محمد حامد (دبي)
من أوليه إلى كلارين في بوينس آيرس بالأرجنتين، وصولاً إلى ماركا المدريدية، نهاية بـ «الاتحاد» في أبوظبي، يفرض إيسيكيل بالاسيوس نفسه أيقونة كروية جديدة على المستوى العالمي، وليس على النطاق اللاتيني فحسب، على الرغم من أنه لم يتجاوز 20 عاماً، ويبدو أن النجومية المبكرة تشير إلى أنه سوف يسير على خطى مشاهير «التانجو» الذين تمكنوا من غزو «القارة العجوز»، والتألق في أكبر أنديتها، والمثير في الأمر أن رحلة بالاسيوس في حال اكتملت وفقاً لمؤشراتها التي تحققت حتى الآن، فإنه سوف يسير على خطى الأسطورة دي ستيفانو الذي دافع عن قميص الريفر، قبل أن يصنع تاريخه وأسطورته في صفوف النادي الملكي.
صحيفة «كلارين» الأوسع انتشاراً في الأرجنتين، حرصت على التحدث مع بالاسيوس، وأشارت إلى أن ظهوره عبر صفحات «الاتحاد»، وهي صحيفة تمثل الإعلام العربي، يؤكد أنه يكتسب أرضاً جديدة في شهرته العالمية كل يوم، حيث تمتد هذه الشهرة من بوينس آيرس التي يوجد بها معقل ريفر بليت الذي بدأ فيه مسيرته الكروية، قبل أن ينتهي من المرحلة الثانوية في دراسته، فقد لعب للفريق الأول منذ 3 مواسم، ولم يعرف منذ هذا الوقت التدريب مع الشباب والناشئين، بل استمر في صفوف الريفر الكبير، وفرض نفسه على الجميع.وعبر صفحات «كلارين» قال بالاسيوس: سعادتي كبيرة بما حققناه حتى الآن، أنا مشجع لريفر بليت في المقام الأول، وجماهير الريفر لا يوجد لديها إنجاز يجلب لها السعادة أكثر من الفوز على البوكا، وفعلناها ونجحنا في جعل جماهيرنا أكثر فخراً بنا، نعم قد يكون طموحي يشبه طموحات جماهيرنا في هذا الجانب، ولكن هذا لا يعني ألا نسعى للفوز على الريال في حال بلغنا نهائي مونديال الأندية معاً.
وامتدت حالة الاهتمام بالنجم الصغير إلى مدريد، حيث أقيم النهائي المثير بين الريفر والبوكا، فضلاً عن أن مدريد بعملاقها الريال أظهرت اهتماماً بالحصول على خدمات بالاسيوس، وبدأ فلورنتينو بيريز رحلة التفاوض مع النادي الأرجنتيني فعلياً، وسط توقعات بأن تتم هذه الصفقة في يناير المقبل، وإذا لم يتحقق ذلك بسبب تعقيدات المفاوضات، فمن المرجح أن تحدث هذه الخطوة الصيف المقبل.
وتعليقاً على اهتمام الريال به، أكد بالاسيوس أنه يريد أن يعيش اللحظة الراهنة بكافة تفاصيلها الرائعة، والتي تتمثل في فرحة الفوز بلقب كوبا ليبرتادوريس على حساب المنافس الأبدي بوكا جونيورز، كما أنه يسعى لمساعدة فريقه في رحلته المونديالية بأبوظبي، ووفقاً لما نقلته كلارين وغيرها من الصحف العالمية، قال بالاسيوس: أعتقد أنني سوف أستمر لفترة أطول في صفوف الريفر، لكي أستمتع بكل ما تحقق، وأسعى لتحقيق المزيد، وخاصة في مونديال الأندية، أشعر بسعادة غامرة هنا مع الريفر، سوف ننسى ما حققناه لكي يتجدد لدينا الطموح بالسعي للمنافسة على لقب مونديال الأندية.
وجاءت كلمات بالاسيوس احتراماً وتقديراً منه لعشاق الريفر، ولكنه في الوقت ذاته مثل غيره من نجوم الكرة العالمية، ووجوهها الشابة يحلم بأن يرتدي قميص الريال، أو غيره من الأندية الأوروبية الكبيرة، فهو الطموح الكبير لمواهب الكرة اللاتينية، حيث لا يحقق اللاعب أحلامه في الشهرة والنجومية والمجد والمال، إلا إذا رحل لصفوف كيان كروي عالمي كبير، ومن المعروف أن فلورنتينو بيريز رئيس الريال يسعى للحصول على توقيع بالاسيوس، وبدأ بوتراجينيو رحلة التفاوض مع إدارة الريفر.
بيريز يحلم بصناعة أيقونة جديدة تسير على خطى الأرجنتيني الشهير دي ستيفانو، الذي بدأ مع الريفر، وانضم للفريق الأول قبل أن يتجاوز 17 عاماً، كما أن الريال سبق له الحصول على خدمات عدد كبير من نجوم الأرجنتين، وعلى رأسهم دي ماريا، وكمبياسو، وخافير سافيولا، وجاجو، وهيجواين، وسولاري، والنجم الشهير خورخي فالدانو الذي استمرت علاقته مع الريال على مستوى العمل الإداري.
صحيح أن بالاسيوس قد لا يصل إلى مكانة دي ستيفانو، ولكنه يسير على خطاه في حال اكتملت المفاوضات ورحل إلى الريال، وقد يكون سبباً مباشراً في عودة البصمة الأرجنتينية على أداء ونتائج وبطولات الملكي في السنوات المقبلة، وعلى أي حال سوف تكون أبوظبي مسرحاً لواحدة من أكثر الصفقات الكروية أهمية وجذباً لعشاق الساحرة في الشتاء الحالي، وفي أبوظبي سوف يجد بالاسيوس نفسه تحت ضغوط تقديم نفسه بقوة، من أجل جلب لقب المونديال لعشاق الريفر، وفي الوقت ذاته لكي يحصل على الاعتراف بأنه يستحق الانضمام للكيان الكروي الأكبر في أوروبا والعالم.
أما ثالث المدن العالمية التي تسهم في منح بالاسيوس صك النجومية فهي أبوظبي التي تحتضن مونديال الأندية، حيث يسعى الريفر مثل غيره من الأندية اللاتينية التي شاركت في البطولة على مدار تاريخها إلى الفوز باللقب، ومحاولة إيقاف سطوة ونفوذ بطل أوروبا، كما أن ظهور بالاسيوس عبر صفحات «الاتحاد» جذب أنظار صحافة الأرجنتين وعلى رأسها أولييه وكلارين، وتجلى ذلك في حرص كلارين على جعل اللاعب يقف ممسكاً بملحق «الاتحاد الرياضي»، في مؤشر يرونه أنه يدل على شهرة النجم البالغ 20 عاماً، وهي الشهرة التي بدأت وتأكدت في بوينس آيرس، وامتدت إلى مدريد التي تعد عاصمة الكرة العالمية بفضل وجود الريال عملاق أوروبا بها، وبلغت رحلة بالاسيوس مع الشهرة أعلى مراحلها في الوقت الراهن بعد ظهوره عبر صحافة الإمارات.