24 يناير 2012
الرياض (رويترز) - قال الأمير تركي الفيصل، المدير السابق للمخابرات السعودية، أمس، إن الاقتصادات الناشئة الكبرى مثل الصين والهند والسعودية لن تساعد الغرب في مواجهة أزمته المالية، إلا إذا حصلت على نفوذ أكبر في إدارة الاقتصاد العالمي.
وقال الفيصل أمام مؤتمر لأنشطة الأعمال في الرياض، إن الأزمة المالية والكساد الكبير ولدا وترعرعا في الغرب، لكنهما أضرا بسائر دول العالم مما يظهر الحاجة لإعطاء الاقتصادات الناشئة مزيدا من التمثيل ومزيدا من الصلاحيات في كيانات عالمية مثل مجموعة الدول العشرين ومجلس الاستقرار المالي الذي يناقش القواعد المنظمة للبنوك والأسواق المالية. وأضاف أن منظمات مثل مجلس الاستقرار المالي لم تأخذ حتى الآن الواقع الجديد في الاعتبار، بينما لم تحرز مجموعة العشرين تقدما يذكر في تنسيق صناعة السياسة الاقتصادية حول العالم.
وحذر الفيصل من أن افتقار الاقتصادات الناشئة الكبرى للنفوذ داخل الكيانات العالمية، سيضعف استعدادها للمساهمة بأموال لمكافحة الأزمة العالمية. ويسعى صندوق النقد الدولي لتعزيز قدراته على مواجهة الأزمة من خلال جمع 600 مليار دولار لمساعدة الدول في التغلب على تداعيات أزمة الديون السيادية لـ”منطقة اليورو”.
وقال الأمير تركي، إن من المؤكد أن الدول النامية الكبيرة لن توافق على تقديم أموال إضافية دون الحصول على مزيد من النفوذ في صندوق النقد الدولي، وينطبق ذلك على جميع المنظمات الاقتصادية العالمية.
وانتقد الأمير في كلمته الحكومات الغربية لتمويل اقتصاداتها بالديون على مدى العقود الستة الماضية والسماح لقطاعاتها المالية بالخروج عن السيطرة، وقال إن مشكلات الديون الأميركية والأوروبية ستستمر خمس أو عشر سنوات. وتتطابق معظم انتقاداته مع تصريحات مسؤولين من الصين، وهي اقتصاد ناشئ كبير آخر تطلب منه المساعدة في مواجهة الأزمة العالمية.
وأشار الفيصل إلى أن حيازات البنك المركزي السعودي من الأوراق المالية الأجنبية بقيمة نحو 360 مليار دولار، معظمها سندات خزانة أمريكية ساعدت في دعم الدولار وتعزيز استقرار الاقتصاد العالمي. وقال إن المملكة ستواصل دورها في دعم الاستقرار لكنها تحتاج في المستقبل للتركيز بصورة أكبر على مواردها المحلية وفي نطاق الشرق الأوسط نظراً لأنها تواجه تحدياتها الخاصة مثل الحاجة لإيجاد وظائف للشباب والتعاطي مع الضغوط السياسية في شتى أنحاء العالم العربي. وأضاف أن صندوق النقد العربي، وهو كيان إقليمي يقرض الحكومات وصناديق التنمية السعودية مثل البنك الإسلامي للتنمية تحتاج لتعزيز قوتها لمساعدة التنمية الاقتصادية في الشرق الأوسط.