشتركت في هذا البرنامج من خلال مدرستي الأسترالية، ففي أول سنة دراسية لم أكن أومن بقدراتي الإعلامية، وعندما انتسبت لهذا البرنامج أدركت أهميته الكبيرة حيث له القدرة على إخراج نخبة مهمة من القياديين الإعلاميين في الإمارات، وتذكر هدى أنها كتبت مقالا مميزاً عن الفتاوى في الدول العربية، وأعجب بها المدربون والأساتذة المشرفون عليها، وكانت تنوي تحويل هذا المقال لبحث موسع، لكن دراستها ومتابعاتها اليومية جعلتها توقف هذا المشروع إلى حين تفرغها.
وتقول في هذا الإطار “أتذكر رأي الصحفي جوزيف مكرزل، رئيس تحرير جريدة الدبور في لبنان، عندما عبر عن إعجابه بهذا المقال، حيث أعطاني دفعة قوية للتشبث بالإعلام”، وتضيف هدى عن طريقة عملها في المجال الصحفي وعما يميزها في هذا الإطار: “يهمني كثيرا الاعتماد على نفسي في أي تغطية وخلق موضوع خارج البيان الصحفي، وهذا الأخير أتركه تكملة لموضوعي أو مرجعا وليس أساسا ينشر ويلغي وجودي الصحفي.
أهمية المكاشفة
أما عن مناقشة الأفكار في المواضيع فقالت يهمني التطرق للمواضيع الاجتماعية، ومكاشفة ما يجب بخط لطيف بعيد عن التشهير، لأنها في الأخير هذه أشياء داخلية ولا يجب في نظري إخراجها خار ج حيز النطاق الجغرافي لبلدنا. وعن قراءتها لما يجول في الساحة الإعلامية قالت: أغلب المواضيع الموكولة للإعلامية الإماراتية مواضيع ترفيه، أما أنا فأحاول خلق برنامج اجتماعي من منطلق الخصوصية الإماراتية، تكون فيه ملامسة للمشاكل بعمق وليس بسطحية واستخفاف برؤى الناس، أما عن استفادتها من برنامج القيادات الإعلامية فقالت هدى باحاج: استفدت من العلاقات الإعلامية التي خولها لي البرنامج، كما فتحت أمامي مساحات واسعة للتعلم والتدريب.
وفي الجهة الأخرى يقف علي عبد الله العفيفي الذي دخل البرنامج منذ السنة الماضية إذ كانت هذه المدة كفيلة بتغير نظرته لمهنته المستقبلية، حيث تخلى عن الهندسة الكهربائية، ليدخل في هذه التجربة الإعلامية “القيادات الإعلامية الشابة” وقال عبدالله عفيفي عن ذلك: درست الهندسة الكهربائية، ولكني اكتشفت أنها ليست أقصى رغبتي في النجاح كدراسة، كما اكتشفت أنها لا توافقني وترضي طموحي، هكذا نصحتني الأستاذة ليلي كروما، مشرفة بمركز دعم الطالب، بالدخول في برنامج القيادات الإعلامية الشابة لسنة 2010، حيث يعرض الإعلام على أشكال مختلفة، تعلمت أشياء كثيرة جدا واستفدت من خلال ورشات العمل، إذ تعلمت التصوير عن طريق الفيديو.
كما أنني لم أكن أحب التصوير، وإذ اكتشفت مواهب كبيرة دواخلي عندما دخلت البرنامج، كما أنه نظرا لميولي الأدبية ولكوني كنت أكتب سابقاً فإنه تم نشر لي مواضيع بالعربية والإنجليزية، حيث غيرت تخصصي وتحولت من الهندسة للإعلام، وخلال هذه السنة كانت لي تجربة رائدة حيث ذهبت للصين متطوعاً وكانت تجربة مميزة سأكتبها مقالات متنوعة.
لكن مع كل هذه الميولات نحو الإعلام أدركت أن الصحافة صعبة جدا وليس من السهل الاستمرار فيها بنفس الجهد والقوة، لهذا سأكتفي بها كهواية، لكن كوظيفة لازلت لست متأكدا. ويضيف علي عبد الله عفيفي: حقق لي البرنامج التعارف مع إعلاميين آخرين هذا نتج عنه كتابة قصة عن الطلاق ستنفذها الأخت هدى باحاج فيلما.
خطوات كبيرة
أسئلة كثيرة تم طرحها خلال المؤتمر تتعلق باللغة العربية والقدرة على امتلاكها من طرف الصحفيين، وتراجعها عند البعض، وعن دفعات القيادات الإعلامية التي تخرجت من البرنامج ومسيرتها في الحقل الإعلامي الإماراتي وبصمتها، وعن سوق العمل، وعن رغبة بعض الإعلاميات في العمل في العلاقات العامة والتلفزيون نظرا لوقوف بعض الحواجز المجتمعية أمامهم، والمتغيرات التي يجب أخذها بعين الاعتبار لصناعة القادة خاصة أن أبوظبي تعرف حراكا ثقافيا كبيرا، والرؤية الثقافية التي يجب أن يمتلكها الإعلامي، وانشغالات أخرى تمت مناقشتها بكل أريحية، وقيل إن البرنامج خطى خطوات كبيرة وسطر طرقا معبدة أمام المنتسبين وسيخلق أخرى للدفع بعجلة الإعلام في الإمارات لخلق قادة يمسكون بزمام الإعلام ثقافة وعمقا وتغييرا.
المصدر: أبوظبي